فرح” طفلة لا تحمل من اسمها إلا الحروف
 
 
فرح” طفلة لا تحمل من اسمها إلا الحروف
 
 

رام الله - شاشة نيوز- تقرير جهاد عويص - اِسمُها فرح، لكن واقعها جعلها تكسر مفردات اللغة، فأصبحت الأوجاعُ والآلامُ معنىً لا يُفارق حياتها.

فَصلُ الأطراف، أورام الأصابع، تشوهات الجمجمة، التهاب العينين، مشاكل الأسنان، صعوبة النطق، ومشاكل نفسية، كل هذه الأمراض تتلخص في طفلة لم تكمل عامها السابع بعد.  

 

 في قطاع غزة _الذي أسدل ستاره حديثاً عن حرب إسرائيلية_ هنا تعيش فرح، الطفلة التي خاضت 14 عمليةَ جراحيةَ غير ناجحةٍ في “أصابع يديها فقط”، لم يرحمها العدوان الإسرائيلي، بل زادت معاناتها بإغلاق المعابر وانشغال الأطباء بما خلفته الحرب الأخيرة من مجازر لا تعد ولا تحصى.

 

تنام مفتوحة العينين!

 

من عائلة ميسورة، وتحت سقف بيتٍ أكلهُ الضيق والحاجة، تتحدث والدة الطفلة عن قصتها. 

 

تسرد أمُها: “انتظار حملٍ بعد 7سنوات من الزواج، ليرزقني الله بالتوأم فرح وسمير بعد عملية زراعة، وكان قدر الله أن تكون “فرح” هي اختبار صبري في الحياة”.

 

 كانت بمثابة الصدمة، كيف لطفلة أن ترى عصافير أحلامها وهي مستيقظة، تقول الأم: “لديها مشاكل في العينين، بسبب ضغط منطقة الرأس على العينين مما جعلها تنام وعيناها مفتوحتان لا تستطيع اغلاقهم”. 

 

قصة معاناة 

فرح لديها مشكلة التصاق أصابع يديها في بعضهم وكذلك أطراف قدميها، تتابع الوالدة قولها: “لا تستطيع تحريك يديها بسبب التصاقهم، كذلك أصابع أرجلها وانتفاخهم أعاق مشي فرح، حتى أن آخر عملية كانت قبل سنة ونصف في فصل أصابع يديها فقط ودون فائدة”.

 

 مسحت الأم دمعتها الجارفة وقالت “عندها مشكلة أخرى في الجمجمة، ومنطقة الجبين وفك الأسنان، كنت أتابع حالة ابنتي مع أحد الأطباء في نابلس، لكن لم أصل إلى نتيجة حتى الآن”.

 

أعادت رأسها إلي الوراء وصمتت برهة ثم تابعت “أنا لا أريد عمليات التجميل، أنا أريد أن أرى ابنتي تحرك يديها بشكل طبيعي، حتى أنني أصبحت أعالج ابنتي نفسيا من بعض الاضطرابات”.

 

عدم المتابعة وتكاليف مالية عالية

 

وتروي الأم عن مشاكل العلاج وتقول: “أول عملية كانت في القدس، وذهبت لإجرائها هناك وطلب مني الأطباء العودة بعد أسبوعين لإجراء 10 عمليات أخرى، لكن الحصار الإسرائيلي حال دون ذلك ومنعت من العودة”.

 

وتضيف “كنت أنتظر الوفود الطبية القادمة إلى غزة لعلاج ابنتي، وبعد إجراء العمليات تغادر الوفود، ولا أجد متابعة لحالة ابنتي، فتعود مشاكل التصاق والتهابات أصابعها مرة أخرى”.

 

وتُحدث والدة الطفلة “ذهبت إلى مصر لمقابلة أحد الأطباء المختصين، فقال لي العملية تُكلف 30ألف دولار فقط لأصابع يديها!!، وفي غزة تكلفة عملية الأصبع الواحد فقط هي 2000شيكل”.

 

وتُتابع: “لا أعرف أيٍ مشاكل لابنتي ستعالج، هل الأصابع أم الجمجمة أم العينين أم القدمين؟، وأصبحت مشكلة علاج ابنتي حسب الأولويات والأحوال المادية، حتى بقيت في حيرةٍ أنتظر فرجاً قريباً”.

 

 

رفض مدرسي ومجتمعي

 

قصص المعاناة لأحلام تلك الطفولة لم تتوقف على واقعٍ مريض، بل تعدى ذلك للتأثير على حياتها التعليمية والاجتماعية، وتُرفض فرح من المدرسة.

 

وتضيف الأم: “ذهبت بعد _الحرب الأخيرة_ مع فرح إلى البحر، وتفاجأت بصراخ بعض الأطفال وهروبهم من ابنتي، حتى عادت الاضطرابات النفسية لفرح، وتساءلت لماذا هذا؟ “.

 

هي قصة معاناة مرضٍ وعزةُ نفسٍ من السؤال، كُشفت خباياها بعد صبر دام 6سنوات، لتعدَّ أمُ فرح أياماً جديدة من الصبر لعلًّها تجد النُّور في حياة ابنتها.

 
 

أضف تعليقك