“الاتصالات” ترفع حصتها في “باديكو” لـ16% بشراء حصتي “صندوق الاستثمار” و”بليكني” البريطاني
 
 
“الاتصالات” ترفع حصتها في “باديكو” لـ16% بشراء حصتي “صندوق الاستثمار” و”بليكني” البريطاني
 
 

الايام 10.11.2013.20

صفقة ضخمة تعيد هيكلة الملكية في “باديكو ” وتضع بورصة فلسطين على اعتاب مرحلة جديدة

الايام 16.11.2013.17

“الاتصالات” ترفع حصتها في “باديكو” لـ16% بشراء حصتي “صندوق الاستثمار” و”بليكني” البريطاني

رام الله – “وفا”: شهدت بورصة فلسطين، الأربعاء، صفقتين على سهم شركة فلسطين للتنمية والاستثمار “باديكو”، رفعت حجم التداول في البورصة إلى أعلى مستوى منذ انطلاق نشاط البورصة في العام 1997، وشكلت تغييرا مهما في هيكل ملكية “باديكو القابضة”، ودشنت مرحلة جديدة في تاريخ سوق الأوراق المالية الفلسطينية.
فقد اشترت شركة الاتصالات الفلسطينية، في وقت متزامن، حصتي صندوق الاستثمار الفلسطيني والبالغة 13 مليون سهم، وحصة صندوق “بليكني” البريطاني والبالغة نحو 19 مليون سهم، إضافة إلى نحو 3 ملايين سهم جمعتها من الأسهم المعروضة على الشاشة، لتصبح “الاتصالات” أكبر مالك لأسهم “باديكو” بحصة تبلغ 16%.
مساعي ‹الاتصالات› لرفع حصتها في ‹باديكو› بدأت مع بروز رغبة لدى ‹بليكني› لبيع أسهمه في ‹باديكو› مع أوائل العام الجاري، حيث سارعت ‹الاتصالات› إلى عقد منكرة تفاهم مع ‹بلكيني› التزم فيها الأخير بعرض أسهمه في ‹باديكو› على ‹الاتصالات› أولا في حال قرر بيعها، ومع توصل ‹الاتصالات›، مؤخرا، إلى اتفاق تفصيلي لشراء حصة صندوق الاستثمار الفلسطيني في المجموعة الاستثمارية الأكبر في فلسطين، خاطبت ‹بليكني› معربة عن رغبتها في اتمام الصفقتين معا، وبالفعل تم التوصل الى اتفاق مع الصندوق البريطاني على الشراء، لتنفذ الصفقات في جلسة واحدة، بسعر1.25 دولار للسهم الواحد.
عند التوصل إلى هذين الاتفاقين، كان سعر سهم ‹باديكو› في البورصة بعيدا نسبيا عن السعر المتفق عليه في الصفقتين (يتجاوز الدولار الواحد بقليل)، فبادرت ‹الاتصالات› الى تسجيل طلب شراء مليون سهم في ‹باديكو› على شاشة التداول، بزيادة في الحد الأقصى عن سعر اغلاق الجلسة السابقة، في مسعى لجسر الفجوة بين سعر السهم في السوق والسعر المتفق عليه في الصفقتين، ما دفع هيئة سوق رأس المال وإدارة البورصة لاستيضاح الأمر، فردت الاتصالات بإفصاح انها على وشك تنفيذ الصفقتين.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات الفلسطينية عمار العكر، ‹بتسجيل طلب شراء مليون سهم بسعر الحد الاقصى المسموح به وفق الانظمة السارية في البورصة، اردنا ارسال رسالة واضحة بأن هناك صفقة كبيرة على الطريق بسعر عال، وعندما طلبت منا الهيئة إيضاح الامر، اصدرنا افصاحا بتفاصيل الصفقة. نحن سعداء جدا بالشفافية العالية التي تمت بها الصفقتان، كما نحن سعداء بإشراك جميع شركات الوساطة فيهما›.
وفيما يبدو، فإن ‹الاتصالات› تستهدف حصة في ‹باديكو› تصل الى 20%، وهي نسبة يمكن الوصول اليها دون ان يتأثر وضع السيولة لدى الاتصالات.
فإضافة الى حصتي صندوق الاستثمار و›بليكني›، فقد جمعت ‹الاتصالات› في الايام الثلاثة السابقة نحو ثلاثة ملايين سهم من اسهم ‹باديكو› المعروضة للبيع من جمهور المتعاملين في البورصة، كما انها واصلت، أول من أمس، استهداف السهم بعمليات شراء جديدة.
وقال العكر: لا خطط لصفقات كبيرة اخرى حتى الآن، لكن نحن مستعدون لشراء اسهم مما يعرض للبيع.
بشهادة شركات الوساطة، والعديد من المراقبين، فقد تمت الصفقتان بأعلى معايير الشفافية، الامر الذي وفر حماية لصغار المساهمين.
وتوقع سمير زريق مدير عام شركة ‹سهم›، إحدى شركات الوساطة المالية الأعضاء في البورصة، أن تغير الصفقتان نظرة المستثمرين لسهم ‹باديكو›، الذي كان يتداول لأكثر من سنة بأقل من قيمته الاسمية (دولار واحد).
وقال، ‹هذه الخطوة من شركة قوية ومستقرة كالاتصالات الفلسطينية تعكس ايمانها بمستقبل “باديكو”، والفرص المتاحة امام هذه الشركة العملاقة›.
واضاف: الصفقتان نفذتا بأعلى معايير الشفافية، الامر اثار اهتمام المستثمرين والمراقبين والمحللين، ولفتت انظار مستثمرين حاليين وجدد، وبمتابعة النشاط الذي شهدته البورصة استباقا للصفقتين، اتوقع ان يستمر هذا النشاط خلال الايام المقبلة، خصوصا ان معظم الاسهم تتداول بأقل من قيمتها الدفترية.
وبرر العكر توجه ‹الاتصالات› لرفع حصتها الاستراتيجية في ‹باديكو› بما تتمتع به الاخيرة من إمكانات وفرص للنمو في استماراتها ومؤشراتها المالية، وبالتالي ربحيتها.
وقال ‹لدينا استثمارات استراتيجية في الخارج، كـ›في تل› والبنك العربي، واليوم نعزز هذه الاستثمارات برفع حصتها في ‹باديكو›. نسعى من خلال ذلك الى زيادة مساهمتنا في تنمية الاقتصاد الفلسطيني›.
واضاف: نعتقد ان ‹باديكو› شركة واعدة بمشاريعها واستثماراتها. صحيح انها تعاني من شح في السيولة بسبب الانفاق على مشاريع استثمارية عديدة، سواء نفذت او جار تنفيذها، لكن هذه المشاريع واعدة، وبعضها بدأ بالفعل بدر ارباح.
احد الاسباب المهمة لخطوة ‹الاتصالات› زيادة حصتها في ‹باديكو›، ان ‹باديكو› نفسها المساهم الاكبر في ‹الاتصالات›، وحصة مهمة من ارباح ‹باديكو› تأتي من ‹الاتصالات›.
وقال العكر، ‹اردنا ارسال رسالة الى المستثمرين، خصوصا في الخارج، بأن ‹باديكو› تحظى بمستقبل جيد›.
على مدى الايام الماضية، واستباقا للصفقتين، شهد سهم ‹باديكو› ارتفاعا ملحوظا، اذ اغلق تعاملات جلسة الخميس الماضي، مرتفعا بنسبة 20% منذ بداية تشرين الثاني الجاري.
وقال الرئيس التنفيذي لـ”باديكو” سمير حليلة، “السعر الذي تمت به الصفقتان اعلى من السعر الذي كان قبل اسبوع او عشرة ايام، لهذا تحرك صعودا للاقتراب من سعر المتفق عليه للصفقتين، ومع ذلك فإن حدود سعر الصفقتين اقل بكثير من القيمة الدفترية للسهم”.
واضاف: دخول الاتصالات بهذا الحجم يعكس ثقتها بأن سعر سهم ‹باديكو› في السوق اقل من قيمته الحقيقية، اخذا بعين الاعتبار النمو الملحوظ في مؤشرات الشركة، والتي اكدت صحة ما كان يصدر عنها بأن هذا العام سيشهد بداية قطف ثمار مشاريعها الجديدة، ما يعني نموا في الارباح، وبالتالي في سعر السهم.
وحققت ‹باديكو› ربحا صافيا بعد الضريبة بمقدار 22.36 مليون دولار في الاشهر التسعة الاولى من العام الجاري، بزيادة 44.3% عن الفترة المقابلة من العام الماضي.
وقال حليلة ‹النمو في ارباح الشركة فاق توقعات الموازنة التقديرية، اذ كنا نتوقع نموا بنسبة 28%. نتوقع نموا متزايدا في ارباح الشركة خلال السنوات المقبلة مع وصول المشاريع الجديدة الى المستويات المستهدفة من الانتاج والربحية›.
واضاف ‹معظم الارباح كانت تشغيلية، كما شهدنا نموا في حصة الشركة من ارباح الاتصالات›.
وبحسب محللين، فإن طبيعة العلاقة التاريخية بين الشركتين، من حيث هيكلية ملكية كل منهما، وكون ‹باديكو› المساهم الاكبر في ‹الاتصالات› مع التباين الكبير بين سعري السهمين في السوق، فإن الاستحواذ على حصة في اسهم ‹باديكو› يسهل الى حد كبير الاستحواذ على حصة مؤثرة في اسهم ‹الاتصالات› ولكن بكلفة اقل بكثير من شراء اسهم الاتصالات مباشرة، وهذا قد يهدد استقرار شركة الاتصالات نفسها، وفيما يبدو فإن هذا كان احد الاعتبارات المهمة في اتخاذ قرار مجلس ادارة ‹الاتصالات› زيادة رفع حصتها الاستراتيجية في ‹باديكو›.
وقال زريق ‹كون باديكو هي المساهم الاكبر في الاتصالات، والحصة الاكبر من ارباحها تأتي من الاتصالات، ونظرا لتدني سعر سهم باديكو، فإن افضل من يحمل سهم باديكو في هذه المرحلة هو الاتصالات›.
وردا على سؤال بهذا الشأن، قال حليلة، “قرار مجلس ادارة الاتصالات بزيادة حصتها في اسهم “باديكو” اتخذ منذ فترة ليست بسيطة، لكن الخطوة تأخرت حتى تأكدوا من ان النمو في المؤشرات المالية لباديكو مستمر ومستدام، وحينها بدأت عمليات الشراء من السوق قبل اتمام الصفقتين، ونتوقع ان تستمر هذه العملية خلال الايام المقبلة”.
ويبلغ رأس المال المدفوع لـ”باديكو القابضة” 250 مليون دولار، فيما وصلت القيمة السوقية لاسهم الشركة مع اغلاق جلسة التداول في البورصة الخميس حوالي 307.5 مليون دولار، باتت الاتصالات تستأثر بأكثر من 16% منها، في حين يبلغ رأس مال شركة الاتصالات الفلسطينية 131 مليون دينار اردني (185 مليون دولار)، فيما تجاوزت القيمة الاسمية لاسهم الشركة في نهاية جلسة الخميس مليار دولار، تملك ‹باديكو› نحو 32% منها.
وقال زريق، “نظرا لتشابك الملكية بين الشركتين، فإن الصفقتين من شأنهما تعزيز الاستقرار في كلتيهما، وفي البورصة الفلسطينية عموما”.
من جهة أخرى، فإن خطوة صندوق الاستثمار بيع حصته في ‹باديكو› تندرج في إطار إعادة هيكلة استثماراته في بورصة فلسطين، باعتباره شركة قابضة بإمكانها الاستثمار في الشركات العادية بشكل مباشر، دون الحاجة للاستثمار في هذه الشركات عبر شركة قابضة أخرى كـ›باديكو›.
وبالفعل، فقد تزامنت صفقة بيع حصة الصندوق في ‹باديكو› لشركة ‹الاتصالات› مع شرائه، في نفس الجلسة، لنحو مليون سهم من أسهم الاتصالات نفسها

 
 

أضف تعليقك