خاص فلسطين 24 : لا تتوانى اسرائيل عن سرقة كل شيء يخص الفلسطينيين ونسبه لها، آخر ما تم الكشف عنه هو سرقة “الغزال الجبلي الفلسطيني” وتحويل اسمه الى “الغزال الجبلي الاسرائيلي”. محاولة كشف عنها البرفسور الفلسطيني نورمان علي خلف أستاذ في قسم علم الحيوان بجامعة دبي.
يقول خلف الذي عمل لمدة 35 عاما في مجال علم الحيوان “ينما كنت أتصفح الموسوعة العالمية (الويكيبيديا) لاحظت أن أحد علماء الأحياء الإسرائيليين قد قام بدون وجه حق بتغيير إسم “الغزال الجبلي الفلسطيني” إلى “الغزال الجبلي الإسرائيلي” ، وكوني أحد مؤلفي “الويكيبيديا” المُعتمدين فقد قمت بإرجاع الإسم العِلمي كما كان عليه منذ التسمية الأولى في العام 1766 على يد عالم الأحياء الألماني بيتر سايمون بالاس”.
وتجدر الاشارة الى أن الغزلان الجبلية مهددة ايضا بالانقراض بسبب أعمال الصيد الجائر لها، حيث تشير تقديرات جمعية الحياة البرية في فلسطين الى أكثر من 500 غزال بقية في برّية فلسطين، في حين تم اصطياد قرابة 255 غزالاً في المنخفض الجوي العميق الذي تساقط خلاله الثلوج بكثافة في العام الماضي، حيث تقول الجمعية ل فلسطين 24 اننا بحاجة لنحو عشرين عاما لتعويض ما تم اصطياده مؤخراً.
هذه المرة الثانية خلال ثلاثة أشهر التي أكتشف فيها تزييف الأسماء العِلمية من قبل علماء الأحياء الإسرائيليين تابع خلف حديثه بنوع من الحسرة لـ فلسطين 24 ” سبق سرقة الغزال محاولة الاستيلاء على حيوان الخُلد (الخلند) الفلسطيني، نحن في صراع على كافة الأصعدة مع عدونا الصهيوني، وأنا لهم بالمرصاد من الناحية العِلمية، هذا هو جُزء من نِضالنا ورسالتنا العِلمية”.
نخوض حرب ضروس مع اسرائيل من الناحية العلمية، اذا ما كنا لهم بالمرصاد سيثبتون الاسماء التي يزيفونها وتصبح مراجع علمية يتم الاعتماد عليها. هكذا حصل مع عصفور الشمس الفلسطيني يقول البرفسور نورمان خلف. حالوا تغيير اسمه قبل 3 سنوات الى العصفور البرتقالي، علينا ان نكون متنبهين لكل هذه المحاولات.
11 كتابا في مجال الحيوان أصدرها البرفسور خلف على مدار 35 عاما، بالاضافة الى تأليف سلسلة كتب حيوانات فلسطين، أربعة أجزاء حتى الان. كل ذلك بجهود شخصية قال خلف ل فلسطين 24 ، لكن هذا نضال علمي أخوضه لكشف وفضح اسرائيل، انا أخوض هذه الحرب معهم منذ ثلاثة عقود وأكثر. كتبي أصدرها بثلاث لغات هي العربية والانجليزية والألمانية.
“في فلسطين لا يوجد اهتمام بالبحث العلمي، يجب الاهتمام بهذا الامر لأهميته العظمى، في وجه الآلة العلمية الاسرائيلية، الدعم غائب عن الابحاث العلمية خاصة في مجال الاحياء، لذلك يعكف خلف على زيارة فلسطين باستمرار واصدار الابحاث العلمية في مجال الحيوان حيث ان كتبي تصل الى مختلف انحاء العالم وكبار المكتبات في اعرق الجامعات، انا اليوم مؤلف معتمد في موسوعة (وكيبيديا) واقوم بتعديل اي سرقة تقدم عليها اسرائيل”.
السنة الماضية اجرى البرفسور نورمان بحثا في وادي قانا بسلفيت، واكتشفت وجود انواع جديدة من الاسماك تم تسجيلها علميا لاول مرة تحت اسم “اسماك وادي قانا”. كذلك قبل فترة تم اكتشاف فأر غزة المنزلي، وحيوان ابن آوى الفلسطيني. هذه الاكتشافات يقول خلف تعتبر مرجعا علميا اساسيا لطلبة علم الاحياء في فلسطين، وما يهمني بشكل اساسي ان يصل ما نكتبه الى القاريء الفلسطيني اولا ومن ثم العربي والى كل العالم.
أطلق البرفسور خلف الذي تنحدر عائلته من بلدة العيزرية شرق القدس جائزة بإسمه “جائزة نورمان علي خلف للتنوع الحيوي في فلسطين” بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وجمعية الحياة البرية في فلسطين، من اجل التشجيع على القيام بالابحاث العلمية في مجال الحيوانات، ولتأسيس جيل مهتم بالبيئة الفلسطينية لحمايتها في وجه الحرب الشرسة التي تخوضها اسرائيل على كل شيء فلسطيني. هكذا ختم نورمان خلف حديثه ل فلسطين 24 وما زال في جعبته الكثير ليروى عن طبيعة وحيوانات فلسطين.