ترمب يدعو فلسطين وإسرائيل لتقديم تنازلات
 
 
ترمب يدعو فلسطين وإسرائيل لتقديم تنازلات
 
 

الراي – الاردن

 أ ف ب – دعا الرئيس الاميركي دونالد ترمب أمس في القدس المحتلة الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني الى تقديم تنازلات من اجل السلام واتخاذ «القرارات الصعبة» التي يترتب عليها الامر.

وقال ترمب في خطاب ألقاه في متحف اسرائيل بحضور رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ومسؤولين آخرين في الحكومة الاسرائيلية «صنع السلام لن يكون سهلا».

وبحسب ترمب، فإن «الجانبين سيواجهان قرارات صعبة. ولكن مع التصميم والتنازلات والاعتقاد بأن السلام ممكن، يستطيع الاسرائيليون والفلسطينيون التوصل الى اتفاق».

وتعهد ترمب مرة اخرى بأنه «ملتزم شخصيا» بمساعدة الجانبين على التوصل الى اتفاق لانهاء الصراع المستمر منذ قرابة 70 عاما.

ولكنه لم يقدم اي تفاصيل حول خططه لتقديم محادثات السلام، او كيف سينجح حيث فشل الرؤساء الاميركيون الذين سبقوه.

ولم يأت ترمب في زيارته القصيرة التي استمرت لاقل من 30 ساعة، على ذكر حل الدولتين الذي يبقى المرجع الاساسي للاسرة الدولية لحل الصراع.

وجاء خطاب ترمب بعد لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس صباح أمس في مدينة بيت لحم، جنوب الضفة الغربية المحتلة.

وحول هذا، قال ترمب «اجتمعت هذا الصباح مع الرئيس عباس وبامكاني ان اقول لكم ان الفلسطينيين مستعدون للوصول الى السلام».

وتابع «اعلم انكم سمعتم هذا من قبل. ولكن اقول لكم- هذا ما اقوم به- انهم مستعدون للوصول الى السلام. وفي لقائي مع صديقي العزيز بنيامين (نتانياهو)- استطيع ان اقول لكم انه ايضا (يريد) الوصول الى السلام».

وجهود السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين متوقفة بالكامل منذ فشل المبادرة الاميركية حول هذا الموضوع في نيسان 2014.

وتضمن الخطاب ايضا بعض المقاطع التي دافع فيها ترمب بشدة عن الدولة المحتلة وتعهد بحمايتها من اعدائها، بما في ذلك ايران، التي اكد انها لن تقوم ابدا بحيازة سلاح نووي.

وتعهد ترمب ايضا بأن ادارته ستقف دائما بجانب اسرائيل، ما دفع بنتانياهو الى الوقوف ليصفق له.

وقبل الخطاب، زار ترمب وزوجته ميلانيا النصب التذكاري لإحياء ذكرى ضحايا المحرقة اليهودية في القدس (ياد فاشيم)، ووضع اكليلا من الزهور قبل ان يلقي كلمة مقتضبة.

وغادر ترمب بعد ظهر أمس الى روما.

وكانت فلسطين المحتلة هي المحطة الثانية في الجولة الاولى التي يقوم بها ترمب ، بعد ان زار السعودية ليومين ودعا فيها قادة العالمين العربي والاسلامي الى مواجهة الارهاب.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس كرر مرة اخرى تمسكه بحل الدولتين كسبيل وحيد لحل النزاع الفلسطيني-الاسرائيلي.

وقال في مؤتمره الصحافي الذي عقده مع ترمب في بيت لحم «نؤكد لكم مرة أخرى على موقفنا باعتماد حل الدولتين على حدود 1967، دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش جنبا الى جنب مع إسرائيل في أمن وأمان وحسن الجوار».

واكد الرئيس الفلسطيني ان «مشكلتنا الحقيقية مع الاحتلال والاستيطان وعدم اعتراف إسرائيل بدولة فلسطين، كما اعترفنا بها، الأمر الذي يقوض تحقيق حل الدولتين».

ويبقى حل الدولتين، أي وجود دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية تتعايشان جنباً إلى جنب بسلام، المرجع الاساسي للاسرة الدولية لحل الصراع.

وبحلول عام 2017، يمر خمسون عاما على احتلال اسرائيل للاراضي الفلسطينية وبدء الاستيطان فيها.

وخلال حملته الانتخابية، تعهد ترمب بنقل السفارة من مدينة تل ابيب الى القدس، والاعتراف بالمدينة «كعاصمة موحدة لدولة اسرائيل».

ويبدو ان ترمب تراجع عن موقفه بعد تحذيره من عواقبها احتمال إشعالها اضطرابات. ويفترض به اتخاذ قرار في هذا الشأن بحلول الاول من حزيران المقبل.

وتعد الحكومة التي يتزعمها بنيامين نتانياهو الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، وتضم مؤيدين للاستيطان دعوا منذ تولي ترمب الرئاسة إلى إلغاء فكرة حل الدولتين وضم الضفة الغربية المحتلة.

وتأتي زيارة ترمب على خلفية توتر متواصل منذ أشهر في اسرائيل والاراضي الفلسطينية تتخللها مواجهات وعمليات طعن وقتل ارتفعت حصيلتها الاثنين الى 266 شهيداً فلسطينيا. كما قتل 41 اسرائيليا واميركيان واردنيان وإريتري وسوداني وبريطاني، بحسب تعداد اعدته فرانس برس.

واعلنت الشرطة الإسرائيلية أمس جرح فلسطيني بالرصاص بعدما حاول طعن شرطي من حرس الحدود الاسرائيلي في مدينة نتانيا داخل اسرائيل.

 
 

أضف تعليقك