الجيش السوري يتقدم شمال ووسط البلاد ويشتبك مع قوات مدعومة من تركيا جنوب الباب
 
 
الجيش السوري يتقدم شمال ووسط البلاد ويشتبك مع قوات مدعومة من تركيا جنوب الباب
 
 

عواصم – في تطور جديد للمعارك في الشمال السوري أعلن ما يسمى «الجيش السوري الحر» المدعوم من تركيا أنه اشتبك مع الجيش الحكومي السوري جنوب مدينة الباب. وقال بيان نشره «الجيش السوري الحر» الأحد إن اشتباكا وقع جنوبي مدينة الباب قرب بلدة تادف التي استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها من مسلحي «داعش». ويقاتل «الجيش السوري الحر» المدعوم من تركيا والجيش الحكومي السوري تنظيم داعش، في حملتين منفصلتين في المنطقة الواقعة في شمال شرق حلب. ويعد هذا الاشتباك الثاني من نوعه في المنطقة خلال الأسابيع الأخيرة.

ووصل إلى ولاية غازي عنتاب جنوب تركيا أمس قطار يحمل تعزيزات عسكرية مرسلة من ولايات تركية مختلفة إلى الحدود مع سوريا. وأفاد مراسل الأناضول، نقلا عن مصادر أمنية تركية، بأن القطار يحمل 22 عربة نقل جنود مصفحة، وأن هذه العربات توجهت نحو الحدود السورية على شكل رتل، وسط إجراءات أمنية مشددة. وأشار إلى أن التعزيزات الأخيرة ستستخدم في إطار عملية «درع الفرات» بشمال سوريا. وخلال الأيام القليلة الماضية، أرسلت تركيا تعزيزات عسكرية مماثلة إلى حدودها مع سوريا، بهدف دعم وحداتها العسكرية المنتشرة على الحدود بين البلدين.

إلى ذلك، أحرزت قوات الدولة السورية أمس تقدماً سريعاً في شمال سوريا ووسطها على حساب داعش. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان قوات الجيش «احرزت تقدماً في المنطقة الواقعة جنوب وجنوب شرق مدينة الباب، بعد انسحاب داعش من 23 قرية على الاقل» متحدثا عن «انهيار سريع في صفوف الدواعش».

وبذلك، تمكنت قوات الجيش، من الوصول الى خط تماس مع مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية، الموجودة في المنطقة الواقعة جنوب مدينة منبج الخاضعة لسيطرتها. واستبعد المتحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية العقيد طلال سلو اندلاع اي مواجهات بين الطرفين.

وكان مصدر امني سوري أفاد لفرانس برس في وقت سابق أمس عن «سيطرة الجيش (..) على مساحة اجمالية وصلت الى اكثر من 600 كلم مربع» في ريف حلب الشرقي منذ بدء الهجوم.

إلى ذلك، ذكرت صحيفة الوطن نقلا عن مصدر عسكري أمس أن الجيش السوري وسع المنطقة التي يسيطر عليها على مشارف مدينة تدمر، وأصبح على بعد 5 كيلو مترات من المدينة. ونقلت الصحيفة عن قائد وحدة «مغاوير البادية» المشاركة في العمليات العسكرية أن قوات الجيش السوري والوحدات المساندة لها حررت «جبال الهيال» وجميع المرتفعات التي تتحكم في مناطق غرب تدمر. وقال المصدر المسؤول العسكري في هذا الشأن: «في أعقاب قتال عنيف تواصل عدة أيام، أصيب العدو بخسائر فادحة وتمت إصابة معداته العسكرية بما في ذلك مضادات للطائرات، ودبابتان وسيارات دفع رباعي مسلحة بمدافع رشاشة». وأكد قائد فرقة المغاوير أن وحدات الجيش تتعقب في الوقت الراهن عصابات «داعش» عند مفترق مثلث تدمر الاستراتيجي الذي يفتح الطريق نحو المدينة، مضيفا أن قوات الجيش « عززت مواقعها الجديدة ما يسمح لها ببدء عملية تحرير المدينة من الإرهابيين».

وكانت وحدات الجيش السوري تمكنت الأحد من طرد مسلحي «دعش» من مواقعهم على المرتفعات قرب حقل غاز المهر الواقع على مشارف مدينة تدمر. وأفادت الصحيفة بأن سلاح الجو السوري بدعم من طائرات القوات الجوية الفضائية الروسية وجه ضربات إلى قواعد المسلحين الخلفية وخطوط إمداداتهم بين مدينتي تدمر والسخنة في الصحراء الشرقية، وتم القضاء على عشرات المسلحين وتدمير مراكزهم ومعداتهم في العديد من المناطق والبلدات.

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أن فرقاطة «الأميرال غريغوروفيتش» الصاروخية أبحرت من ميناء سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم متوجهة إلى السواحل السورية. وأوضحت الوزارة أن الفرقاطة «الأميرال غريغوروفيتش» ستعبر مضيق البوسفور التركي صباح اليوم الثلاثاء وستنضم في مساء اليوم ذاته إلى مجموعة السفن الحربية الروسية المنتشرة قرب السواحل السورية في البحر المتوسط. يشار إلى أن هذه الفرقاطة قد شاركت عام 2016 في العمليات ضد مسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا ضمن مجموعة السفن الحربية الروسية العاملة في البحر المتوسط. ويذكر أن «الأميرال غريغوروفيتش» دخلت الخدمة في الأسطول البحري الروسي عام 2016، وهي مزودة بصواريخ «كاليبر» ومنظومات مضادة للطائرات من طراز «شتيل» و»بالاش»، إضافة إلى طوربيدات وأسلحة مضادة للغواصات.

وأفادت مواقع تتعقب أنشطة التنظيمات الإرهابية، أن نائب زعيم تنظيم «القاعدة» الإرهابي الملقب «أبو الخير المصري» قتل في سوريا جراء غارة نفذتها القوات الجوية الأمريكية. وأفاد موقع «SITE» الذي يقوم بمراقبة الأنشطة الإعلامية للمتطرفين أمس بأن الإرهابي وهو نائب أيمن الظواهري زعيم «القاعدة» قتل في غارة جوية في محافظة إدلب.أخيرا، وضع المبعوث الدولي الى سوريا ستافان دي ميستورا قواعد لوفود الحكومة والمعارضة السورية المشاركة في مفاوضات جنيف ما يعكس التوتر في كواليس الامم المتحدة وفنادق المدينة السويسرية، أهمها «لا هواتف نقالة ولا تسجيلات ولا اهانات واحترام السرية الكاملة».وقدم دي ميستورا لوفد الحكومة السورية ووفود المعارضة الثلاث ورقة تتضمن العناوين التي يأمل البحث فيها في جنيف، وهي الحكم والدستور والانتخابات. ولم يكتف المبعوث الدولي في ورقته بجدول الاعمال بل وضع امام المشاركين سلسلة من القواعد الصارمة، آملا ان يلتزموا بها جميعا. وطالب دي ميستورا في ورقته من الاطراف «احترام توجيهاتي في ما يتعلق بسريّة الاجتماعات والوثائق والحوارات والاتصالات». وتتضمن قواعد دي ميستورا «احترام الأطراف الأخرى المشاركة، ولا يحقّ لأي طرف الطعن في شرعية الآخرين»، فضلا عن «ضمان عدم تسجيل محتوى الاجتماعات او الحوارات دون إذن مسبق». كما اكد المبعوث الدولي انه «لن يسمح باصطحاب أجهزة الهاتف المحمول داخل قاعة المفاوضات»، طالبا «استخدام لغة وسلوك مقبول والامتناع عن توجيه الإهانات والتقليل من شأن الآخرين، والاعتداء اللفظي أو الشخصي على الآخرين سواء داخل الاجتماعات أو خارجها».ويأمل دي ميستورا من خلال ورقته هذه تفادي حصول اي توتر يعيق جولة المفاوضات الحالية بين طرفين يتواجهان سياسيا وعسكريا في نزاع مستمر منذ ست سنوات.ومنذ اليوم الاول من المفاوضات، يتواجد المبعوث الاميركي الخاص الى سوريا مايكل راتني في جنيف، وقد عقد لقاء مع وفد المعارضة منذ اليوم الاول. ويقول مصدر دبلوماسي اجنبي ان تقديم المشورة للمعارضة «ليس بالامر السهل، الوضع فوضوي بعض الشيء». وعادة ما يكون وفد الهيئة العليا للمفاوضات الذي يضم ايضا ممثلين عن الفصائل المعارضة منقسما حول الاستراتجية التي يجب اتباعها في مواجهة وفد الحكومة. وبالاضافة الى الاجتماعات اليومية مع مبعوثي الدول الداعمة، دخلت روسيا، ابرز داعمي دمشق، على الخط بدورها.

وعقد وفد الهيئة العليا للمفاوضات مساء أمس لقاء مع مسؤولين روس، بينهم نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف. وقال مصدر في المعارضة السورية ان «الاجتماع جاء بطلب من الروس، وطلبنا فيه تثبيت وقف اطلاق النار والضغط على النظام للتفاوض على المرحلة الانتقالية».(وكالات).

 
 

أضف تعليقك