السيطرة على ميزانية رمضان، فشل في أغلب الأوقات
 
 
السيطرة على ميزانية رمضان، فشل في أغلب الأوقات
 
 
رزان المجالي

بين تكاليف الطعام والشراب في رمضان ،والتجهييز للعيد من بعده واعداد الولائم ، عادة ما تعاني ميزانية الاسر من ضغوط كبيرة تجعلها قابلة للانفجار إذا لم يتم التخطيط المسبق لها.

« سعد القواسمي « يلاحظ ان راتبه في شهر رمضان ، عادة ما ينتهي في الاسبوع الاول (…) ليستعد للاستدانة من اصدقائه ، حيث يستبعد امكانية اجراء اي تغيير أو تخفيض على مصروفه خلال رمضان حيث يقول: « لا يمكن الاقتراب من بنود الطعام والشراب والولائم في هذا الشهر .

القواسمي يقول: لا يمكنني قتل فرحةابنائي بشراء مستلزمات العيد لهم ، فمهما حاول الشخص التوفير إلا انه لا بد له من الاستدانة لقضاء هذا الشهر على أتم وجه حيث أن رمضان لا يأتي إلا مرة واحدة في السنة.

من جانبها تقول ربة المنزل «ام سند « : من الطبيعي أن يزداد المصروف في هذا الشهر الفضيل خاصة مع تفنن المحلات الكبرى في العروض الرمضانية والتي تشجع على الشراء بدون عقل أحياناً ، وفي احيان كثيرة لا يتم استهلاك إلا نصف الكمية من المواد التموينية التي تم شراؤها». وتعترف انها فشلت مرات كثيرة في الالتزام في ميزانية معينة حيث تقول:»لا أحد يستطيع أن يسيطر على ميزانية بيته في شهر رمضان، وهناك سبب مهم ساهم هذا العام في ارتفاع الميزانية الخاصة بشهر رمضان حيث أن أسعار معظم السلع ارتفعت بشكل كبير، والناس جميعهم يشكون من ارتفاع الأسعار فما بالك بشهر رمضان الذي يكون فيه الشراء أضعاف أي شهر آخر؟

ومن وجهة رأيها تقول» سوسن مراد « : « أنا أختلف مع الذين يصفون الأمر بأنه مجرد إسراف وتبذير يحدث في شهر رمضان، بل أنا أرى الأمر من زاوية أخرى، حيث أن شهر رمضان يعتبر مناسبة مهمة يريد الكثيرون من خلالها إبراز القيم الاجتماعية الجميلة في حياتهم مثل الكرم والخير والتمسك بالعادات والتقاليد التي يتميز بها شهر رمضان الكريم. لكن ما يحدث أننا لا نملك مهارة وضع ميزانية سليمة وواقعية توفق بين دخلنا وبين مستويات إنفاقنا. ونحن لا نفعل ذلك في كل شهور العام فما بالك بشهر رمضان الذي يزيد فيه الإنفاق بشكل كبير قد يفوق مستوى دخل بعض الأسر أحيانا؟

وتلقي « رولا حامد « اللوم في ذلك على الحملات الدعائية حيث تقول:» إن الحملات الدعائية المنظمة والذكية التي تبدأ قبل قدوم شهر رمضان بأيام، وربما بأسابيع، تلعب دورا كبيرا في انتشار هذه الظاهرة، حيث يجري الترويج لعشرات من السلع والبضائع والكثير من العروض المغرية باعتبارها ماركة مسجلة في شهر رمضان فقط، ناهيك عن الأعمال الدرامية التي تصور شهر رمضان على أنه مجرد موائد للطعام تحفل بكل ما لذ وطاب فيتأثر بها البعض وهذا بدوره يؤثر على الميزانية ويخلخلها».

من جهتها تعمد بثينة عرار إلى اقتطاع مبلغ من كل الاشهر التي تسبق رمضان وتوفيرها لهذا الشهر ،لأنها ترى ضرورة لاقامة الولائم للاقارب في هذا الشهر. ومثلها تخطط « أم بسام « حيث أنه تشترك في جمعية سنوية لسد احتياجات رمضان والعيد.

وعلى عكسها ترى « رويدة حسن « أنها لا ترى في رمضان فرصة للاستهلاك الكبير ، حيث أنها تتفق مع زوجها بتجنب الاسراف في رمضان حيث أن الاطباق المقدمة على مائدة الافطار هي نفسها المقدمة في الايام العادية مع تقليل الكميات تجنباً للفائض الذي يذهب للقمامة دائماً».

وتضيف: على ربة البيت الاعتماد على يديها في صنع ما يحتاجه بيتها من مأكولات وحلويات ومشروبات، وكذلك عدم طبخ كميات كبيرة من الطعام تزيد عن الحاجة، وتجنب الإكثار من الأصناف المطهوة في الوجبة الواحدة، والاستفادة من بواقي الأطعمة، بدلاً من التخلص منها، مع وضع الطعام قدر الحاجة عند إعداد المائدة،حيث أنه ومن المفارقات أن الكثير من الأسر تلقي في سلة المهملات كميات كبيرة من الطعام تكفي لاطعام عشرات الفقراء والمساكين.

 
 

أضف تعليقك