الأمم المتحدة: تداعيات عملية تحرير الموصل فاقت أسوأ التوقعات
 
 
الأمم المتحدة: تداعيات عملية تحرير الموصل فاقت أسوأ التوقعات
 
 

عمان – الدستور

بغداد – نيويورك – أعلنت الأمم المتحدة أن التداعيات الإنسانية لعملية تحرير مدينة الموصل العراقية من قبضة تنظيم «داعش» فاقت أسوأ توقعات المنظمة.

وقالت المنسقة الأممية للمساعدة الإنسانية للعراق، ليز غراندي، في مؤتمر صحفي عقدته حول هذا الموضوع، إن الأمم المتحدة أعدت، خلال التخطيط لعمليات تقديم المساعدات الإنسانية لسكان الموصل في حزيران من العام الماضي، 3 سيناريوهات لهذه الحملة، وهي الأرجح، والأحسن، والأسوأ.

وأوضحت غراندي: «قلنا آنذاك إن لا أكثر من 450 ألف مواطن قد يتركون المدينة حال تحقق «السيناريو الأرجح»، فيما تحدث «السيناريو الأسوأ» عن انعكاسات العملية على حوالي مليون شخص سيغادر 750 ألفا منهم بيوتهم، لكن في الحقيقة لقد تم تجاوز السيناريو الأسوأ مع اقتراب نهاية الأعمال القتالية بصورة ملموسة، حيث فر من الموصل 940 ألف شخص».

وأشارت المسؤولة الأممية إلى أن عدد الأشخاص، الذين ما زالوا يعتبرون نازحين حتى هذا اليوم، يصل إلى حوالي 710 آلاف شخص، غالبتهم فارون من الجانب الغربي للموصل، مبينة أن 320 ألف مواطن تم إيواؤهم في مخيمات النازحين، فيما يقيم 390 ألفا آخرين في بيوت أقربائهم أو أصدقائهم وفي الآماكن العائدة للمساجد والمؤسسات الحكومية.

وشددت غراندي على أن المهمة الأساسية تكمن حاليا في تقديم مساعدات إنسانية للسكان الموجودين في منطقة الموصل القديمة التاريخية، التي شهدت أعنف الأعمال القتالية خلال الحملة، وأوضحت أن مئات الأشخاص من الممكن أنهم لا يزالون هناك، مشيرة إلى أن 12 ألف شخص، غالبيتهم من المسنين والمرضى، تم إخلاؤهم من هذه الأراضي خلال الأسابيع الماضية.

وقد تعرضت الموصل لتدمير يكاد يكون شاملا في بناها التحتية والفوقية، وممتلكات المدنيين والمؤسسات الحكومية خلال المعارك، وفق مسؤولين محليين. وتعرضت البنى التحتية الأساسية، كمحطات الطاقة الكهربائية ومحطات المياه والمؤسسات الصحية والتربوية والأمنية، إضافة إلى ممتلكات المدنيين مثل المنازل والسيارات، لدمار يبلغ 80%، بحسب مسؤولين محليين.

وقال حسام الدين العبار عضو مجلس محافظة نينوى، إن «حجم الدمار في البنى التحتية كبير، خصوصا في الجانب الغربي للموصل.. مثلا توجد 4 مستشفيات رئيسة في الجانب الغربي دمرت 3 منها بشكل كامل، بينما تعرضت الرابعة إلى تدمير جزئي». وأوضح العبار أنه «جرى تدمير شبكة الأنابيب الناقلة للمياه الصالحة للشرب في الجانب الغربي للموصل، إضافة إلى تدمير محطة الكهرباء الرئيسة في الجانب الغربي أيضا، والتي كانت تؤمن الطاقة الكهربائية لهذا الجانب، ولأجزاء من الجانب الشرقي، وهي تحتاج إلى قرابة 50 مليون دولار أمريكي لإعادتها إلى العمل».  وتابع أن «نسبة الدمار في الأبنية المدرسية بلغت 25%، أما ممتلكات المدنيين المدمرة من منازل وسيارات فهي بالآلاف، وتحتاج إلى مبالغ طائلة (لم يحددها) لدفع تعويضات إليهم مقابل هذه الخسائر». ولفت المسؤول إلى أن «الدمار شمل أيضا المرافق الاقتصادية، وتعرضت المراكز التجارية الرئيسة والمناطق الصناعية إلى دمار بنسبة 100%».

وأوضح أن «مجلس محافظة نينوى حدد ميزانية تبلغ 750 مليار دينار عراقي (نحو 625 مليون دولار أمريكي) لإعادة إعمار سريع للبنى التحتية الأساسية»، في إشارة إلى مرافق المياه والكهرباء والطرقات والصرف الصحي والمؤسسات الحكومية. وإزاء حجم الدمار الكبير الذي تعرضت له الموصل، وضعت الحكومة العراقية خططا لإعادة الإعمار تمتد إلى عشر سنوات بداية من العام المقبل. وقدرت التكاليف بحوالي 100 مليار دولار، وفق ما صرح به للأناضول المتحدث باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي. وإضافة إلى البنى التحية وممتلكات الكثير من المدنيين، دمرت متفجرات «داعش» عددا من أبرز معالم الموصل، منها: جامع النبي يونس، إضافة إلى الجامع الكبير المعروف باسم جامع النوري، ومئذنته الأثرية المعروفة بالحدباء. (وكالات).

 
 

أضف تعليقك