رفض ألماني وأوروبي لاحتجاج تركيا على سخرية الإعلام من إردوغان
 
 
رفض ألماني وأوروبي لاحتجاج تركيا على سخرية الإعلام من إردوغان
 
 



 
رفضت ألمانيا والاتحاد الأوروبي احتجاج تركيا على عرض تلفزيوني ألماني ساخر جعل من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مادة له وقالا، إن حرية الإعلام شيء مقدس.

 

وكانت وزارة الخارجية التركية قد استدعت مبعوث ألمانيا الأسبوع الماضي لتقديم تفسير بشأن عرض بثته هيئة الإذاعة والتلفزيون بشمال ألمانيا (إن.دي.آر) وتضمن أغنية مدتها دقيقتان تسخر من إردوغان المعروف بحساسيته إزاء الانتقاد.

 

وتهكمت الصحف الألمانية من إردوغان لمحاولته تكميم وسائل الإعلام، وتساءل بعضها، إن كانت ألمانيا والاتحاد الأوروبي يتخذان موقفا متهاونا إزاء انتهاكات حقوق الإنسان في تركيا لأنهما يحتاجان تعاون أنقرة للحد من تدفق المهاجرين على أوروبا.

 

وحملت الواقعة حرجا للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي قادت جهودا لإبرام اتفاق يتعلق بالمهاجرين بين الاتحاد الأوروبي وتركيا التي تسعى للانضمام للاتحاد.

 

ويهدف الاتفاق لمنع المهاجرين غير الشرعيين من دخول أوروبا مقابل مزايا مالية وسياسية لتركيا مما دفع بعض منتقدي ميركل لتحذير الاتحاد الأوروبي من خفض معاييره المتعلقة بحقوق الإنسان والحريات الأساسية.

 

وقالت متحدثة باسم الخارجية الألمانية اليوم الأربعاء إن برلين أوضحت لأنقرة أن الحريات الأساسية أمر “غير قابل للتفاوض”.

 

وقالت “تم التوضيح أن الموقف من حرية الصحافة وحرية التعبير غير قابل للتفاوض بالنسبة لنا رغم كل المصالح المشتركة بين ألمانيا وتركيا.”

 

وأضافت “نتعاون مع تركيا فيما يتعلق بموضوعات عديدة.. ليس فقط مسألة المهاجرين بل أيضا بشأن سوريا.”

 

* “الابتعاد” عن الاتحاد الأوروبي

 

كان الاتحاد الأوروبي أكثر مباشرة في انتقاده وقال، إن استدعاء المبعوث الألماني لا يبدو متماشيا مع حرية الصحافة وحرية التعبير شديدتي الأهمية بالنسبة للاتحاد.

 

وقالت متحدثة، إن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر “يرى أن هذه الخطوات تبعد تركيا أكثر عن الاتحاد الأوروبي ولا تقربها منا.” وأضافت أن الاتحاد يتوقع من تركيا أن تلتزم بأعلى معايير الديمقراطية والحريات وحكم القانون.

 

واتخذت صحف ألمانية خطا متشددا إزاء إردوغان.

 

وجاء في مقال نشرته صحيفة “بيلد” اليومية واسعة الانتشار “عزيزي الرئيس التركي إردوغان… ألمانيا ليست تركيا. في ألمانيا لا يمكنك أن تكمم الصحافة.”

 

وحذرت أيضا جريدة “زددويتشه تسايتونج” التي تتبع يمين الوسط من أن الاتحاد الأوروبي ربما يصبح معتمدا أكثر مما ينبغي على تركيا.

 

وكتبت تقول “ينتهج كثير من السياسيين في الاتحاد الأوروبي خطا لينا إزاء إردوغان لأنهم يحتاجونه في أزمة المهاجرين.”

 

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن حرية التعبير مبدأ أساسي من مبادئ الديمقراطية “بل وأكثر من هذا بالنسبة لعضو بالمجلس الأوروبي ومرشح للانضمام للاتحاد الأوروبي.”

 

ويهيمن إردوغان (62 عاما) على الساحة السياسية التركية منذ أكثر من عشر سنوات كرئيس للوزراء ثم كرئيس للدولة اعتبارا من 2014. ولا يزال يحظى بشعبية في الداخل لكن منتقديه يتهمونه بأن حكمه ينزلق أكثر أكثر نحو الشمولية وعدم التسامح.

 

وذكرت وزارة العدل التركية هذا الشهر إن الادعاء التركي فتح ما يقرب من 2000 قضية منذ عام 2014 على أفراد متهمين بسب إردوغان. ومن بين هؤلاء رسامو كاريكاتير وأكاديميون وصحفيون بل وطلبة مدارس.

 

 
 

أضف تعليقك