تصاعد التوتر والمواجهات فـي القدس
 
 
تصاعد التوتر والمواجهات فـي القدس
 
 

 

عمان – الدستور

 

 

فلسطين المحتلة – تحولت الصلوات في الشوارع المؤدية إلى بلدة القدس القديمة أو في أزقتها، إلى مشهد معتاد في المدينة التي لطالما غضب سكانها من التدخلات الإسرائيلية المتواصلة في شؤون المسجد الأقصى، والقيود التي فرضتها على دخول المصلين إليه. فما أن ينطلق نداء «الله أكبر» من مآذن المسجد الأقصى حتى يصطف عشرات، وفي أحيان أخرى مئات من المصلين رجالا وأطفالا ونساء لأداء الصلوات، ولكن هذه المرة في الشوارع القريبة.
ومنذ الأحد الماضي، لا ينضب تدفق المصلين إلى منطقة باب الأسباط في الجدار الشمالي للمسجد الأقصى، أو باب المجلس في الجدار الغربي للمسجد ليلا أو نهارا. وتبدأ الصلوات في ساعات الفجر بمشاركة العشرات، وتزداد شيئا فشيئا في صلوات الظهر والعصر والمغرب، وتكون الذروة في صلاة العشاء حيث يصل مئات من المصلين.
وبموازاة هذا الحراك الذي يكتسب زخما تدريجيا منذ ظهر الأحد، فإن شرطة الاحتلال الإسرائيلية تدفع مئات من عناصرها إلى محيط المسجد الأقصى وبوابات البلدة القديمة وأزقتها.

 

وكانت مسارعة شرطة الاحتلال إلى تثبيت بوابات فحص إلكترونية على المداخل الخارجية لبوابتي الأسباط والمجلس السبت، وتوسعها لتشمل باب السلسلة في الجدار الغربي للمسجد، قد فجّرت غضبا فلسطينيا جديدا. فبينما أصرت الشرطة على وجوب مرور المصلين من خلال هذه البوابات، رد المصلون بالإصرار على تمسكهم بالدخول إلى المسجد دون قيود.
وحسمت «المرجعيات الإسلامية» في مدينة القدس موقفها في بيان أصدرته برفض البوابات الإلكترونية، ودعت المصلين لأداء الصلاة في أقرب نقطة من المسجد الأقصى يتمكنون من الوصول إليها. ووقّع على البيان عبد العظيم سلهب رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية، وعكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا، ومحمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية، وواصف البكري القائم بأعمال قاضي القضاة.
ولا تزال عائلات الشهداء الثلاثة في أم الفحم، محمد أحمد محمد جبارين (29 عاما)، محمد حامد عبد اللطيف جبارين (19 عاما) ومحمد أحمد مفضل جبارين (19 عاما)، تجهل موعد تسليمها جثامين أبنائها لتشييعهم ومواراتهم الثرى، على الرغم من مرور أربعة أيام على استشهادهم واحتجازهم في الثلاجات.
ولم تبلغ شرطة الاحتلال الإسرائيلية ذوي الشبان الثلاثة، بأي معلومة حول موعد تسليم جثامينهم، في حين تواصل دهم المنازل والتفتيش والتحقيق بعدما قامت تفكيك خيم العزاء التي كانت قد نصبت فور علم الأهالي بتفاصيل ما حدث من جهات خارجية. وتسود أم الفحم لليوم الرابع على التوالي، حالة من الترقب والتوتر، في أعقاب العملية الاستشهادية في المسجد الأقصى بالقدس المحتلة، يوم الجمعة الماضي. وتلقى العديد من الشبان دعوات للتحقيق من قبل جهاز الأمن العام «الشاباك»، فيما اعتقلت الشرطة بعض الشباب واستصدرت حظرا للنشر على كل ما يتعلق بتفاصيل الأحداث الذي شهدها الحرم القدسي.
وأصيب 20 فلسطينيًا في بلدة «العيزرية» شرق مدينة القدس المحتلة، خلال مواجهات، مساء الإثنين، مع قوات الجيش الإسرائيلي قرب جدار الضم والتوسع العنصري. وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأنها تعاملت مع 15 إصابة اختناق بالغاز، و4 إصابات بالرصاص المطاطي، إضافة إلى جريح جراء السقوط خلال المواجهات مع قوات الاحتلال.
وتزامنت هذه المواجهات مع أخرى أصيب فيها عشرات الفلسطينيين، في مواجهات اندلعت عند بوابة الأسباط، إحدى بوابات المسجد الأقصى، بين شرطة الاحتلال ومعتصمين فلسطينيين، منذ الأحد، يرفضون المرور إلى الأقصى عبر بوابات الفحص إلكترونية، التي ثبتتها شرطة الاحتلال على بعض مداخل المسجد في مدينة القدس المحتلة. وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان بأن من بين المصابين الأمين العام لحركة «المبادرة الوطنية الفلسطينية» مصطفى البرغوثي، وقد أصيب برصاصة مطاطية في رأسه، نقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج.  وأضافت الجمعية أنه تم نقل 6 مصابين آخرين إلى المستشفى لتلقي العلاج، فيما تمت معالجة باقي المصابين ميدانيًا.
في سياق آخر، قال مكتب إعلام الأسرى إن وحدات أمنية تابعة لإدارة السجون الاسرائيلية، اقتحمت صباح أمس قسم 4 في سجن النقب، وقامت بالتفتيش والتخريب والتنكيل بالأسرى. وذكر المكتب «أن وحدات القمع الإسرائيلية نقلت كافة أسرى قسم 4 بسجن النقب، وعددهم 120 أسيراً الى قسمي 3 و10». ويضم القسم 100 أسير من حركة حماس و20 أسيراً من الجهاد الإسلامي. وتتعرض أقسام سجن النقب بشكل دوري ومستمر لعمليات قمع من الوحدات الإسرائيلية التي تنكل بالأسرى وتفاقم من معاناتهم وظروف اعتقالهم.(وكالات).

 
 

أضف تعليقك