واشنطن: إسقاط الأسد تزامنا مع تدمير داعش
 
 
واشنطن: إسقاط الأسد تزامنا مع تدمير داعش
 
 

حذرت الولايات المتحدة الرئيس السوري بشار الأسد من مغبة مواصلته استخدام الاسلحة الكيماوية او براميل الكلور على المدنيين في بلاده مؤكدة ان ذلك قد يجلب عليه ردا عسكريا امريكيا. وقال الناطق بلسان البيت الابيض شون سبايسر إن هذه الهجمات غير مقبولة على الاطلاق، وان الرئيس ترمب عاقد العزم على الرد عليها. واضاف الناطق انه لا يمكن تخيل عودة السلام والاستقرار الى سوريا ما دام بشار الأسد يتولى مقاليد الحكم فيها. كما أعلن مستشار الأمن القومي بالإدارة الأميركية هيربرت ماكماستر، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، يسعى إلى إسقاط الرئيس السوري، بشار الأسد، بالتزامن مع تدمير عصابة داعش الارهابية. وقال في مؤتمره الصحفي الأول منذ توليه منصبه الحالي إن ترمب وفريقه سيحاولون تغيير الرئيس السوري والقضاء على داعش عن طريق اتخاذ خطوات متزامنة بهذا المجال. وسلط ماكماستر الضوء على أولويات سياسة ترمب تجاه سوريا عشية زيارة يقوم بها إلى واشنطن المندوب الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، الذي يجري  لقاء مع مستشار الأمن القومي وكذلك محادثات بوزارة الخارجية الأميركية. وأشار ماكماستر، وهو ضابط برتبة فريق بالجيش الأميركي، إلى أن ترمب ما زال يسعى إلى تحقيق حل سياسي للأزمة السورية، رغم استعداده لشن ضربات جديدة على القوات الحكومية بهذه البلاد. بدوره قال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس إن الهجوم الصاروخي الذي شنته الولايات المتحدة على قاعدة جوية سورية الأسبوع الماضي ألحق أضرارا ودمر 20 بالمئة من الطائرات السورية العاملة بالإضافة إلى مواقع للوقود والذخيرة ودفاعات جوية. وأضاف ماتيس في بيان إن «الحكومة السورية فقدت القدرة على إعادة تزويد أو إعادة تسليح الطائرات في مطار الشعيرات». وأوضح أن المطار في هذه المرحلة غير صالح للاستخدام لأغراض عسكرية.

من جانب آخر أكد نائب رئيس مجلس الدوما الروسي لشؤون الدفاع يوري شفيتكين، أن بلاده سترد بشكل فوري في حال استهداف مواقعها العسكرية في سوريا. واستبعد شفيتكين في تصريح، أن ترد روسيا بطريقة مباشرة على ضربة محتملة قد تستهدف منظومة الدفاع الجوي السورية، مشيرا إلى أن الدفاع الجوي السوري بإمكانه التصدي بمفرده لأي تهديد. وقال المسؤول الروسي في شؤون الدفاع «اعتقد أنه من المستبعد أن تتدخل روسيا بشكل مباشر في صد هجوم، لكن الإجراءات التي تم اتخاذها بعد الضربة الصاروخية كافية في كل الحالات، انطلاقا مما نستطيع فعله في إطار القوانين الدولية، حتى يستطيع الجيش السوري الرد بمفرده». وأوضح شفيتكين أن هناك منشآت عسكرية روسية على الأراضي السورية، مؤكدا أنه «في حال تهديد وحداتنا، فإنه يجب على الرئيس الأميركي دونالد ترمب  أن يدرك، إلى ماذا يمكن أن يؤدي ذلك، هنا لن يكون مجرد كلام، ولكن ستكون هناك أفعال واقعية».

بدوره قال رئيس هيئة العمليات التابعة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الفريق أول سيرغي رودسكوي، أن الجيش السوري ليس بحاجة لاستخدام الأسلحة الكيميائية، غير الموجودة أصلا، في حربه ضد الإرهابيين الذين يتكبدون هزيمة بعد الأخرى. وأوضح رودسكوي أن المعلومات المتوافرة لديها تفيد بأن المسلحين ينقلون مواد سامة إلى مناطق خان شيخون ومطار الجيرة والغوطة الشرقية وغرب حلب. وأشار رئيس هيئة العمليات إلى أن منظمة حظر السلاح الكيميائي أكدت تدمير 10 من 12 موقعا للسلاح الكيميائي في سوريا، والموقعان الآخران متواجدان على الأراضي الواقعة تحت سيطرة المعارضة.

ومن بين 12 موقعا استخدموا لتخزين وإنتاج السلاح الكيميائي، أكد خبراء منظمة حظر السلاح الكيميائي تدمير 10 مواقع. والموقعان المتبقيان السلطات السورية لا تستطيع الوصول إليهما. ولهذا السبب لا تستطيع منظمة حظر السلاح الكيميائي تأكيد تدمير السلاح الكيميائي في هذين الموقعين. وأكد رئيس هيئة العمليات أن العسكريين الروس مستعدون لتوفير أمن ووصول الخبراء المستقلين، وممثلي منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية إلى مطار الشعيرات في سوريا من أجل إجراء أعمال التحقيق اللازمة. ولفت رودسكوي إلى أن المسلحين في سوريا استغلوا الضربة الجوية الأمريكية على مطار الشعيرات في حمص وهاجموا الجيش السوري من الاتجاه الجنوبي الغربي، مشيرا إلى أنه تم صد الهجوم. وذكر رودسكوي أن المعلومات التي تتداولها وسائل الإعلام حول اتهام السلطات السورية باستخدام أسلحة كيماوية في إدلب، مشكوك في صحتها.

أخيرا، اجتمع وزراء خارجية دول مجموعة السبع الكبرى (الولايات المتحدة وألمانيا واليابان وبريطانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا) مع وزراء خارجية تركيا والسعودية والإمارات والأردن وقطر، في ساعة مبكرة أمس لمناقشة الشأن السوري. وأصدروا بيانا مشتركا جاء فيه: «روسيا لديها القدرة على المساعدة في حل الصراع واستعادة سوريا مستقرة وموحدة، والتغلب على «داعش» والإرهاب». ودعت الدول روسيا وإيران إلى استخدام نفوذها من أجل أن تفي دمشق بالتزاماتها بموجب اتفاقية سحب الأسلحة الكيميائية. وأضاف البيان: ندعو روسيا وإيران، التي لها مسؤولية، كحلفاء الرئيس السوري، إلى استخدام نفوذها لضمان تنفيذ سوريا للالتزامات بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية.

 
 

أضف تعليقك