الأمم المتحدة تحذر من كارثة «وشيكة» في «4» مناطق سورية محاصـرة
 
 
الأمم المتحدة تحذر من كارثة «وشيكة» في «4» مناطق سورية محاصـرة
 
 

عواصم – قتل نحو سبعين مقاتلاً خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية في اقتتال داخلي بين فصيلين مسلحين كانا متحالفين في وقت سابق في شمال غرب ووسط سوريا، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس.
ووثق المرصد مقتل «69 مقاتلاً على الأقل في قصف واشتباكات وتفجيرات واعدامات بين فصيل جند الاقصى وهيئة تحرير الشام» التي تضم كلاً من جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) وحركة نور الدين زنكي، فصيل اسلامي شمال سوريا.
واندلعت الاشتباكات أمس الاول بحسب المرصد، إثر توتر ناجم عن «حرب نفوذ» في المناطق الواقعة تحت سيطرة الطرفين في محافظة ادلب (شمال غرب) وريف حماة الشمالي وسط سوريا. وسرعان ما تطور الأمر ليشمل اعدامات وتفجيرات انتحارية وبعربات مفخخة من جانب جند الأقصى.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس «انها تصفية حسابات بين أمراء حرب».
وكان فصيل «جند الاقصى» الذي تتهمه فصائل عدة بالارتباط بتنظيم داعش، انضم الى جبهة فتح الشام في تشرين الثاني الماضي، الا ان الامر لم يستمر كثيراً بعد اعلان الجبهة الشهر الماضي فصله من صفوفها.
وتعكس تلك المعارك الانقسامات الكبيرة في صفوف الفصائل المقاتلة والاسلامية في سوريا، خصوصاً في ادلب.
من جانبه أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم ان مقاتلي المعارضة السوريين المدعومين من الجيش التركي باتوا يسيطرون على مناطق «واسعة» من مدينة الباب السورية.
وقال يلديريم في كلمة بثها التلفزيون «بعد كل هذه المعارك اصبحت مناطق واسعة من الباب تحت السيطرة».
وقال رئيس الوزراء التركي ان هدف انقرة هو «منع المنظمات الارهابية من فتح ممرات» تسمح لها بالوصول الى تركيا. واضاف ان «جهودنا منذ البداية لم تذهب سدى وحققت اهدافها».
ومع تقدم الجيش السوري في الجنوب، باتت مدينة الباب مطوقة بالكامل.
وذكرت صحيفة «حرييت» التركية ان مقاتلي المعارضة السوريين المدعومين من أنقرة أنشأوا مع قوات الحكومة السورية ممرا أمنيا لتجنب المواجهات بين الجانبين في معركة استعادة مدينة الباب من تنظيم داعش.
وشبهت «حرييت» هذا الشريط بمنطقة «الخط الاخضر» المنزوعة السلاح بين القبارصة الاتراك والقبارصة اليونانيين في جزيرة قبرص. وتم انشاء الممر جنوب بلدة الباب ويتراوح عرضه بين 500 و1000 متر، بحسب الصحيفة، التي اضافت ان اتصالات متفرقة تمت بين الفريقين المتحاربين.
وهي المرة الاولى التي تتحدث فيها وسائل اعلام تركية عن آلية من هذا النوع بين المعارضة المدعومة من تركيا وقوات الحكومة السوري.
وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان صرح الأحد الماضي ان القوات المدعومة من تركيا دخلت وسط الباب، وان السيطرة عليها باتت وشيكة. وذكرت «حرييت» ان مقاتلي المعارضة يسيطرون على 40 بالمئة من المدينة.
من جانب آخر حذر المنسق المقيم للامم المتحدة ومنسق الشؤون الانسانية في دمشق علي الزعتري من ان الوضع في اربع مناطق سورية محاصرة ينذر «بكارثة إنسانية وشيكة»، مناشداً الاطراف كافة السماح بإيصال مساعدات عاجلة الى ستين ألف شخص من سكانها.
وطالب الزعتري في بيان أصدره أمس الاول «جميع الفرقاء التوافق من أجل الوصول الفوري الى البلدات الاربع المحاصرة: الزبداني والفوعة وكفريا ومضايا، حيث يقطن ستون ألفاً من الأبرياء ضمن حلقة مفرغة من العنف اليومي والحرمان، يسود فيها سوء التغذية وانعدام الرعاية الطبية المناسبة».
وقال ان الوضع «ينذر بكارثة إنسانية وشيكة، ولذلك نحن بحاجة إلى ترسيخ مبدأ حرية الوصول إلى المحتاجين الآن، دونما الطلب المتكرر للوصول».
ويحاصر الجيش السوري مدينتي الزبداني ومضايا في ريف دمشق فيما تحاصر فصائل مقاتلة بينها جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) بلدتي الفوعة وكفريا ذات الغالبية الشيعية في محافظة ادلب (شمال غرب).
ودخلت آخر قافلة مساعدات الى المناطق الاربع، وفق الأمم المتحدة، في 28 تشرين الثاني.
وتقدر الأمم المتحدة وجود 4,72 ملايين شخص في مناطق يصعب الوصول اليها في سوريا، بينهم 600 الف عالقون في المناطق المحاصرة.
من زاوية أخرى قال وزير الخارجية الكازاخستاني، خيرت عبد الرحمنوف، إن اجتماع أستانا حول الأزمة السورية من المقرر أن يبحث آليات مراقبة وقف إطلاق النار، ومعاقبة الجهة التي تنتهك الهدنة.
وأكد عبد الرحمنوف في تصريح للصحفيين، بحسب موقع روسيا اليوم أن كلا من الوفد الروسي والوفد الممثل للحكومة السورية وصلا إلى العاصمة الكازاخستانية أستانا، في انتظار وصول الوفدين الإيراني والأردني.
وأضاف أنهم ينتظرون من الجانب التركي، في القريب العاجل، تأكيد مشاركة وفد من المعارضة المسلحة السورية في اجتماعات أستانا من عدمها.
ومن المقرر عقد الاجتماع المقبل للمجموعة التقنية في إطار أستانا اليوم وغدا.
بدوره أعلن وزير الدولة لشؤون الإعلام محمد المومني أن وفدا أردنيا رفيع المستوى سيشارك للمرة الثانية في استانا. وقال المومني الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية ردًا على سؤال لوكالة فرانس برس حول ما إذا كانت المملكة ستشارك في اجتماعات أستانا «نعم الأردن سيشارك بوفد يضم مسؤولين رفيعي المستوى وذلك بناء على دعوة رسمية من روسيا وبصفة مراقب». ولم يعط تفاصيل حول أسماء المسؤولين الاعضاء في الوفد الاردني. واضاف المصدر «انها المشاركة الثانية للمملكة التي سبق ان شاركت بمحادثات استانا الشهر الماضي». وقال المومني «نأمل ان يكون هناك وقف اطلاق نار شامل يحقق الاستقرار لسوريا وحدودها ويساعد على عدم تدفق اللاجئين وعودتهم الى ديارهم».«وكالات».

 
 

أضف تعليقك