ترمب متمسك بالحصول على تمويل لبناء جدار مع المكسيك
 
 
ترمب متمسك بالحصول على تمويل لبناء جدار مع المكسيك
 
 

واشنطن – واصل الرئيس الاميركي دونالد ترمب ضغوطه للحصول على تمويل لبناء جدار على الحدود مع المكسيك، مع اقتراب المواجهة حول الانفاق في الكونغرس التي تهدد بوقف عمل الحكومة الاميركية في اليوم المئة لترمب في منصبه.

وكان تمويل الجدار من اهم وعود ترمب الانتخابية، ويبدو أن البيت البيض مصمم على الحصول على موافقة الكونغرس لدفع مبلغ أولي كجزء من مبلغ أكبر مقابل الاستمرار في تمويل الحكومة الاميركية. وحاول ترمب تقديم اقتراحات حول القضية عبر موقع تويتر مع التأكيد على ان المكسيك هي من ستمول بناء الجدار “لكن في وقت لاحق حتى يتسنى لنا البدء بالعمل في وقت مبكر”. وكتب ايضا “الديموقراطيون لا يريدون ان تذهب اموال من الموازنة الى الجدار على الحدود، بالرغم من انه سيوقف دخول المخدرات وأعضاء عصابة أم أس 13 السيئين”.

وقال مسؤول الميزانية في البيت الأبيض ميك مولفاني إن الإدارة مستعدة لتقديم تنازلات للديمقراطيين بشأن إصلاح الرعاية الصحية من أجل الحصول على الاموال اللازمة لبناء الجدار. ولكن في حال لم يتم الحصول على تمويل للجدار، فهل سيعترض الرئيس على فاتورة الإنفاق الأكبر حجما، ما يمكن أن يهدد بإغلاق عمل الحكومة الاميركية السبت، اليوم الذي يصادف اليوم المئة لتوليه السلطة. وقال مولفاني في رد على ذلك لشبكة “فوكس نيوز” الاحد “لا ادري بعد.. نحن نطالب بأولوياتنا والأهم أننا نعرض على الديمقراطيين تقديم بعض أولوياتهم كذلك”.

وفي كثير من الاحيان، خيم شبح اغلاق الحكومة على مفاوضات الميزانية الاميركية. وفي معظم الاحيان كان يتم تجنب ذلك، إلا أنه حدث بضع مرات وآخرها كان في 2013 عندما أغلقت الحكومة 16 يوماً وسط خلاف حول تمويل برنامج الرئيس السابق باراك اوباما للرعاية الصحية. لكن لم يظهر الديموقراطيون استعدادا كبيرا للتنازل هذه المرة.

ويأتي الخلاف هذه المرة في وقت يحرص البيت الابيض على اظهار انجازات ترمب مع مرور مئة يوم على توليه الرئاسة. ويخطط الرئيس الاميركي لالقاء خطاب في المناسبة واقامة مهرجان تحت شعار “أميركا اولا” السبت لالقاء الضوء على نجاحاته، ويتزامن ذلك مع ضخ مادة كثيفة مخصصة للاعلام الرقمي.

وفاجأ ترمب مساعديه هذا الاسبوع عندما وعدهم باعلان كبير متعلق بالاصلاح الضريبي الاربعاء، مع ان النواب لم يصلوا حتى الآن الى نتيجة حول قانون الاصلاح الصحي، وهو عامل رئيسي متغير في الانفاق الحكومي. وقال مولفاني انه سيكون بيانا حول المبادىء وليس تشريعا “مع بعض المؤشرات حول ما ستكون عليه المعدلات الضريبية”. وأضاف “لا أظن ان احدا يتوقع ان نقدم مشروعا بلغة قانونية الأربعاء”.

وبالرغم من ان ترمب ألغى قرارات حكومية واستخدم سلطته التنفيذية أكثر من اي رئيس سابق، الا انه لم يتمكن من تحقيق انجازات تشريعية رئيسية يمكن الحديث عنها حتى الآن. فالكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون رفض محاولته ابطال واستبدال القانون الصحي الذي وضعه سلفه أوباما، والأمر التنفيذي الذي أصدره بمنع سفر رعايا سبعة بلدان اسلامية اضافة الى اللاجئين الى الولايات المتحدة تم ايقافه من خلال المحاكم. وأظهر استطلاع جديد أجرته “آي بي سي نيوز” مع صحيفة “واشنطن بوست” ان شعبيته متدنية بمستوى قياسي بالنسبة لرئيس اميركي لم يمر وقت طويل على استلامه السلطة. وأظهر الاستطلاع رضى 42% من الاميركيين عن ادائه في مقابل 53% غير راضين.

ووجد ترمب في هذه الاحصاءات جانبا ايجابيا. فقال معلقا عليها في تغريدة “استطلاعات الرأي الجديدة التي ظهرت اليوم بالنظر الى ان معظم وسائل الاعلام زائفة وبالاجمال دائما سلبية”.

وأظهر الديموقراطيون القليل من الاهتمام باجراء تسويات، خصوصا بالنسبة الى مشروع الجدار الحدودي مع المكسيك. وصرح السناتور ديك دوربين، الرجل الثاني في الكتلة الديموقراطية في مجلس الشيوخ، لشبكة “سي ان ان” قائلا “آمل أن يتراجع الرئيس”. وقال “إن تفكيره في إغلاق الحكومة الاميركية بسبب هذا الاقتراح الخيالي لبناء جدار على طول الحدود لا نستطيع تحمل تكاليفه في الوقت الحالي ويعارضه الديمقراطيون والجمهوريون هو أمر غير مسؤول مطلقا”. إلا أنه أكد أن “الاغلاق ليس مرغوبا وليس أداة وليس أمرا نرغب في أن يحدث”. وأضاف “نريد تمويل الاولويات وواحدة من أكبر الاولويات خلال الحملة الانتخابية كانت امن الحدود والحفاظ على سلامة الاميركيين وجزء من ذلك هو بناء الجدار”.

وسعى وزير العدل الاميركي جيف سيشنز ووزير الامن القومي جون كيلي إلى الدعوة إلى تمويل الجدار على البرامج التلفزيونية. وقال كيلي لشبكة “سي بي اس”، “أعتقد أن الأمر يستحق إجراء مفاوضات صعبة بشأنه.. نواجه تهديدات جسيمة سواء كانت المخدرات أو الأشخاص أو الإرهابيين المحتملين الذين يأتون من الجنوب. وأعتقد أنه من الضروري وجود حاجز فعال من نوع ما يسانده رجال ونساء شجعان وقادرون”. وقال سيشنز إن ترمب سيقرر ما إذا كان تمويل الجدار يستحق المخاطرة بإغلاق الحكومة. وأضاف لشبكة ايه بي سي “ما أعلمه هو أننا نحتاج إلى ذلك الجدار.. فهو سيساعدنا على الوفاء بالوعد الذي قطعه الرئيس للشعب الأميركي. هذا ما نريده”.

 
 

أضف تعليقك