بيت لحم- تقرير أحمد تنوح- معا- أثار قرار وزارة النقل والمواصلات المتعلق بمنع شراء المركبات العمومية من إسرائيل، جدلاً حول الجدوى الإقتصادية منه، حيث بررت السلطة أنه يهدف لتحسين مستوى اسطول المركبات الفلسطينية، ودعم الاقتصاد، في حين رأى محلل اقتصادي أنّ تنفيذ القرار سيكون على حساب السائقين وصغار التجار.
وأوضح أنّ هذه الفئة عندما تقدم مساهمتها بضريبة الدخل فستكون قيمتها قليلة، ولا تشكل أكثر من 7% من مجموع التحصيل الضريبي “الجباية لكل أنواع الضرائب”.
وبين اشتية أنّ النسبة الأكبر من ضريبة الدخل ستكون اقتطاعات من رواتب الموظفين والعمال، بينما كبار المكلفين سيكون معدل الجباية منهم متدني نسبة للحصيلة الضريبة في فلسطين، بمعنى سقف ضريبة الدخل عليهم هو 15% فقط.
وتوقع اشتية أنّ تصب الايرادات المترتبة على تطبيق هذا القرار في خزينة السلطة بشكل مباشر وكبير، حيث أنه في حال الاستيراد يتم دفع ضريبة شراء وستكون من حق السلطة، وستكون الضريبة الجمركية مؤجلة في حال رغب صاحب المركبة العمومية تحويلها إلى مركبة خاصة.
ولفت إلى أنّ عملية شراء المركبات من إسرائيل كسيارة عمومي، تتسبب بتسرب ضريبي من خزينة السلطة، بمعنى أن الاصل في حال الشراء من إسرائيل أن يعود جمرك السيارة إلى خزينة السلطة، لكن إسرائيل لا تعيد هذا الجمرك ما يتسبب بالتسرب.
وأضاف أنّ القرار اتخذ بعد اجراء دراسة مستفيضة من قبل وزارات (المواصلات، والمالية، والاقتصاد)، على أساس أن وقف الشراء سيترتب عليه دعم السوق المحلي وتدعيم ركائز الاقتصاد، وأيضاً توفير الراحة والأمان للمواطنين، على اعتبار أن المركبات القادمة من إسرائيل تكون أكثر عرضة للتلف وصفاتها الفنية متدنية بعد سيرها لمسافات طويلة.
ولفت شقير إلى أنه يوجد نحو 200 مستورد وأكثر من 300 معرض لبيع السيارات في الضفة، وأن قرابة 16 الف مركبة تستورد سنوياً إلى فلسطين، وفي العام الماضي تم إدخال نحو 1400 مركبة صالون عمومي من إسرائيل.
ويذكر أنه يسمح بشراء انواع محددة من المركبات من إسرائيل وفق اتفاقية باريس الاقتصادية كالشاحنات والحافلات والمركبات الهندسية، ويمنع شراء المركبات التي يقل وزنها عن 4500 كيلو غرام.
من جهته، مدير عام الجمارك والمكوس في وزارة المالية لؤي حنش قال لـ معا إن الانعكاسات المالية على خزينة السلطة من شراء المركبات العمومية المستعملة من إسرائيل ليست كبيرة، كون الاسرائيليون لا يعطون مقابلها إلا ضريبة القيمة المضافة (16 %).
وأشار إلى أنّ قرار منع الشراء يرتبط أكثر بسلامة المواطن وبالنظرة الاقتصادية، إذ أن ذلك يعني فتح افاق جديدة لبيع المركبات بالسوق المحلي وبالتالي اعادة ضح المال في السوق الفلسطيني، وحلقة المال تبقى متوفرة بشكل اكبر.
وتابع حنش: كل ما نحاول فعله أن نخفف استهلاكنا من إسرائيل ونقلل من التبعية لها، وإن كان صغار التجار من المستوردين سيتضررون بعض الشيء من هذا القرار إلا أنّ المصلحة والفائدة العامة ستكون أكبر.
يشار إلى أنه يوجد قرار يمنع شراء المركبات مدفوعة الجمارك من الجانب الاسرائيلي بدأ العمل به منذ أواسط عام 1997 وما زال سارياً.