12 جثمانا محتجزا- القدس تودع الشهيد عليان
 
 
12 جثمانا محتجزا- القدس تودع الشهيد عليان
 
 

 

 

القدس – معا – ودعت مدينة القدس فجر اليوم الخميس جثمان الشهيد بهاء محمد عليان 22 عاماً، واحتضنه تراب المدينة الذي عمل لأجلها خلال سنوات عمره الماضية، فكان بهاء في حياته صاحب المبادرات والأفكار لتطوير الإمكانيات الثقافية والاجتماعية لشباب القدس، وفي استشهاده شعلة أنارت طريق الانتفاضة “الهبة الشعبية”، وفي دفنه نهاية لمسلسل أحزان عائلته ومحبيه.

 

 

ووسط قيود إسرائيلية مشددة اتخذت في محيط مقبرة “المجاهدين” في شارع صلاح الدين، وبتواجد 25 شخصاً من أفراد عائلة الشهيد عليان، سلمت سلطات الاحتلال جثمان الشهيد باب المقبرة بعد فحص الجثمان والتأكد من هويته من قبل والده.

 

 

تغييرات في معالم وجه الشهيد

 

 

وعن حالة جثمان الشهيد بهاء قال والده لوكالة معا :”ان احتجاز الجثمان 10 أشهر داخل الثلاجات احدث تغييرات جوهرية في معالم وجهه ولون جلده، خاصة في العينين اللتين كانتا غائرتين داخل الجمجمة وكأنه لا يوجد له عيون، وضمور في العضلات، والجلد يسهل تقشيره”، معتبرا ذلك تمثيلاً في جثة الشهيد، وكان من الصعب التعرف على بهاء لولا اني والده وأعرف جيداً.”

 

 

 

 

وأضاف :” درجة الصقيع خفيفة على جسده البارد، لكنه يبدو واضحا أنه تم إخراجه من الثلاجة منذ فترة، وتمكنا من تكفينه ودفنه بسهولة.”

 

 

أما والدة الشهيد والتي تمكنت من رؤية ووداع نجلها بهاء وأكثرت من الأدعية والتسبيح خلال ذلك، ويقول والد الشهيد :”تمكنت والدته من توديعه وبقيت معه فترة قبل تشيّع جثمانه ومواراته الثرى..عشنا مع بهاء لحظات عشق وهذه اللحظات يفسدها الكلام”.

 

 

ويقول والد الشهيد عليان:”أن من أصعب اللحظات هي دفن الابن..لكن في فلسطين وبسبب الاحتلال فالأهالي يفرحون بدفن ابنهم الشهيد، فاحتجاز جثامين أبنائنا سياسة إسرائيلية في محاولة لمعاقبة الأهالي والضغط عليهم، واليوم نفرح اليوم باستلام بهاء ودفنه بعد 10 أشهر من أسره”.

 

وعن آثار الرصاص على جسد بهاء أوضح والده أن 3 رصاصات أصابت جسده، أحداها في منطقة القلب مباشرة.

 

 

وقال والد الشهيد:” لقد اكتمل اليوم حلم ابني بهاء بدفنه في تراب القدس، اليوم بهاء في رعاية الله ودفء تراب القدس، أن ذلك يثلج صدورنا ويشعرنا أن بهاء في أمان بتراب بيت المقدس”.

 

 

 

 

وتحدث والد الشهيد عن الاجراءات المشددة والأعداد الكبيرة لقوات الاحتلال في محيط المقبرة، فتعرضوا للتفتيش 3 مرات على الحواجز، وتمت مصادرة الهواتف ورفضوا إدخال أي شخص غير مسجل بالقائمة، فيما كانت الشرطة تقوم بتصوير المشاركين داخل المقبرة.

 

قمع

 

 

وقمعت سلطات الاحتلال عائلة الشهيد بعد دفن نجلها، لدى وصولها منطقة باب الساهرة بالقرب من الصحفيين، حيث منعت والده من التحدث لوسائل الإعلام.

 

 

وقال والد الشهيد :”أهنئ الشعب الفلسطيني بدفن أبنائنا الشهداء في القدس قرب المسجد الأقصى، بهاء دفن وقبله 3 شهداء في هذه المقبرة وهذا انجاز”، وأشاد بالتفاف الشعب الفلسطيني حول قضية الشهداء ومساندتها قانونياً وإعلامياً وسياسياً.

 

 

المحامي محمد محمود

 

 

محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين محمد محمود قال عقب دفن الشهيد :”ان القوات الإسرائيلية انتشرت بكثافة في محيط المقبرة وخلال عملية تسليم جثمان بهاء ودفنه، وصادرت الأجهزة المحمولة من المشاركين، وعند تسليم الجثمان قام والد الشهيد بفحص جثمان نجله والتأكد من هويته، كما تأكد من عدم تجمد الجثمان وأن الجثمان بحالة جيدة نظرا للمدة التي قضاها في الثلاجات”.

 

 

 

الشهيد بهاء عليان

 

 

استشهد بهاء عليان بتاريخ 13-10-2015، بعد تنفيذه عملية طعن وإطلاق نار مع الأسير بلال أبو غانم، داخل حافلة إسرائيلية في مستوطنة “أرمون هنتسيف” المقامة على أراضي قرية جبل المكبر، وهدم منزل عائلته مطلع العام الجاري.

 

 

والشهيد عليان هو من منظمي أطول سلسلة قراءة حول أسوار القدس عام 2014، ويحمل رتبة قائد فرقة كشفية في الكشافة الفلسطينية، وكان القائد العام لمجموعة كشافة جبل المكبر، وأحد مؤسسي لمبادرة “شباب البلد”ن وله العديد من المبادرات والنشاطات في قريته جبل المكبر خاصة ومدينة القدس عامة.

 

 

احتجاز 12 شهيدا فلسطينينا

 

 

وتواصل سلطات الاحتلال احتجاز 12 شهيدا فلسطينيا في الثلاجات، منهم شهيدين من مدينة القدس، وهما عبد المحسن حسونة ومحمد أبو خلف، إضافة الى شهداء من مدن بيت لحم والخليل وطولكرم ونابلس وجنين.

 
 

أضف تعليقك