“ادارة التوحش” وايديولوجيه الارهاب اليهودي
 
 
“ادارة التوحش” وايديولوجيه الارهاب اليهودي
 
 

بيت لحم- معا- تحول كتاب” ادارة التوحش” للكاتب المغمور ” ابو بكر الناجي” والذي كشف النقاب عن بعض فصوله عام 2008 الى دستور” مقدس” تستند له المنظمات المتطرفة حيث تبنته بداية الامر ” القاعدة ” ليتحول فيما بعدها الى خطة العمل الجهنمية والمميتة لحركة ” داعش” وتقوم فكرة هذا الكتب وباختصار على اثارة الوضع في مناطق تضعف فيها السلطة المركزية ومن ثم ادارة التوحش وهو الوصف الذي اطلقه ” الناجي” على الفوضى وصولا الى اقامة نظام حكم واقامة ادارة ” جهادية ” تتولى ادارة شؤون الناس في منطقة التوحش التي تشهد عمليات قتل وتدمير غير مسبوقة ومبرمجه اصلا بهدف الوصول الى اقامة ” الخلافة “.

ولم تقتصر فكرة ” ادارة التوحش” على المنظمات الاسلامية المتطرفة ” القاعدة وداعش واخواتها” فان فكرة ” التمرد والسلطة ” التي تشكل اساس الايديولوجية المتطرفة والعنصرية التي تتبناها معظم الحركات اليهودية المتطرفة لا تبتعد كثيرا في تفاصيلها وفكرتها عن كتاب ” ادارة التوحش ” فاليهود المتطرفين ايضا يتحدثون في فكرهم وإيديولوجيتهم عن فكرة الحاق الدمار بالمنطقة وبعد ادارة ذكية لهذا الدمار يتوجب عليهم تنصيب ملك يقف على اطلال منازل ووجود غير اليهود في المنطقة وتتلخص الفكرة بعدة كلمات او مبادئ هي “اقامة خلايا متطرفة في كل بلدة ومجمع سكني يهودي ، طرد الاغيار ، التدمير ، تنصيب الملك” وفقا لما فضحه اليوم ” الاحد” موقع يديعوت احرونوت ” الالكتروني في تقرير حمل اسم ” التمرد والملك: ايديولوجيه الارهاب اليهودي “.

 

لا حق بالوجود لدولة إسرائيل ، لا مكان للعرب على اراض الدولة اليهودية المستقبلية ويجب قتلهم ، هذه بعض مبادئ الايدولوجيا التي حركة قتلة عائلة دوابشه الذين يطلقون على انفسهم اسم حركة ” التمرد”.

تحول الارهابي المتطرف ” مائير اتينغر” وهو حفيد الحاخام الارهابي ” مائير كهانا ” مؤسس حركة ” كاخ” الارهابية الى الهدف رقم واحد للشاباك الذي يعتقد ان الارهابي المذكور هو من وضع ويقوم بتوجيه خطة عمل حركة ” التمرد” الارهابية رغم انه ليس من ضمن المتهمين المباشرين بمقتل عائلة “دوابشه ” في قرية دوما جنوب نابلس .

واعتقل الشاباك منذ ان تحول التحقيق في جريمة “دوما” الارهابية الى علني يوم 25/11/من العام الماضي 23 ارهابيا ناشطا في حركة ” تمرد” التي يعتقد ان نواتها الصلبة تتكون من 30-40 ناشطا وناشطة من بين غلاة المتطرفين غالبيتهم من الفئة العمرية ما بين 15-24 عاما ويقوم معظمهم في تجمع” شيلو ” الاستيطاني المقام على اراضي المواطنين العرب في رام الله ومستوطنات اخرى شمال الضفة الغربية .

ويصل هؤلاء الارهابيون من ارجاء اسرائيل وليس فقط من مستوطنات الضفة الغربية حيث رصد الشاباك ارتفاعا كبيرا في عدد ” ألشبان اليهود الراغبين في الانضمام لهذه الحركة الارهابية بعد عملية ” دوما” الارهابية .

 

ووفقا لتحقيقات الشاباك اخذت ايديولوجيا حركة ” التمرد” في التبلور في اكتوبر 2013 ومنذ ذلك التاريخ وحتى جريمة “دوما” نفذ عناصرها 11 هجوما ارهابيا تمثل بعمليات حرق طالت املاك الفلسطينيين وكنائسهم ما استدعى اقامة وحدة خاصة تابعة لما يسمى بـ” لواء شاي” وهو الذارع ألاحتلالي للشرطة الاسرائيلية في الضفة الغربية لمتابعة هؤلاء وتنفيذ عمليات استباقية ضدهم .

 

تفشت ابتداء من اكتوبر 2013 بين ناشطي ما عرف حينها بـ “فتيان التلال ” مواقف ايديولوجية معادية ” للصهيونية ” تهدف الى تغيير اسس نظام الحكم في اسرائيل الذي وفقا لهؤلاء يعرقل مسعاهم الهادف الى اعادة بناء الهيكل ويحرم اليهود من الانعتاق والتحرر الحقيقي والكامل وهذه الافكار نبتت وانتشرت انطلاقا من اوساط قدامى حركة ” فتيان التلال” مثل ” مائير اتينغر ” حفيد الارهابي ” مائير كهانا ” الذي بات الان المطلوب الاول للشاباك .

 

وحددت الحركة “تمرد” لنفسها هدفا رئيسيا يتمثل في اسقاط الدولة الاسرائيلية وإقامة الحكم اليهودي القائم على تطبيق الشريعة اليهودية واعتبار مبدأ السعي لإقامة مملكة وتنصيب ملكا يهوديا ووقف العمل غير اليهودي فورا ، واصدار بيان يلتزم فيه الحكم اليهودي باقامة واعادة بناء الهيكل مع جدول زمني معقول لتحقيق ذلك ، طرد غير اليهود ، فرض الديانة اليهودية وقوانينها بالقوة في المرحلة الاولى اهم مكونان الحكم اليهودي المستقبلي .

وعرض الشاباك اهم بنود وثيقة العمل الرسمية التي ينطلق من خلالها المتطرفون وخاصة حركة ” تمرد” وفقا لما اسفرت عنه التحقيقات وهي على هذا النحو :

1- انكار حق اسرائيل في الوجود وتنصل عناصر المجموعات الارهابية اليهودية من قواعد اللعبة الحالية .

2- اولا وقبل كل شيء تدمير ما هو قائم وموجود وبعدها اعادة البناء .

3- تنصيب ملك يهودي بعد اسقاط الدولة والنظام

4- في ظل النظام ” الاسرائيلي” الحاكم حاليا يجب اقامة خلايا في كل مكان ومدينة تتكون من 3-5 عناصر يخططون ويقررون وينفذون عمليات .

5- ممكن ان تبدأ الخلايا بالعمليات الصغيرة لكن من المحظور اجراء اتصالات بين الخلايا .

6- ممنوع الحديث او البحث او الاستيضاح .

7- لا مكان مطلقا للاغيار “غير اليهود ” وبالأخص العرب للعيش داخل حدود الدولة اليهودية.

8- اذا لم يخرج هؤلاء ” العرب” من هنا حينها يسمح بقتلهم دون تمييز بين النساء و الرجال والأطفال الرضع.

9- دماء من ليس يهوديا ستكون ابد الدهر ارخص من الدم اليهودي ولن تكون مساوية له .

وتفصل وثيقة ” تمرد” الرسمية اساليب وطرق عمل المنظمات الارهابية اليهودية وتقدم ارشادات واضحة تتعلق بكيفية تنفيذ العمليات والهجمات الارهابية حيث ورد فيها على سبيل المثال ” بكل بساطة نحطم الباب الزجاجي او الشباك ونسكب البنزين داخل المنزل او نقوم بإشعال زجاجة حارقة ونلقي بها في المكان المتاح والمناسب وقبل كل شيء نقوم بتعليم المنزل الذي اتخذ القرار بحقه وذلك لتسهيل عملية الهرب بعد الهجوم “.

وفشل الشاباك في تحديد الهرمية القيادية في حركة ” تمرد” الارهابية او تشخيص سلسلة قيادة او مجموعات منظمة تشبه تلك القائمة في التنظيمات الارهابية الاخرى .

” لا يحتاجون الى مصادقات او تنسيقات بين المجموعات والخلايا ويعقدون اجتماعاتهم في ارجاء اسرائيل وليس فقط في الضفة الغربية والأشخاص الذي قدموا لإحراق منزل على ساكنيه لم ياتوا لتنفيذ عملية احراق او محاولة قتل بل لارتكاب جريمة قتل وهم يدركون ذلك منذ البداية ” وفقا لأقوال الشاباك.

وأضاف الشاباك وفقا للموقع الالكتروني صاحب التقرير ” رد الشاباك خلال الاسبوعيين الماضيين محاولات قام بها هؤلاء الارهابيون للوصول الى عناوين بيوت ومدارس اطفال مسئولين في الشاباك وجهات قضائية اخرى على علاقة بالتحقيق الجاري في قضية جريمة “دوما ” حيث جمع متطرفون معلومات حول بيوت وابناء هؤلاء لنقل رسالة تهديد واضحة لعناصر الشاباك والقضاة “.

واكد الشاباك اليوم وجود عشرات الارهابيين الذين يتجولون بحرية وبإمكانهم تنفيذ هجوم ارهابي متى شاؤوا ” هناك العشرات من النشطاء الذين لا زال بإمكانهم تنفيذ عملية الليلة لو ارادوا وهناك صعوبات استخبارية تعيق عملية تحديد هوية وشخصية الاشخاص الذين يغادرون منازلهم ويسيرون 700 متر ومن ثم يتجهون الى قرية عربية ويشنون هجوما ارهابيا باستخدام وسائل بسيطة خاصة وان جزءا من هؤلاء انفصلوا عن عائلاتهم الاساسية ويعيشون في البؤر الاستيطانية ويعملون في الزراعة وتربية المواشي وقد تعلموا كيف يواجهون التحقيق وأداء الصلاة بدلا من التعاون مع المحققين “.

 
 

أضف تعليقك