بوتين وترمب ينسقان للقضاء على داعش والجماعات الإرهابية في سوريا
 
 
بوتين وترمب ينسقان للقضاء على داعش والجماعات الإرهابية في سوريا
 
 

عواصم – أجرى الرئيسان فلاديمير بوتين ودونالد ترمب مساء السبت، أول اتصال هاتفي بينهما اتفقا خلاله على ضرورة إقامة تنسيق حقيقي بين البلدين من أجل القضاء على داعش وجماعات إرهابية أخرى في سوريا.
وقال بيان صدر عن الكرملين في أعقاب المكالمة الهاتفية إن «الطرفين أظهرا عزمهما القيام بالعمل النشيط المشترك على إحلال الاستقرار في التعاون الروسي الأمريكي وتطويره على أساس بناء ومتساو ذي منفعة متبادلة». وأشار الرئيسان إلى أن توحيد الجهود في مكافحة الإرهاب الدولي يمثل مهمة ذات أولوية، وشددا على «أهمية استعادة الروابط الاقتصادية التجارية ذات المنفعة المتبادلة بين دوائر الأعمال في البلدين، باعتبار أن ذلك سيشجع تطور العلاقات الثنائية على نحو مستدام»، بحسب البيان.
واتفق الرئيسان بوتين وترمب على إجراء لقاء خاص بينهما مستقبلا، فضلا عن مواصلة الاتصالات الشخصية المنتظمة بينهما.
وأضاف الكرملين أن الرئيسين بحثا بصورة مفصلة القضايا الدولية الهامة، من بينها مسائل محاربة الإرهاب، والوضع في الشرق الأوسط، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وبرنامج إيران النووي، والاستقرار الاستراتيجي، وحظر انتشار الأسلحة النووية، إضافة إلى الوضع حول شبه الجزيرة الكورية، والجوانب الرئيسة للأزمة الأوكرانية. واتفقا على إقامة التعاون على أساس الشراكة في الاتجاهات المذكورة وأخرى.
وذكر البيان أن الرئيس بوتين هنأ نظيره الأمريكي بتولي مهام رئيس الولايات المتحدة رسميا وتمنى لترمب النجاح في نشاطه في المستقبل. وذكر بوتين بأن روسيا كانت، طوال أكثر من مئتي سنة الماضية، تدعم الولايات المتحدة، وكانت حليفا لها خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، مؤكدا أن موسكو تعد واشنطن «أهم شركائها في مكافحة الإرهاب».
من جانبه، طلب ترمب من الرئيس الروسي أن ينقل تمنياته بالسعادة والرخاء للشعب الروسي، مشددا على أن «الشعب الأمريكي ينظر بتعاطف إلى روسيا ومواطنيها». وتعد هذه المحادثة، التي استغرقت نحو 45 دقيقة ووصفها الكرملين بـ»البناءة والإيجابية»، الأولى من نوعها بين الرئيسين الروسي والأمريكي منذ تولي دونالد ترمب رئاسة الولايات المتحدة في الـ 20 من كانون الثاني الجاري. وكان المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، نشر صورة على حسابه في «تويتر» تظهر الرئيس الأمريكي في أثناء إجرائه الاتصال الهاتفي مع الرئيس بوتين بحضور 4 شخصيات من فريق ترمب، وهم نائب الرئيس مايكل بينس، والأمين العام للبيت الأبيض راينس بريبوس، ومستشار الرئيس للأمن القومي مايكل فلين، ومستشار الرئيس للمسائل الإستراتيجية ستيفن بانون.
وكان الرئيس بوتين أجرى اتصالا هاتفيا مع ترمب، في تشرين الثاني من العام 2016، وهنأه بالفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية.
إلى ذلك، وقع الرئيس ترمب مساء السبت امرا تنفيذيا يمنح الجيش مهلة 30 يوما لوضع استراتيجية جديدة «لهزيمة» تنظيم داعش، ليفي بذلك الرئيس الجمهوري بأحد الوعود الرئيسة لحملته الانتخابية. وكانت هذه المسألة من القضايا الاساسية في الحملة الانتخابية لترمب الذي انتقد بحدة بطء التقدم في عهد سلفه باراك اوباما في مكافحة المقاتلين المتطرفين.
وينص الامر التنفيذي على وجوب ان يقدم القادة العسكريون الى القائد الاعلى للقوات المسلحة في غضون ثلاثين يوما «استراتيجية شاملة وخططا لهزيمة تنظيم داعش». كما يدعو الامر التنفيذي وزير الدفاع جيمس ماتيس لاعداد التوصيات اللازمة بشأن تغيير قواعد الاشتباك التي يطبقها الجيش والقيود الملزم باتباعها، وذلك بهدف التخلص من تلك التي «تتجاوز ما يتطلبه القانون الدولي في ما يتعلق باستخدام القوة ضد تنظيم داعش» ومحاربته على كل الجبهات، بما في ذلك على الانترنت وقطع الدعم المالي.
كذلك فان الامر التنفيذي يدعو لاعداد قائمة بالمقترحات الرامية لتجفيف منابع تمويل «الجهاديين»، ويطلب ايضا من الوزير «تحديد شركاء جدد للتحالف» الذي تقوده واشنطن ضد التنظيم في سوريا والعراق.
وقال دونالد ترمب لقناة فوكس نيوز في مقابلة تم بثها الخميس «يجب ان نتخلص من داعش، لا خيار آخر لدينا». واضاف «هذا شر. هذا مستوى من الشر لم نشهده من قبل». وتبنى الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما نهجا يعتمد على قتال تنظيم داعش في فترة اطول حيث كان اكثر حذرا في ارسال قوات اميركية مفضلا تكثيف الحرب الجوية ضد التنظيم المتطرف.
وقال الجنرال المتقاعد ديفيد بارنو الذي قاد قوات التحالف في افغانستان من 2003 الى 2005 للاذاعة الوطنية العامة الجمعة ان «الرئيس ترمب ربما يتطلع الى القيام بامر ياتي بنتائج اسرع ويمكن ان يضع مزيدا من الخيارات على الطاولة». وتنشر الولايات المتحدة حاليا خمسة الاف جندي في العراق و500 في سوريا بصفة «مستشارين» كما تنشر مدفعيات ومقاتلات للمساعدة في القتال. وهي تقدم دعما كبيرا للقوات العراقية في حملتها لاستعادة الموصل من داعش. وقال بارنو ان ترمب «قد يختار نشر جنود اميركيين على الارض باعداد اكبر (…) وسينطوي ذلك على استخدامات جديدة للقوة العسكرية… وهذا يفتح الباب على مشاركة اعمق ومزيد من الضحايا».
في سياق آخر، أعلن الجيش السوري أمس في بيان سيطرته على كامل منطقة وادي بردى قرب دمشق، والتي تعد خزان المياه المغذي للعاصمة، بعد معارك دامت اكثر من شهر مع الفصائل المقاتلة والاسلامية. ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن بيان للجيش السوري «انجزت وحدات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية والقوات الرديفة مهامها في اعادة الأمن والاستقرار إلى بلدات وقرى وادي بردى في ريف دمشق الغربي بعد سلسلة من العمليات العسكرية الناجحة».
واشار بيان الجيش الى ان «العمليات العسكرية (…) ساهمت في تهيئة الظروف الملائمة لإنجاز تسويات ومصالحات في عدد من هذه القرى والبلدات» في وادي بردى التي سيطرت عليها الفصائل المعارضة في 2012. ولفت الى ان المساحة الاجمالية للمنطقة التي تمت السيطرة عيلها تبلغ «نحو 400 كيلومتر مربع». ويأتي البيان غداة دخول الجيش السوري الى منشأة نبع عين الفيجة، تنفيذا لاتفاق بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة يقضي بخروج المئات من المقاتلين غير الراغبين بالتسوية من منطقة وادي بردى (15 كيلومترا شمال غرب دمشق) الى محافظة ادلب (شمال غرب).
وتضم عين الفيجة المصادر الرئيسة التي ترفد دمشق بالمياه المقطوعة منذ الـ 22 من كانون الاول بصورة تامة عن معظم احياء العاصمة جراء المعارك بين الجيش السوري وفصائل معارضة واسلامية. وكانت دمشق اتهمت الفصائل المعارضة والاسلامية بقطع المياه عن دمشق بعد يومين من اندلاع المعارك، في حين اكدت الفصائل ان قصف الجيش السوري ادى الى تضرر مضخة المياه الرئيسة في عين الفيجة. وبدأت اعمال الصيانة أمس في منشأة عين الفيجة بهدف اعادة ضخ المياه الى دمشق. وقال محافظ ريف دمشق علاء ابراهيم خلال تواجده في بلدة عين الفيجة للتلفزيون الرسمي السوري «دخلت ورشات الصيانة الى المنشأة لتقييم الاضرار وبدأت اعمالها»، مضيفا «سيبدأ ضخ المياه قريبا». واوضح المحافظ ان «الاضرار كبيرة في عين الفيجة لان الارهابيين كانوا متحصنين في النبع والمباني المحيطة به»، مشيرا الى انه سيتم تقييم الاضرار ايضا في بلدة عين الفيجة والقرى الاخرى في منطقة وادي بردى كما وضع خطة لاعادة الاعمار. واظهرت صور بثها التلفزيون السوري مباشرة من منشأة عين الفيجة مدى الاضرار، حيث بدا انبوب مياه حجري مدمر تماما وقد سقطت اجزاء منه في المياه.
ونقلت صحيفة «الوطن» المقربة من الحكومة السورية عن المحافظ قوله ان خروج مقاتلي الفصائل بدأ أمس. واوضح ان الاتفاق يقضي «بتسوية اوضاع المسلحين الراغبين بالتسوية وتأمين خروج غير الراغبين مع عائلاتهم في وادي بردى الى ادلب (شمال غرب)».(وكالات).

 
 

أضف تعليقك