طرح مشاريع بقيمة 500 مليون دولار في مختلف القطاعات — المدينة بحاجة إلى 40 ألف شقة و8 آلاف غرفة فندقية و120 مدرسة
 
 
طرح مشاريع بقيمة 500 مليون دولار في مختلف القطاعات — المدينة بحاجة إلى 40 ألف شقة و8 آلاف غرفة فندقية و120 مدرسة
 
 

الأيام 14-12-2012-3

طرح مشاريع بقيمة 500 مليون دولار في مختلف القطاعات
المدينة بحاجة إلى 40 ألف شقة و8 آلاف غرفة فندقية و120 مدرسة

القدس – من عبد الرؤوف ارناؤوط:
سعى رجال أعمال مقدسيون إلى جذب استثمارات لمدينة القدس بحجم يفوق 500 مليون دولار في قطاعات: السياحة، العقار، الخدمات، الخدمات المالية، صناعات حرفية، تكنولوجيا معلومات.
وقال مازن سنقرط، رئيس اللجنة التوجيهية لملتقى القدس للأعمال، الذي انطلقت أعماله، أمس، في مدينة القدس باعتباره أول منتدى من نوعه منذ احتلال المدينة “هذه رزم استثمارية أولية، وما زالت هذه اللبنات الأولى للفرص الأخرى الكامنة غير المكتشفة”.
وضم المنتدى، الذي انعقد في قصر الحمراء وفندق (لاند مارك) في القدس الشرقية المحتلة، عشرات رجال الأعمال المقدسيين والفلسطينيين من الضفة الغربية والعرب وخاصة من الأردن والإمارات العربية المتحدة ورجال أعمال أجانب وتحديداً من بريطانيا وتركيا حيث تم عرض المشاريع الاستثمارية لاستكشاف فرص التعاقد بشأنها بالشراكة بين رجال أعمال مقدسيين وغيرهم من رجال الأعمال.
وبعيداً عن السياسة والخطب الرنانة استمع المشاركون في ورش عمل متتالية إلى الواقع القانوني في المدينة وتجارب ناجحة للعديد من رجال الأعمال فيها.
وقال سنقرط: إن “المدينة بحاجة خلال السنوات العشر المقبلة إلى 40 ألف شقة سكنية وإلى 120 مدرسة، وإلى 8 آلاف غرفة فندقية جديدة وإلى توفير آلاف الوظائف للخريجين والخريجات من أبناء المدينة”.
وأضاف: “رسالتنا هي الاستفادة من عصرية القوانين ومرونتها والحوافز المالية والضرائب ودعم المجتمع الدولي والمحلي للاستثمار المباشر، حيث إن المجتمع المحلي برمته وقيادات القطاع الخاص والمؤسسات العاملة في القدس جاهزة أكثر من أي وقت مضى للمشاركة في الاستثمارات والمشاركة في الإدارة والجهد والخبرة والمال والربح والخسارة وبشفافية ومسؤولية عالية”.
ودعا في هذا الصدد إلى “مأسسة العلاقة مع المستثمرين للحفاظ على استدامة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وذلك في خطة خمسية للنهوض بالاقتصاد المقدسي وبالتحديد التركيز على مصادر النمو للاقتصاد المقدسي وعلى رأسها المال البشري، التعليم، الإسكان والعقارات، السلسلة العنقودية للسياحة، وتكنولوجيا المعلومات ومصادر التمويل”.
واستهل سنقرط كلمته بالقول: “اليوم نستطيع أن نقولها جهاراً: لقد كسرت عزلة القدس، لكن اليوم أيضاً أوجاع المدينة لم تنته، فالقدس ما زالت تنتظر منا الجهد التنموي الحقيقي، والعمل الصادق المخلص، ونحن ندرك أن الأمر لن ينجز في يوم وليلة، وعلينا أن نتحلّى بالصبر، فمدينتنا تعج بالفرص الاستثمارية، وهي رغم كل شيء تعشق الفرح، لكن هذا الأمر لن يتحقق إلاّ إذا عقدنا العزم على الاستثمار في القدس، وإطلاق العنان لطاقاتها الاقتصادية والاستثمارية الكامنة، وإذا أحسنا توظيف موقعها الإستراتيجي، وإرثها التاريخي والديني، ومكانتها الحضارية والسياسية، ورأسمالها البشري والمخزون العاطفي الذي تحييه القدس في النفوس”.
وتوجه سنقرط إلى الحضور قائلاً: “إننا اليوم لا نجتمع كي نلقي الخطابات ونطلق العنان لشعارات لا تجدي القدس نفعاً، بل نلتقي لكي نعمل ونرفع المكانة الاستثمارية وهي بحاجة إلى كل المخلصين، ونغتنم فرصاً لمدينة تستحق الكثير” مستذكراً عبارة قالها الراحل فيصل الحسيني رحمه الله” تنافسوا في أي بقعة في العالم، لكن في القدس لا مجال للتنافس”. وقال: “هذا هو ملتقى الإجماع من أجل تنمية القدس”.
وطمأن سنقرط المستثمرين بالقول: “كونوا على يقين أن استثماراتكم في القدس ذات قيمة، لأن استثماراتكم هنا تختلف عن استثماراتكم في أي بقعة في العالم، فهي مباركة وتزهو بكرامة القدس، وهي حتماً مجدية لأن المدينة تنفرد في سماتها التنافسية والقطاعية الكامنة وحتى الإمكانات الماثلة للعيان”.
بدوره، أكد الأمير فراس بن رعد، رئيس بعثة ممثل اللجنة الرباعية الدولية، أن “الملتقى جاء على أيدي مجموعة شجاعة من أبناء القطاع الخاص ليظهر الجوانب الإيجابية للاستثمار في القدس الشرقية، والتي من شأنها أن تعزز وترسخ الظروف الاقتصادية للفلسطينيين في هذه المدينة، كما يشكل هذا الملتقى نافذة ثمينة للتواصل بين عالم الاستثمار وبين سيدات ورجال الأعمال في القدس الشرقية الراغبين بإيجاد شركاء صادقين من الخارج”.
وقال: “لا بد من مأسسة الملتقى وعقده بصورة دورية في الأعوام القادمة من أجل استدامة وتعظيم الفائدة الاقتصادية للمدينة، وعند استعراض القطاعات الاقتصادية المهمة في المدينة حيث قطاعات السياحة والإسكان والخدمات والتعليم وتكنولوجيا المعلومات والعقارات، وكذلك عند مراجعة بعض التجارب الشخصية ورزمة المشاريع التي تم تقديمها، فإننا نجد أن هناك فرصاً متعددةً ومجديةً اقتصادياً أمام المستثمر المحلي والخارجي رغم وجود بعض التحديات المتعلقة بخصوصية وضعية القدس الشرقية”.
وأضاف الأمير بن رعد: “عند الحديث حول القطاعات الاقتصادية المهمة أود أن أقصر حديثي على مجال السياحة والسفر كرافد أساسي من روافد الاقتصاد المقدسي لا سيما في البلدة القديمة والذي يشعل مجموعة واسعة من أبناء وبنات المدينة، ففي مجال السياحة والسفر تمتزج مجموعة من عوامل التوفيق في خلطة اقتصادية واعدة تتضمن العوامل الآتية، أولاً، قدسية المكان وخصوصيته الدينية لأكثر من 50% من أبناء البشرية في العالم والتي تغذي دوماً الطلب المستمر لزيارة المدينة مهما كانت أحوال المنطقة، وثانياً البنية التحتية السياحية القديمة والمحدودة في القدس الشرقية من حيث نوعية الخدمة الفندقية وعدد الغرف الفندقية وجودة المطاعم السياحية، والتي تشكل فرصة كبيرة للاستثمار بغية التحديث وفتح أسواق سياحية جديدة، وثالثاً وجود قصص نجاح في مجال الاستثمار السياحي في القدس الشرقية والتي تبرهن بكل وضوح على أن العملية الاستثمارية ممكنة ومجدية”.
وأكد الأمير “ضرورة تنويع أدوات التمويل لدى الجهات المالية والاستثمارية الخارجية الراغبة في دعم المشاريع الاقتصادية في المدينة”.
من جهته، قال السفير جاسم القاسمي، مدير إدارة الشؤون الاقتصادية في وزارة الخارجية الإماراتية: “إن زيارة القدس بالنسبة لنا وللكثير من المسلمين حلم وقد أتيح لنا، بفضل الله وبجهود إخواننا منظمي الملتقى، الذي يعتبر خطوة مهمة في الطريق الصحيحة لدعم المدينة المقدسة والحفاظ عل هويتها العربية، وإننا نتطلع إلى التعاون مع مختلف القطاعات الاقتصادية، والاطلاع على أهم المشاريع المتاحة في القدس”.
وأضاف القاسمي: “ندعم تطلعاتكم وتوجهاتكم في إقامة المشاريع في القدس، وهي فرصة للقطاع الخاص لتنفيذ استثمارات تحقق له عائداً مجزياً” مشدداً على “أنني على يقين تام بأن نظرة المستثمرين الفلسطينيين وإخوانهم العرب والمستثمرين الأجانب سوف تختلف بعد هذا الملتقى حيث ستكون هناك أسس ومفاهيم جديدة للاستثمار في القدس”.
بدوره، قال إبراهيم مسلم، ممثل نقابة مقاولي الإنشاءات الأردنية: “يسرني أن أمثل نقابة مقاولي الإنشاءات الأردنيين الهاشميين بهدف المشاركة في ملتقى الأعمال الرامي إلى تعزيز صمود هذه المدينة الرمز وتطوير بنيتها التحتية والمحافظة على إرثها المعماري ومقدساتها الإسلامية والمسيحية”.
وأضاف مسلم: “ستضع نقابتنا كل خبراتها المعرفية والتقنية في إطار من التعاون المشترك من أجل بناء المدينة المقدسة وتطوير منشآتها المعمارية والمساهمة في ترميم مبانيها التاريخية وتغيير الوضع السياحي وخاصة الديني للرفع من وضع المدينة الاقتصادي وانعكاس ذلك على صمود المقدسيين فيها”.
وتابع مسلم: “الأردن ملكاً وشعباً وحكومةً يشجع الاستثمار في كافة مناحي الحياة في القدس” مشدداً على أن ” القدس تستحق منا أكثر من ذلك”.
وبدوره قال جون غات-راتر، ممثل الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية: “ليس من المستغرب أن يكون الاتحاد الأوروبي هنا اليوم. على مدى السنوات الماضية وضعنا برنامجاً متزايداً من الدعم للقدس الشرقية في محاولة لتحسين الأوضاع المعيشية الاجتماعية والاقتصادية للفلسطينيين في المدينة. ولقد انصب اهتمامنا في المقام الأول على مستوى المجتمع: التعليم، والخدمات الصحية، والمساعدة القانونية والشباب وحقوق المرأة، والثقافة والهوية”.
وأضاف: “إن التنمية الاقتصادية هي شيء نبحث عنه على نحو متزايد. ومن الواضح أن النمو الاقتصادي له تأثير إيجابي فوري على جميع الجوانب الأخرى للحياة. ولذلك فمن الأهمية تعزيز صمود السكان الفلسطينيين في القدس. نريد الوقوف إلى جانب مجتمع الأعمال في القدس الشرقية الذي يعمل في هذه البيئة السياسية المعقدة”.
وتابع: “في القدس الشرقية عدد من الشركات المزدهرة، ولا سيما في القطاع السياحي، كما أن لديها الإمكانات غير المستغلة. هناك فرص تجارية كبيرة نظراً للتراث الثقافي والديني للمدينة. نريد أن نرى وضع إستراتيجيات عمل جديدة في القدس الشرقية وإحياء الاستثمار في المدينة. نحن ندعم هذه المبادرة لأننا نعتقد أن منتدى من هذا النوع يمكن أن يساعد في تحقيق كلا الأمرين”.
وأشار غات-راتر إلى أن “هناك قضيتين مهمتين تعيقان الاستثمار في القدس الشرقية: عدم وجود شبكات كافية بين الناس الذين لديهم الدراية والناس الذين لديهم أموال، وثانياً فكرة أن أي استثمار في القدس الشرقية يأتي مع زيادة مخاطرة، علماً أن منتدى القدس للأعمال يتناول القضيتين على حد سواء. على مدى اليومين المقبلين نأمل أن تتطابق فرص الأعمال مع الاهتمام بالاستثمار، والسماح لجهات الاتصال الجديدة أن تنشأ والفرص الجديدة المراد إنشاؤها”.
وشهد الملتقى انعقاد جلسات قطاعية، وعروضاً لمشاريع استثمارية في المدينة المقدسة تمثّل مختلف القطاعات الاقتصادية، لاسيّما قطاعات السياحة، الفندقة، التطوير العقاري، الخدمات، والصناعات الخفيفة، وتكنولوجيا المعلومات.
وانعقدت جلسة لبحث موضوع العقار في القدس برئاسة عمر العلمي، شارك فيها المهندس منيف طريش ويوسف جبارين والمحامي مهند جبارة والمهندس حسني النتشة والشيخ عزام الخطيب وعلي شقيرات وأمير دجاني.
وتم في الجلسة استعراض واقع قطاع العقار في القدس الشرقية والفرص المتاحة.
وفي جلسة ثانية، تم تناول قطاع السياحة والمواصلات حيث ترأس الجلسة رائد سعادة بمشاركة عزام أبو السعود، وكريستينا سمارة، ومارك نصراوي، وكارلا بنيلي، وجيلس اتياس، وفهمي النشاشيبي.
وتناولت جلسة قطاع التمويل وترأسها مازن سنقرط، بمشاركة ضرغام مرعي ويوسف نسناس وحربي ضراغمة وهدى الجاك واحمد مناع.
وترأس الأمير فراس بن رعد جلسة تناولت قطاع تكنولوجيا المعلومات شارك فيها عمار العكر وحسن قاسم وكميل قطان ونصري سعيد وسعيد زيدان وعمر كمال.
وترأس مروان عنبتاوي جلسة تناولت قطاع التعليم شارك فيها مازن أبو السعود وسوسن صفدي وسليمان ربضي وجميل حمامي وعبد القادر الحسيني وخالد داودي.
ومن المقرر أن يتم اليوم تنظيم جولة في القدس القديمة وزيارة الأماكن الدينية فيها.
واستضاف القنصل البريطاني العام المشتركين في المؤتمر في منزله للقاء تعارفي؛ تعبيراً عن دعم حكومة المملكة المتحدة في بريطانيا لهذا الملتقى، واهتمامها بالتنمية الاقتصادية في المدينة المقدسة، نظراً لخصوصية المدينة ومركزيتها في إحلال السلام في الشرق الأوسط.
ويأتي الملتقى بدعم من الرباعية الدولية والاتحاد الأوروبي والبنك الإسلامي للتنمية (IDB) ومؤسسة التعاون الإنمائي الألماني (GIZ) وهيئة التجارة والاستثمار البريطانية والمنظمة العالمية للتطوير والمساعدات -بلجيكا، وبرعاية رئيسة من شركة القدس القابضة ومجموعة الاتصالات الفلسطينية وصندوق الاستثمار الفلسطيني وشركة اتحاد المقاولين (CCC)، بالإضافة إلى رعاية كل من بنك فلسطين، بنك القاهرة عمان، شركة مسار، شركة الوطنية موبايل، وشركة سجائر القدس.

 
 

أضف تعليقك