الالاف يؤكدون دعمهم لإضراب الأسرى برام الله
 
 
الالاف يؤكدون دعمهم لإضراب الأسرى برام الله
 
 

رام الله – معا – أكد الالاف الفلسطينيين، عصر اليوم الأربعاء، وقوفهم التام، وإسنادهم لمعركة الأمعاء الخاوية، التي يخوضها الأسرى الفلسطينيين منذ 17 يوماً، للمطالبة بمطالب إنسانية بحتة، لتحسين شروط اعتقالهم.

 

وتجمع الالاف عند ميدان نيلسون مانديلا في ضاحية الطيرة في مدينة رام الله، للتأكيد على أممية النضال الفلسطيني، وللتأكيد على أن أسرى فلسطين كما أسرى التمييز العنصري في جنوب إفريقيا، يحاربون من أجل حرية شعبهم واستقلاله وخلاصه من الاحتلال. 

وحمل الالاف الأعلام الفلسطينية، ورايات الفصائل، فيما حملت أمهات وزوجات الأسرى صور أبناءهم الأسرى، وتقدمن الصفوف، وهتف الجميع دعماً للأسرى وإضرابهم ومعركتهم. 

وفي السياق، قال نائب القائد العام لحركة فتح محمود العالول في كلمته أمام الاعتصام إن أولى عوامل النصر صمود أسرانا الأبطال الذين نفتخر بهم، وهذا الحراك الجماهيري في كل مكان في الوطن، ووجودكم هنا وكل أبناء شعبنا في كل مكان وفي أراضي 1948م، دليل على التفاف شعبنا حول القضية العادلة التي ضحى من أجلها القادة كريم يونس ومروان البرغوثي، وأحمد سعدات وفؤاد الشوبكي وغيرهم.
وأكد العالول أن هذا الحراك الذي يعم مختلف أرجاء الوطن وأماكن اللجوء هو رسالة واضحة لإسرائيل بأننا جميعا موحدين من أجل حرية الأسرى، وبدعم مباشر من القيادة الشرعية لشعبنا التي تناضل بكل ما لديها من إمكانيات دبلوماسية وسياسية لمؤازرة الحركة الأسيرة.
وتابع العالول: نقول للأسرى لن نسمح لأحد بجرنا إلى معارك جانبية وهذه رسالتنا إلى الذين منعوا تنظيم مسيرة للتضامن مع الأسرى في غزة اليوم.
من جانبه، قال رئيس نادي الاسير قدورة فارس في كلمة اللجنة الوطنية لمساندة الاضراب: هناك ثلاث رسائل الأولى لحكومة الاحتلال الاسرائيلي، وهي أن ليس أمامها إلا الجلوس مع قادة الإضراب والاستجابة لمطالبهم وليعلم نتنياهو أن أسرانا ليسوا وحدهم بل معهم شعبهم جميعا، والثانية للمجتمع الدولي الذي بصمته يشجع المحتلين ومطلوب الخروج عن هذا الصمت، وممارسة الدور الإنساني قبل فوات الأوان.
وأضاف فارس: أما الرسالة الثالثة فهي إلى جماهير شعبنا الفلسطيني، فليكن ردكم بمستوى التحدي والمعركة التي يخوضها الاسرى، فانتفاضة الأسرى لابد من ان تقابلها انتفاضة الشعب والاسناد الكامل.
وأعلن فارس عن أن يوم غد ستنضم مجموعة من رموز الحركة الأسيرة إلى الإضراب دعما لإخوانهم المضربين.
وألقت المحامية فدوى البرغوثي زوجة الأسير مروان البرغوثي رسالة قال فيها: إن وصلتكم رسالتي هذه سيكون الإضراب قد طال أمده، وتكون إسرائيل قد قررت أن ترد على الإضراب بالتحريض والعزل والقمع، واهمةً بأنّ هذا سيثنينا عن الاستمرار في هذا النضال المقدس وسيجبرنا على التراجع عن مطالبنا الإنسانية. إنّ الأسرى على ثقة أن شعبهم لن يخذلهم وسيقابل الوفاء بالوفاء وسيلتف حول أسراه وعائلاتهم الذين تحملوا التضحيات والعذابات والآلام.
وأضاف: إنني أخاطبكم اليوم من العزل الإنفرادي، ومن وسط آلاف الأسرى وبإسمهم، ومن بين مئات الأسرى الذين قرروا خوض معركة الحرية والكرامة، معركة الشرف والعزة، والتي ستستمر حتى تحقيق مطالبهم العادلة.
وتابع: نحن عصيون على العزل والإنكسار، وإرادتنا صلبة، وقد إختبرها الاحتلال مراراً وتكراراً ولم يفلح بكسرنا أوترويضنا، وبقينا ثائرين على الذل والقيد.
وتابع: إن رهاننا هو عليكم وعلى دعمكم، ووقفتكم، ومساندتكم لهذا الإضراب وهذه المعركة، معركة الكل الفلسطيني من أجل الحرية والكرامة.
واكد البرغوثي يأتي هذا الإضراب للتصدي لسياسات الاحتلال الغاشمة المستمرة والمتصاعدة ضد الأسرى وذويهم. وإننا نؤكد على قرارنا على خوض هذه المعركة مهما كان الثمن، ولا شك لدينا أن أسرى فلسطين قادرون على الصمود والثبات والإنتصار، ويتشرفون بالإنتماء لهذا الشعب العظيم، صاحب المخزون النضالي الذي لا ينضب، كما يفتخرون بالتضحية من أجل هذا الوطن، مؤمنون بحتمية النصر.
وأضاف: إن الإستعمار الإسرائيلي يحاول من خلال الاعتقال اليومي الذي يطال آلاف الفلسطينيين سنوياً وعلى مدار سنوات الاحتلال، يحاول استنزاف الشعب الفلسطيني وشلّ قدرته على النضال ضد احتلال وحشي يستبيح مقدساتنا ومدننا وقرانا ومخيماتنا ويستبيح مدينة القدس الشريف، ويعتقل العشرات يومياً، ويخضع المعتقلين للتعذيب والتحقيق القاسي، ويلفق لهم لوائح اتهام، ويصدر بحقهم الأحكام الجائرة في المحاكم العسكرية والمدنية غير الشرعية والظالمة، ويمارس سياسة تشّكل انتهاكاَ جسيماَ للقانون الدولي وجرائم يجب مساءلة ومعاقبة المسؤولين عنها.
واكد: إنّ شعبنا الفلسطيني ما زال في مرحلة تحرّر وطني، وقضية الأسرى كانت تشكّل بالنسبة لكل حركات التحرّر عبر التاريخ أولوية قصوى، وقضية مركزية لا يمكن تجاوزها أو التغاضي عنها. إنّ حرية الأسرى تؤسس لحرية شعبنا، ويجب أن يكون الإلتفاف الوطني حول قضيتهم من القيادة والفصائل وشعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده التفافاً مستمراً، حتى تحقيق حريتهم كافة، والشعب الفلسطيني لديه طاقات عظيمة واستعداد كفاحي ونضالي وروح فدائية لم ولن تنطفىء أبداً وقادرة على تحقيق المعجزات.
واردف: إنني منذ التحاقي طفلاً بهذا النضال الوطني قد أوفيت بقسمي لهذا الشعب العظيم، وأنا لا اؤمن بأنصاف الإنتماء ولا أنصاف المواقف. إن مقاومة الاستعمار الصهيوني وتحقيق الحرية هو قيمة عليا آمنت بها، وسأواصل والأسرى وشعبي هذه المسيرة حتى النصر، لقد قدم أسرانا حريتهم دفاعاً عن حرية شعبهم وانتصروا لقضيتهم وشعبنا وأمتنا، وأحرار العالم منحازون للمناضلين الذين يضحون في سبيل الحرية وفي سبيل أنبل وأعدل قضايا العصر، وهي قضية فلسطين وحقوق شعبها.
واضاف: اتقدم بتحية الاعتزاز والتقدير للشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، وأجدد العهد والقسم أن نواصل مسيرة الحرية والعودة والإستقلال والكرامة، وأدعوهم إلى الوحدة والتلاحم ورفع صوتهم عالياً لإنهاء الإنقسام الأسود، وإنجاز الوحدة الوطنية وحشد الطاقات وإطلاق أوسع حركة عصيان وطني ومدني شاملة في وجه هذا الإحتلال الإستعماري والأبرتهايد.
وتابع: إننا على ثقة ان وفاء الأسرى لبلادهم وشعبهم ووطنهم سيقابل بالوفاء، وان هذه المعركة هي جزء لا يتجزأ من معركة شعبنا من أجل الحرية والكرامة ولشعبنا موعد مع الحرية ولنا لقاء قريب.”
وفي كلمة عن اهالي الاسرى اكد محمود زيادة على اهمية نصرة قضية الاسرى في معركتهم وتلا قسم الوفاء للاسرى الذي ردده خلفه المتضامنون كما القى رئيس هيئة الاسرى والمحررين عيسى قراقع قصيدة الحرية للشاعر سميح القاسم تلاها قصيدة للشاعر المتوكل طه.
وشارك الفنانان محمد عساف ووليد عبد السلام بوصلة فنية وطنية، إضافة إلى مشاركة أطفال برسومات رسموا عليها لوحات تعبيرية تضامنا مع الأسرى، إضافة إلى عرض مسرحي من فرقة الشهب للفنون القتالية.
 
 

أضف تعليقك