كتب المحرر الاقتصادي:
لم يحمل لقاء الرئيس محمود عباس بوزير الخارجية الأميركي جون كيري، في لندن الخميس الماضي، أي إشارات بتغير في مواقف الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي، يعطي أملا في عودة محتملة إلى المفاوضات، فيما يبدو أن جميع الأطراف، كما الشارع الفلسطيني الداخلي، بانتظار تشكيل الحكومة التوافقية كأول استحقاق للمصالحة، والتي تتراوح بين تفاؤل وتشاؤم، تبعا لتصريحات مسؤول هنا وآخر هناك، على أمل أن يعلن عن تشكيلة الحكومة الجديدة فور عودة الرئيس من جولته الخارجية.
داخليا، فقد أثبتت أحداث “يوم النكبة” ميلا إسرائيليا لتصعيد العنف، فقمعت قوات الاحتلال بشدة المسيرات السلمية للمواطنين الفلسطينيين الذين شاركوا في إحياء هذه الذكرى، فقتلت شابين أمام سجن عوفر غرب رام الله، ما جدد مخاوف من أن توقف المفاوضات بفعل التعنت الإسرائيلي، مع استمرار تردي الأوضاع المعيشية في الضفة الغربية وقطاع غزة، فتحا الباب أمام جولة جديدة من المواجهة، خصوصا في ظل تصاعد الاستيطان وتهويد المدينة المقدسة، فيما يواصل الأسرى الإداريون في السجون الإسرائيلية إضرابهم عن الطعام لليوم الخامس والعشرين على التوالي.
في الغضون، واصلت بورصة فلسطين أداءها الضعيف، سواء لجهة حركة المؤشر الرئيس، أو لجهة حجم النشاط.
فقد أغلق مؤشر “القدس” تعاملات الأسبوع الماضي على 517.21 نقطة منخفضا بمقدار 3.55 نقطة أو بنسبة 0.68%، مدفوعا بانخفاض مؤشرات أربعة من القطاعات الخمسة الممثلة في البورصة: الخدمات، والاستثمار، والبنوك والخدمات المالية، والصناعة، فيما كان مؤشر قطاع التأمين الرابح الوحيد.
على صعيد النشاط، فقد انخفض معدل عدد الأسهم المتداولة بنسبة 25.12% إلى حوالي 309 آلاف سهم يوميا من حوالي 412 ألف سهم يوميا في الأسبوع السابق، كما انخفض معدل قيمة التداولات بنسبة 41% إلى حوالي 459 ألف دولار يوميا من حوالي 778 ألف دولار يوميا في الأسبوع السابق.
بالإجمال، فقد شهدت البورصة الأسبوع الماضي 759 صفقة شملت حوالي 1.54 مليون سهم في تداولات بلغت قيمتها الإجمالية حوالي 2.3 مليون دولار، مقارنة مع 814 صفقة في الأسبوع السابق شملت حوالي مليوني سهم في تداولات إجمالية بلغت قيمتها حوالي 3.9 مليون دولار. ومن بين 27 شركة جرى التداول على أسهمها، سجلت أسهم 11 شركة ارتفاعا، واستقرت أسهم 5 شركات، فيما أغلقت أسهم 11 شركة أخرى تعاملات الأسبوع على تراجع.

قطاع الاستثمار
سجل مؤشر قطاع الاستثمار انخفاضا بنسبة 2.61%، اثر تداولات بلغت قيمتها حوالي مليون دولار شكلت 43.47% من إجمالي قيمة تعاملات البورصة.
وقاد النشاط في هذا القطاع السهم الرائد لشركة فلسطين للتنمية والاستثمار “باديكو”، الذي انخفض بنسبة 4.03% وأغلق تعاملات الأسبوع 1.43 دولار، اثر تداولات بلغت قيمتها حوالي 764 ألف دولار شكلت 76.6% من تعاملات قطاع الاستثمار و33.29% من إجمالي قيمة تعاملات البورصة.
وجاء التراجع في سهم “باديكو” مخالفاً لطبيعة حركة الأسهم، إذ عادة ما يرتفع السهم قبيل اجتماع الهيئة العامة للشركة يتوقع أن تقر فيه توزيع أرباح على المساهمين، ما يشير إلى أن وطأة الغموض السياسي على البورصة تطغى على أي محفزات.
ومن المقرر أن تعقد الهيئة العامة لـ”باديكو” اجتماعاً عادياً في العاصمة الأردنية، الاثنين، للمصادقة على توصية مجلس الإدارة بتوزيع أرباح على المساهمين بواقع ستة سنتات نقدا.
وفي هذا القطاع أيضا، انخفض سهم الشركة العربية الفلسطينية للاستثمار “ايبك” بنسبة 2.42%، فيما ارتفع سهما شركتي: فلسطين للاستثمار العقاري، والاتحاد للإعمار والاستثمار بنسبة 0.62% و2.44% على التوالي.

قطاع البنوك والخدمات المالية
سجل مؤشر قطاع البنوك والخدمات المالية انخفاضا بنسبة 0.16%، اثر تداولات بلغت قيمتها حوالي 881 ألف دولار شكلت 38.42% من إجمالي قيمة تعاملات البورصة.
وقاد النشاط في هذا القطاع سهم بنك فلسطين، الذي أغلق تعاملات الأسبوع مستقرا عند مستوى 2.87 دولار، اثر تداولات بلغت قيمتها حوالي 535 الف دولار شكلت 60.7% من تعاملات قطاع البنوك و23.32% من إجمالي قيمة تعاملات البورصة.
وفي هذا القطاع أيضا، ارتفع سهما بنكي: الإسلامي العربي، والقدس بنسبة 0.92% و6.45% على التوالي، وانخفض سهم بنك الاستثمار الفلسطيني بنسبة 4.12%، فيما أغلق سهما بنكي: الإسلامي الفلسطيني، والوطني تعاملات الأسبوع دون تغيير.

قطاع الخدمات
سجل مؤشر قطاع الخدمات انخفاضا بنسبة 0.55%، اثر تداولات ضعيفة بلغت قيمتها حوالي 210 ملايين دولار فقط، شكلت 9.16% من إجمالي قيمة تعاملات البورصة.
وقاد الخسائر في هذا القطاع سهم شركة الاتصالات الفلسطينية، الذي انخفض بنسبة 0.89% وأغلق تعاملات الأسبوع على 5.54 دينار أردني، اثر تداولات بلغت قيمتها اقل من 150 ألف دولار شكلت 70% من تعاملات قطاع الخدمات و8.4% من إجمالي قيمة تعاملات البورصة.
وفي هذا القطاع أيضا، انخفض سهم شركة “غلوبل كوم” للاتصالات بنسبة 7.14%، وارتفع سهم الشركة الفلسطينية للكهرباء بنسبة 0.75%، فيما أغلق سهما شركتي: “الوطنية موبايل”، والفلسطينية للتوزيع والخدمات اللوجستية “واصل” تعاملات الأسبوع دون تغيير.

قطاع الصناعة
سجل مؤشر قطاع الصناعة انخفاضا بنسبة 0.31%، اثر تداولات بلغت قيمتها حوالي 148 ألف دولار شكلت 6.46% من إجمالي قيمة تعاملات البورصة.
وفي هذا القطاع، كان سهم شركة بيرزيت الرابح الوحيد مسجلا ارتفاعا بنسبة 0.67%، فيما انخفضت أسهم شركات: مطاحن القمح الذهبي بنسبة 1.33%، وسجاير القدس، والوطنية لصناعة الكرتون بنسبة 2.22% لكل منهما، وفلسطين لصناعات اللدائن بنسبة 3.45%، ودار الشفاء لصناعة الأدوية بنسبة 1.55%.

قطاع التأمين
سجل مؤشر قطاع التأمين ارتفاعا بنسبة 1.35%، اثر تداولات بلغت قيمتها حوالي 57 ألف دولار فقط، شكلت 2.49% من إجمالي قيمة تعاملات البورصة.
وفي هذا القطاع، جرى التداول على أسهم أربع شركات، فارتفعت أسهم: العالمية المتحدة للتأمين بنسبة 1.14%، والتأمين الوطنية بنسبة 3.17%، والتكافل الفلسطينية للتأمين بنسبة 4.35%، فيما كان سهم المجموعة الأهلية للتأمين الخاسر الوحيد مسجلا انخفاضا بنسبة 6.25%.