“القدس المفتوحة” تنظم مؤتمراً حول تعزيز تنافسية المنتجات الفلسطينية
 
 
“القدس المفتوحة” تنظم مؤتمراً حول تعزيز تنافسية المنتجات الفلسطينية
 
 

الأيام 16-10-2012-24

القدس المفتوحة” تنظم مؤتمراً حول تعزيز تنافسية المنتجات الفلسطينية

رام الله- نظمت جامعة القدس المفتوحة، بالتعاون مع مركز التجارة الفلسطيني” بال تريد” وجمعية الاقتصاديين الفلسطينيين، وبتمويل من شركة الاتصالات الخليوية “جوال”، أمس، المؤتمر الاقتصادي الإداري” نحو تعزيز تنافسية المنتجات الفلسطينية” والذي يقام على مدار يومين في فندق بيست ايسترن بالبيرة.
وحضر حفل الافتتاح رئيس الوزراء د. سلام فياض ورئيس ديوان الرئاسة د. حسين الأعرج ومحافظة رام الله والبيرة د. ليلى غنام ووزير العمل د. أحمد مجدلاني ووزيرة شؤون المرأة ربيحة ذياب ورئيس ديوان الموظفين موسى ابو زيد ورئيس غرفة تجارة وصناعة رام الله والبيرة خليل رزق وحشد كبير من الشخصيات الأكاديمية والرسمية والاقتصادية.

الأعرج: الاحتلال المعيق الأكبر للتنمية الاقتصادية
وقال الأعرج إن أهمية المؤتمر تنبع من تضافر جهود المؤسسات الأكاديمية والحكومية في التشارك مع أحد أبرز المؤسسات التجارية الفلسطينية “بال تريد” في القطاع الخاص المعزز كذلك بمشاركة جمعية الاقتصاديين الفلسطينيين، مشيدا بدور جامعة القدس المفتوحة الكبير في التنمية والتعليم.
وأشار إلى أن ضخ الجامعة لآلاف الخريجين سنويا إنما يسهم في عملية التدريب والتأهيل وبخاصة إن معظم خريجي “القدس المفتوحة” من موظفي المؤسسات وربات البيوت.
ولفت إلى أهمية هذا المؤتمر الذي يأتي في ظل وقت اقتصادي ومالي صعب تعيشه السلطة الوطنية، معتبرا أن الاحتلال هو المعيق الأكبر ويكاد يكون الوحيد لعملية التنمية الاقتصادية في فلسطين. وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني يملك الكثير من مقومات التنمية الاقتصادية من مصادر طبيعية وبشرية ومواقع سياحية بارزة لكن الاحتلال يسطر عليها ويحرم الفلسطينيين من إحداث التنمية”، منوها إلى أن فلسطين تمتلك موارد بشرية واعدة يمكنها أن تسهم في بناء اقتصاد قوي.
ورأى الأعرج أن الإدارة الناجعة للموارد القائمة على التخطيط الذكي والناجح هي السبيل للوصول إلى اقتصاد متطور ومزدهر، وهي الدافع لعجلة الإنتاج والتسويق قدما محليا وإقليميا.
وأضاف” نعي تماما حجم التحديات التي تواجه اقتصادنا في ظل عدم سيطرتنا الكاملة على بيئتنا الاقتصادية فنحن نعيش في ظل احتلال يسرق مواردنا الطبيعية ويحرمنا من استغلالها بالشكل الأمثل، بل والأدهى أنه يضطرنا لشرائها منه”. واكد الأعرج أنه بالرغم من كل التحديات الاقتصادية والسياسية التي يواجهها شعبنا إلا أن لدينا من الإمكانيات والطاقات والمدخرات الكثير سواء الاستثمار بالعنصر البشري أو ما تحتويه من مواقع سياحية وتاريخية وطبيعية، بالإضافة إلى الرصيد الديمغرافي في المهجر، وما يمثله هؤلاء من قدرات ذهنية وخبرات اقتصادية”.
وأشار د. الأعرج إلى أن حرماننا من الاستثمار في مناطق (ج) ومنعنا من الوصول إلى القدس يحرمنا من مصدر دخل ونمو اقتصادي رفيع وقوي”.
من جانبه، قال رئيس جامعة القدس المفتوحة الدكتور يونس عمرو إن المؤتمر يعقد بهدف تعزيز المنتج الفلسطيني، منوها إلى أن “القدس المفتوحة” تثبت دوما أنها جامعة الوطن في كل الظروف كونها تتلمس احتياجات الشعب الفلسطيني الحرجة وتنظم النشاطات التي من شأنها أن تسلط الضوء على القضايا التي تهمه.
ودعا عمرو الباحثين إلى تقديم أوراق علمية تسهم في تدعيم الاقتصادي الوطني وتعزيز التنافسية للمنتج المحلي.
استراتيجية للنهوض بالمنتج الوطني
وقالت ممثلة وزير الاقتصاد الوطني منال شكوكاني إن المؤتمر يوفر فرصة للتحاور الذي يمكن أن يدلنا على السبل نحو تحسين مستوى منتجاتنا الوطنية.
وأشارت إلى المنتج الوطني يتعرض لمنافسة شرسة وتحديات كبيرة داعية القطاعين العام والخاص والمجتمع الأكاديمي إلى العمل سويا من أجل النهوض بالمنتج الوطني.
وأوضحت أن وزارة الاقتصاد الوطني بصدد إعداد خطة طموحة لتطوير التصنيع وتطوير عناصر الإنتاج، منوهة إلى أن الحكومة تولي المنتج الوطني أهمية قصوى وتسعى إلى تحويل شعار “صنع في فلسطين” إلى خطة عمل حقيقية، مؤكدة على سعي الوزارة لوضع منتجاتنا على خارطة المنتجات العالمية. وخلصت إلى أن هناك ثلاث عقبات تحد من القدرة التنافسية للمنتج الوطني هي: القدرة للوصول إلى الأسواق، والحصول على التمويل، والوصول للتكنولوجيا والابتكارات.
وأشارت إلى الوزارة تعمل على إعداد استراتيجية وطنية للنهوض بالمنتج المحلي سيتم إطلاقها قريباً تأخذ في الاعتبار تطوير التصدير، بالإضافة إلى وضع برنامج للنهوض بالقطاع الخاص، وفتح الآفاق أمامه ومساعدة رجال الأعمال للتواصل والتشبيك مع نظرائهم في العالم، كما أن الوزارة تعمل على تهيئة الصناعة المحلية لإحداث نمو مستدام من خلال تنمية طاقات الابتكار والإعمار.
وأكدت ضرورة تطوير البحث العلمي في فلسطين للمساهمة في تطوير القطاع الصناعي، مشيرة إلى أهمية تطوير الشراكة بين القطاعين العام والخاص الأكاديمي والاستفادة من الأبحاث العلمية لتطوير البنية الصناعية وتحسين الإنتاج ورفع جودة المنتج المحلي.
ولفتت إلى سعي الوزارة لتوفير البيئة التشريعية الملاءمة للنهوض بواقع الصناعة من خلال إعداد قانون البيئة الصناعية، مشيرة إلى أن الوزارة تقوم بتشديد الرقابة على المنتجات المستوردة وتحسين المواصفات ما سيعطي المنتج الفلسطيني فرصة للمنافسة.
دعوة إلى تطوير واقع الصناعة
وقال عرفات عصفور في كلمة “بال تريد” لا يمكن الحديث عن تنافسية المنتج الوطني وحصته في السوقين الوطني والدولي دون الحديث عن الصناعة الوطنية وواقع الصناعة”، مشيرا إلى أن واقع الصناعة في فلسطين ما يزال يجتاز مرحلة التحول من قطاع مشوه بفعل اجراءات الاحتلال إلى قطاع تتجه نحوه الآمال، لتصدر باقي القطاعات الاقتصادية.
وأضاف” إن النجاح في اختيار الاستراتيجيات الصناعية وتحديد السياسات يشكل المدخل الأهم لضمان نجاح استراتيجية زيادة القدرة التنافسية والحصة السوقية للمنتج الوطني في الأسواق المحلية والدولية”.
ورأى أن تعزيز تنافسية المنتجات الفلسطينية في الداخل والخارج وتعزيز حصتها السوقية يحتم علينا العمل على تحقيق مجموعة أهداف للنهوض بالاقتصاد الوطني أهمها : تشكيل مجلس من القطاعين العام والخاص والمؤسسات ذات العلاقة للإشراف على الاستراتيجية والبرامج، والتعرف على الواقع الحالي للقطاعات الصناعية الفلسطينية ووضع البرامج التثقيفية والترويجية المختلفة لزيادة وعي المستهلك وحرف سلوكه الاستهلاكي للمنتج الوطني، ووضع السياسات الكفيلة بدعم المنتج الوطني وتسهيل تطوره وزيادة حصته السوقية.
وأشار إلى ان الحكومة هي المسؤولة عن تحفيز الصناعات ووضع البرامج التنفيذية لتعزيز تنافسية المنتجات محليا ودوليا وفي التركيز على استخدام المنتج الوطني في العطاءات الحكومية في دعم المصدرين فنيا وترويجيا في إعادة الرديات عن المواد الخام والماكينات وتخفيض أسعار الكهرباء والماء للصناعة وغيرها من الإجراءات التي تسهم في تنافسية المنتج الوطني في السوقين المحلي والدولي.
25 ورقة بحثية
وبشأن التحضيرات للمؤتمر، أشار رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر أستاذ الاقتصاد ومدير فرع رام الله والبيرة د. رسلان محمد إلى مشاركة 25 ورقة بحثية لعدد من الأكاديميين والمختصين في مختلف المؤسسات الأكاديمية والتخصصية الفلسطينية إذ تركز الأوراق بصفة أساسية على فاعلية السياسات الحالية ومدى تعزيزها لتنافسية المنتج الفلسطيني، لافتا إلى أن بعض الأوراق تركز على اقتراح البدائل الهادفة لتعزيز التنافسية كإحلال الواردات واتباع سياسات تجارية رشيدة تحدّ من حالة الإغراق التي تتعرض لها السوق المحلية الفلسطينية وزيادة حصة المنتج الفلسطيني في السوق المحلية.
وتولت عرافة الافتتاح لوسي حشمة مديرة العلاقات العامة في جامعة القدس المفتوحة التي حيت المزارعين الذين يجمعون ثمار الزيتون وهم يواجهون اعتداءات المستوطنين.
ثلاث جلسات علمية
وتضمن المؤتمر في يومه الأول ثلاث جلسات، ترأس الأولى د. باسم مكحول، وشارك فيها د. ماجد صبيح ود. رسلان محمد بورقة حول “الاستقرار الاقتصادي الكلي كإطار عام لتدعيم الوضع التنافسي للاقتصاد الفلسطيني”، ود. عبد الحميد شعبان الذي قدم ورقة بعنوان: “فاعلية السياسات الاقتصادية في تعزيز المنتج الفلسطيني”، ود. عمر أبو عيدة الذي قدم بحثاً حول “الدخول إلى الأسواق الخارجية: العقبات والموانع- دراسة ميدانية من وجهة نظر المصدرين”، وأ. سلوى صبري التي تناولت في ورقتها “سياسة إحلال الواردات الفلسطينية: مشكلات وصعوبات التطبيق وسبل التطوير”، كما تناول أ. أمجد عزت عيسى في بحثه: “استراتيجية إحلال الواردات كخيار ممكن لتعزيز تنافسية المنتجات الفلسطينية وتحفيز الاستثمار”، وأنهى الجلسة الأولى أ. محمد خضر قرش بورقة تناولت “رؤية مستقبلية: حول المنافسة المصرفية في فلسطين”.
وترأس الجلسة الثانية د. عاطف علاونة، وشارك فيها د. محمد عوض بورقة بعنوان “رأس المال البشري الفلسطيني ودوره في تعزيز القدرة التنافسية للسلع الفلسطينية (حالة دراسية: منتجات الألبان في الضفة الغربية)”. وتحدث د. عطية مصلح وأ. محمود ملحم عن “دور رأس المال البشري في تعزيز تنافسية المنتجات الفلسطينية”، فيما تحدث د. سلمان الديراوي في ورقته عن “واقع تنمية الموارد البشرية في العملية الإنتاجية في ضوء متطلبات التنافسية”. وقدم د. أحمد زغب ود. مجدي سلامة بحثاً حول “إعادة هندسة الأعمال وسيلة لتحقيق التميز التنافسي للمؤسسات الفلسطينية”، فيما تناول د. صالح الآغا وأ. وسام النديم في بحثهما “الصناعات الدوائية في قطاع غزة واقع وآفاق”.
وفي الجلسة الثالثة والأخيرة من يوم المؤتمر الأول، التي ترأسها د. محمد غضية، بحث د. ذياب جرار في ورقته العلمية التي جاءت بعنوان “نحو أنموذج متكامل للتخطيط الاستراتيجي التسويقي الدولي في منظمات الأعمال الفلسطينية”، وقدم د. عطية مصلح بحثاً حول “أثر الإبداع والابتكار التسويقي في تعزيز المزايا التنافسية: شركة نابلس لصناعة الصابون أنموذجاً”. ودرس د. شاهر عبيد في بحثه “دور الخدمات الإلكترونية المصرفية في تعزيز الميزة التنافسية في قطاع البنوك في محافظة جنين”، وقدم د. محمد أبو الجبين ورقة عن “الأعمال الإلكترونية وتنظيم الموقع كميزة تنافسية لتحقيق أعمال أفضل”، وأنهى الجلسة الختامية د. سامي عيدة بورقة حول “الطاقة الابتكارية وتوطين التقانة في مجال الطاقة المتجددة في فلسطين”.

 
 

أضف تعليقك