الهـدنــة الدوليــة الإقـليـمـيـــة جـنـــوب سـوريــا تبــدأ اليــــوم
 
 
الهـدنــة الدوليــة الإقـليـمـيـــة جـنـــوب سـوريــا تبــدأ اليــــوم
 
 

عمان – الدستور

عواصم – ساد هدوء مشوب بالحذر محافظتي القنيطرة ودرعا جنوبي غربي سوريا بعد الإعلان عن الاتفاق الثلاثي الروسي- الأميركي -الأردني على دعم وقف إطلاق النار في المنطقة.

وأوضح المراسل أنه ورغم هذا الإعلان ووجود هدنة بالأصل معلنة من جانب الحكومة السورية انتهت  امس، فإن كلا من قوات الحكومة والمعارضة المسلحة تواصل حشد مقاتليها في عدد من جبهات القتال وخصوصا بمحيط مدينة البعث في محافظة القنيطرة.

ورفضت فصائل المعارضة السورية المسلحة في الجنوب التعليق على الاتفاق الجديد، وكانت هذه الفصائل قد خاضت معارك عنيفة منذ الإعلان عن اتفاق خفض التصعيد في شباط الماضي حيث صدت أكثر من هجوم لقوات الجيش السوري المدعومة بمقاتلين أجانب، والتي حاولت الوصول إلى الحدود السورية الأردنية، في حين نشرت المعارضة المسلحة أسماء العشرات من قتلى قوات الجيش السوري، وهو ما أثار استياء صفحات موالية للنظام بشأن حجم الخسائر البشرية لقوات النظام في معارك درعا.

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الاول الجمعة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترمب اتفقا على وقف لإطلاق النار في جنوبي غربي سوريا، أثناء أول لقاء بينهما على هامش قمة مجموعة العشرين في ألمانيا.

وقال لافروف للصحفيين إن خبراء من روسيا وأميركا والأردن اتفقوا في عمان على مذكرة تفاهم، وإن الهدنة ستبدأ منتصف اليوم الأحد، مشيرا إلى أن الشرطة العسكرية الروسية ستشرف على وقف النار بالتعاون مع الجانبين الأميركي والأردني.

ويشمل الاتفاق ثلاث محافظات هي: السويداء ودرعا والقنيطرة، علاوة على الأراضي المحتلة في الجولان السوري وفلسطين، وتضم أطرافا متصارعة هي قوات الحكومة السورية مدعومة بمليشيات إيرانية ومقاتلين من حزب الله، وفصائل المعارضة المسلحة المنضوية ضمن تسمية الجبهة الجنوبية التي قاطعت مؤتمر أستانا الأخير. ونقلت «رويترز» عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية قوله إن الاتفاق الجديد هو «خطوة أولى» نحو ترتيب أكبر.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إن وقف إطلاق النارفي جنوب غرب سوريا الذي تفاوضت عليه الولايات المتحدة وروسيا والأردن هو «خطوة أولى» نحو ترتيب أكبر.

وقال المسؤول الذي شارك في المفاوضات وطلب عدم نشر اسمه لوكالة «رويترز»: «إنها خطوة أولى نتصور بعدها ترتيبا أكبر وأكثر تعقيدا لوقف إطلاق النار، وترتيبا لعدم التصعيد في جنوب غرب سوريا. بالتأكيد أكثر تعقيدا من (إعلانات) هدنة سعينا للتوصل إليها في الماضي».

وأضاف المسؤول أن المزيد من المناقشات ستحدد جوانب حاسمة في الهدنة، ومنها من سيتولى مراقبتها، مشيراً إلى «نشر محتمل لقوات مراقبة».

وأعرب المسؤول عن أمل الولايات المتحدة بأن يلتزم الجيش السوري باتفاق وقف إطلاق النار، متوقعاً أن «تستخدم روسيا نفوذها لضمان احترام إيران والقوات الموالية لها في سوريا وقف إطلاق النار».

وأوضح المسؤول أن هذه الهدنة «منفصلة عن الترتيبات التي تناقشها روسيا وتركيا وإيران في أستانا».

وفي سياق متصل، أقر دبلوماسي أميركي كبير في وزارة الخارجية لوكالة «فرانس برس» بأن الولايات المتحدة تبقى «متواضعة» و»واقعية» في أهدافها، نظراً إلى فشل عمليات وقف إطلاق النار السابقة التي تفاوضت واشنطن وموسكو بشأنها.

وأقر أيضاً بأن «سياق العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا صعب»، لكن «لدينا شعور ولديهم شعور بأنه إذا أردنا حلاً للنزاع السوري يجب علينا أن نكون منخرطين معا».

وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف أعلن أن الرئيسين فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب، اتفقا على وقف إطلاق النار في أجزاء من سوريا، اعتباراً من اليوم (الأحد.

وقال لافروف «، اتّفق خبراء روس وأميركيون وأردنيون على مذكرة تفاهم لإقامة منطقة خفض تصعيد» في درعا والقنيطرة والسويداء.

وأكد أن «وقفاً لإطلاق النار سيُطبّق في هذه المناطق ابتداءً من ظهر اليوم بتوقيت دمشق».

وقال لافروف إن قوات الشرطة العسكرية الروسية ستشرف على وقف النار «بالتنسيق مع الأردنيين والأميركيين».

بدوره رحّب وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، بالاتفاق قائلاً «إنه المؤشر الأول إلى أن الولايات المتحدة و روسيا قادرتان على العمل معاً في ما يتعلق بسوريا».

وتابع: «إننا نبحث مع روسيا والأردن تفاصيل القوات في مناطق خفض التوتر»، مضيفاً: «لم نقرر بعد كيفية رحيل الرئيس بشار الأسد، ولكن هذا سيحدث خلال المرحلة الانتقالية. لا نرى دوراً طويل الأمد لعائلة الأسد في سوريا».

وأمل الوزير الأميركي أن «نتمكن من توسيع اتفاق وقف النار ليشمل مناطق أخرى في سوريا».

من جانبه فقد أعلن وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني أنه تم الاتفاق بين الأردن والولايات المتحدة وروسيا على ترتيبات لدعم وقف إطلاق النار في جنوب غربي سوريا، يعمل به اعتباراً اليوم الأحد.

وقال المومني في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إنه ووفقاً لهذه الترتيبات سيتم وقف إطلاق النار على طول خطوط تماس اتفقت عليها قوات الحكومة السورية والقوات المرتبطة بها من جانب، وقوات المعارضة السورية المسلحة.

واتفقت الأطراف الثلاثة على أن يكون وقف النار هذا خطوة باتجاه الوصول إلى خفض دائم للتصعيد في جنوب سوريا، ينهي الأعمال العدائية ويعيد الاستقرار ويسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى هذه المنطقة المحورية في سوريا.

وخلص المومني إلى أنّ «الدول الثلاث أكدت أن هذه الترتيبات ستسهم في إيجاد البيئة الكفيلة بالتوصل الى حل سياسي دائم للأزمة، كما أكدت التزامها العمل على حل سياسي عبر مسار جنيف وعلى أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2254) وبما يضمن وحدة سوريا واستقلالها وسيادتها».وكالات

 
 

أضف تعليقك