روسيا وإيران تهددان بالردّ على أمريكا في سوريا
 
 
روسيا وإيران تهددان بالردّ على أمريكا في سوريا
 
 

قالت نيكي هايلي، السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، إنها ترى أن تغيير النظام في سوريا إحدى أولويات إدارة الرئيس دونالد ترمب. وقالت هايلي، في مقابلة مع برنامج «ستيت أوف ذا يونيون» بثتها شبكة «سي.إن.إن» كاملة أمس إن أولويات واشنطن هي «هزيمة تنظيم داعش والتخلص من النفوذ الإيراني في سوريا وإزاحة الرئيس السوري بشار الأسد». وأضافت هايلي: «لا نرى سوريا سلمية مع وجود الأسد». وتمثل تعليقات هايلي تراجعا عما قالته قبل أن تشن الولايات المتحدة هجوما على قاعدة جوية سورية باستخدام 59 صاروخا من طراز توماهوك، يوم الخميس الماضي، ردا على ما قالت إنه هجوم لقوات الحكومة السورية باستخدام أسلحة كيميائية، وأمر ترمب بالهجوم الصاروخي بعد أن شاهد صورا لأطفال يعانون من حالات اختناق.

وقالت هايلي للصحفيين حينها قبل أيام من حادثة الكيميائي في خان شيخون: «أنت تنتقي معاركك وتختارها. وعندما ننظر إلى هذا نجد الأمر يتعلق بتغيير الأولويات. وأولويتنا لم تعد الجلوس والتركيز على إزاحة الأسد عن السلطة». ويتخذ وزير الخارجية ريكس تيلرسون موقفا أكثر ليونة فيما يتعلق بالأسد إذ قال يوم السبت إن أولوية واشنطن هي هزيمة تنظيم «داعش».

وقال تيلرسون في مقابلة مع برنامج «فيس ذا نيشن» تبثها محطة «CBS» التلفزيونية كاملة إنه بمجرد تقليل خطر «داعش» أو إزالته، «أعتقد أننا يمكن أن نوجه اهتمامنا مباشرة إلى تحقيق استقرار الوضع في سوريا».وأضاف تيلرسون أن الولايات المتحدة تتطلع إلى جمع الأطراف والبدء في عملية التوصل إلى حل سياسي. وقال تيلرسون: «إذا تمكنا من التوصل إلى وقف لإطلاق النار(..) فحينها نأمل في أن تكون لدينا الظروف اللازمة لبدء عملية سياسية مفيدة». ووجه الرئيس ترمب، مساء امس الأول رسالة إلى الكونغرس الأمريكي عن الضربة التي نفذها الجيش الأمريكي، فجر الجمعة، على قاعدة الشعيرات الجوية العسكرية في سوريا، التزاما بقانون «سلطات الحرب». وأوضح ترمب حسب شبكة السي ان ان أنه يبعث برسالته كجزء من جهوده لإبقاء الكونغرس مطلعا بشكل كامل بموجب قانون «سلطات الحرب» الذي يتطلب من الرئيس إبلاغ الكونغرس خلال 48 ساعة بأي تحرك عسكري يتخذه، وقال ترمب إنه «يقدر دعم الكونغرس لهذا التحرك». وكتب ترمب في رسالته «أمرت بهذا التحرك لإضعاف قدرة الجيش السوري على شن مزيد من الهجمات بالأسلحة الكيماوية وردع النظام السوري عن استخدام أو بناء الأسلحة الكيماوية، مما يساعد في تعزيز الاستقرار في المنطقة وتجنب زيادة سوء الكارثة الإنسانية». وأضاف «تحركت من أجل الأمن الوطني ومصالح السياسة الخارجية الأمريكية، بحسب سلطاتي الدستورية كقائد أعلى ورئيس، الولايات المتحدة ستتخذ تحركا إضافيا، بحسب الضرورة، لدعم المصالح الوطنية المهمة». من جانبه، حذّر وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابرييل، من خطورة الوضع الدولي ودعا لعدم التصعيد، مؤكدا أن حل الأزمة السورية من دون مشاركة موسكو «شبه مستحيل». وقال الوزير، في مقابلة مع صحيفة «بيلد ام سونتاج» الألمانية: «لا يمكن إيجاد حل للأزمة السورية من دون موسكو، والأهم الآن تجنب وقوع انقسام في مجلس الأمن بالأمم المتحدة ومواصلة الجهود الرامية لإيجاد سلام تحت رعاية الأمم المتحدة». وأضاف غابرييل، في المقابلة: من المهم الآن المضي قدماً بالمحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة في «جنيف». وبخصوص قصف القوات الأمريكية لقاعدة الشعيرات العسكرية في حمص، أكد الوزير خطورة الوضع الدولي وحذر من التصعيد، مشيراً إلى أنه يمكن حل الصراع من خلال السياسة فقط، وبدعم من الولايات المتحدة وروسيا والدول العظمى الأخرى. واعتبرت روسيا وإيران أنهما مستعدة للرد بقوة على أي عدوان وأي تجاوز للخطوط الحمراء من قبل أي كان وأن أمريكا تعلم القدرات على الرد جيداً. وأكدت غرفة العمليات المشتركة لقوات الحلفاء (روسيا وإيران والقوات الرديفة) في سوريا، أن العدوان الأميركي على سوريا تجاوز واعتداء على سيادة الشعب والدولة وأن سوريا تحارب الإرهاب المتعدد الجنسيات منذ ست سنوات نيابة عن العالم. وقالت: «بعض الدول والمنظمات أخذت خان شيخون ذريعة لمهاجمة سوريا». واستنكرت غرفة العمليات المشتركة، أي استهداف للمدنيين أياً كانوا، واعتبرت أن ما جرى في خان شيخون مدان أيضاً، رغم إيماننا أنه فعل مدبر من بعض الدول والمنظمات، لاتخاذه ذريعة لمهاجمة سوريا. واضافت: «إن فعل أميركا هذا لن يثنينا عن محاربة الإرهاب والقضاء عليه، وسنتابع قتالنا الى جانب الجيش العربي السوري والقوات المسلحة السورية والصديقة، وسنعمل معها لتحرير كل الأراضي السورية من رجس الاحتلال أياً كان».

من جانبه، أكد فيتالي نعومكين، مستشار المبعوث الأممي إلى سوريا، أن مفاوضات أستانا وجنيف بشأن تسوية الأزمة السورية ستستمر رغم رفض المعارضة السورية المشاركة فيها بعد الضربات الأمريكية لسوريا. وأوضح نعومكين، في تصريح صحفي لوكالة إنترفاكس، أن المفاوضات بشأن سوريا ستستمر، مضيفا أن لقاء أستانا المقبل سيجرى إذا اتفقت روسيا وتركيا وإيران على ذلك. وأكد مستشار المبعوث الأممي إلى سوريا أن ممثلين عن المعارضة السورية المسلحة  سيشاركون في مفاوضات أستانا المقبلة إذا ضغط الممولون عليهم.

أما بخصوص عملية جنيف، فأعرب نعومكين عن اعتقاده بأن الغرب ينوي استمرارها، وأن الممولين الغربيين سيقنعون المعارضة السورية للمشاركة فيها، بحسب رأيه. ومن الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة وجهت، 7 أبريل، ضربات صاروخية إلى مطار الشعيرات العسكري جنوب شرقي مدينة حمص وسط سوريا، وذلك ردا على استخدام القوات الحكومية السورية سلاحا كيميائيا، في 4 أبريل في ريف إدلب، بحسب زعم الإدارة الأمريكية. وأعلنت المعارضة السورية المسلحة، في وقت لاحق، عن رفضها المشاركة في مفاوضات أستانا بشأن تسوية الأزمة السورية.

إلى ذلك، أعلن الجيش السوري القضاء على أكثر من 75 مسلحا في اشتباكات مع «جبهة النصرة» في حي المنشية بمدينة درعا، حسبما نقلت وكالة «سانا» عن مصدر عسكري. وذكر نشطاء أن الجيش السوري تصدى لهجوم عنيف شنه مسلحو «جبهة النصرة» في حي المنشية بدرعا. وبحسب نشطاء، بدأ الهجوم الذي شنته «النصرة» بتفجير 6 مفخخات وقصف بقذائف صاروخية استهدفت بها مواقع الجيش مما اضطره للتراجع عن بعض النقاط.

ولا تزال الاشتباكات، بين الجيش السوري والقوات الرديفة من جهة وفصائل مسلحة في حي المنشية بدرعا متواصلة، بهدف استعادة الجيش السوري لمناطق كان قد خسرها في الأسابيع الماضية.

وأما على جبهة أخرى، ففي ريف حماة الشمالي، أفادت مصادر عسكرية أن وحدات من الجيش السوري دمرت مقرا وبؤرا للمجموعات المسلحة التابعة لـ»جبهة النصرة»، في إطار العملية العسكرية التي يخوضها الجيش السوري بالتعاون مع القوات الرديفة وبإسناد من الطيران الحربي. وذكرت «سانا» أن وحدة من الجيش نفذت ضربات على نقاط تحصن المسلحين في بلدة اللطامنة الواقعة على بعد نحو 35 كم شمال غرب مدينة حماة، أسفرت عن تدمير مقر لهم والقضاء على عدد منهم. وتنفذ وحدات من الجيش السوري، بإسناد من الطيران الحربي، عمليات عسكرية واسعة منذ أواخر آذار الماضي، لاستعادة القرى والبلدات التي سيطر عليها المسلحون بريف حماة الشمالي.

 
 

أضف تعليقك