اتساع دائرة المواجهات على مداخل الأقصى
 
 
اتساع دائرة المواجهات على مداخل الأقصى
 
 

عمان – الدستور

توسعت دائرة المواجهات بين مئات المعتصمين على مداخل المسجد الأقصى وقوات الاحتلال لتشمل العديد من حارات البلدة القديمة من القدس المحتلة، فيما اعتصم آلاف المصلين عند باب الأسباط المؤدي للمسجد الأقصى للتعبير عن رفضهم لإجراءات سلطات الاحتلال بتركيب بوابات إلكترونية عند مداخل المسجد.

وشهدت أزقة البلدة القديمة من المدينة مواجهات عنيفة بعد اعتداء قوات الاحتلال على العديد من المصلين خلال تأديتهم لصلاة العشاء على العديد من أبواب الأقصى بالضرب والرصاص المعدني المغلف بالمطاط والقنابل الصوتية ما أدى لإصابة عدد منهم، كما جرى الاعتداء على عدد من المسعفين والصحفيين ما أدى لإصابة عدد منهم، بينهم الصحفية لطفية عبد اللطيف.

وعند باب الأسباط المؤدي للمسجد الأقصى، ذكرت مصادر في الهلال الأحمر الفلسطيني أن 14 شخصا من المعتصمين أصيبوا برصاص الاحتلال المطاطي وجرى نقلهم لمستشفى المقاصد، منها إصابة خطيرة جدا من مواجهات اندلعت عند باب الأسباط مع آلاف المعتصمين. وهتف آلاف المعتصمين عند باب الأسباط بهتافات تمجد الشهداء وتدعو للثبات في وجه الاحتلال وممارساته منها «الثبات .. الثبات.. لا لا للبوابات»، «من الصباح للرباح .. أسد الأقصى اسمه مصباح»، «اضرب اضرب تل أبيب». كما اعتقلت قوات الاحتلال العديد من الشبان، وأبعدتهم عن مداخل الأقصى، خلال مشاركتهم في الاعتصامات الجارية، ومحاولتهم منع قوات الاحتلال من الاعتداء على النساء المعتصمات على المداخل. ويعتصم عشرات المصلين عند أبواب المسجد الأقصى للتعبير عن رفضهم لإجراءات قوات الاحتلال بتركيب العديد من البوابات الإلكترونية على أبواب الأقصى لإخضاع المصلين للتفتيش الدقيق قبل دخولهم للمسجد.

وأصيب خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري، مساء الثلاثاء، برصاصة مطاطية أطلقتها قوات الاحتلال الإسرائيلية لتفريق مواطنين فلسطينيين عند باب الأسباط. وأطلق الجيش الإسرائيلي الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع على المحتجين الفلسطينيين أمام باب الأسباط بالقدس في محاولة لتفريقهم وتشتيتهم.

ويعتصم الفلسطينيون عند باب الأسباط لليوم الثالث على التوالي، احتجاجا على وضع السلطات الإسرائيلية بوابات إلكترونية على مداخل المسجد، والأسباط هو أحد أبواب البلدة القديمة في القدس ولا يبتعد عن المسجد الأقصى سوى 50 مترا.

وكان خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري أكد قبل إصابته أن البوابات الإلكترونية تتعارض مع حرية العبادة، وأن إسرائيل تدعي أنها تدير الأقصى وهذا أمر مرفوض، مشددا على أن الأقصى للمسلمين وإدارته يجب أن تكون للمسلمين فقط.

بدوره، قال الشيخ عزام الخطيب مدير عام أوقاف القدس، إن موظفي الأوقاف الإسلامية المسؤولة عن الموقع ما زالوا يرفضون الدخول لأداء عملهم في المسجد، مع الإجراءات الأمنية الإسرائيلية. وقال الخطيب «لن ندخل من هذه البوابات (الإلكترونية) المرفوضة إسلاميا ودينيا وأخلاقيا.. هذا هو موقفنا وسوف نبقى عليه حتى تزال هذه البوابات».

في السياق، كشف وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد إردان أن سلطات بلاده نسقت مع دول عربية لنصب البوابات الإلكترونية قبالة المسجد الأقصى، فور وقوع الاشتباك. ولم يوضح إردان في حديثه لإذاعة الجيش، هوية الدول المعنية، لكن تصريحاته تزامنت مع ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية عن وجود اتفاقات سعودية إسرائيلية حيال الإجراءات الأمنية ونصب البوابات الإلكترونية في المسجد.

وجدد عشرات المستوطنين اقتحاماتهم للمسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية صباح أمس بحراسة عناصر من الشرطة الإسرائيلية، في الوقت الذي يستمر التوتر الشديد في المدينة إثر تركيب بوابات فحص إلكترونية على بوابات المسجد. وقال فراس الدبس مسؤول الإعلام في إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس إن ما يزيد على 36 مستوطنا اقتحموا المسجد صباح أمس.

كما اعتقل جيش الاحتلال 11 فلسطينيا في الضفة الغربية. وقال الجيش إنه اعتقل الفلسطينيين بشبهة «الضلوع بنشاطات إرهابية شعبية». وأشار الجيش إلى أن الاعتقالات تركزت في قريتي سالم وشوفيا (شمال)، وقرى دورا القرع، دير أبو مشعل، دير غسانة والنبي صالح (وسط) ومدينة الخليل وقريتي بيت أمّر ومراح رباح (جنوب).

إلى ذلك، أفرجت السلطات الإسرائيلية، مساء الثلاثاء، عن الطفل كريم عمران حسين (11 عاما) من عزون شرق قلقيلية، بعد قضائه ثلاثة أشهر في المعتقل، وتغريمه 5 آلاف شيقل. واعتقلت سلطات الاحتلال كريم، وهو أصغر أسير فلسطيني، منتصف نيسان الماضي، من بيته رفقة والده، إلا أنها أطلقت سراح أبيه بعد أسبوع. وذكرت عائلة الطفل كريم أن محكمة سالم الإسرائيلية حكمت على نجلهم بالغرامة والاكتفاء بالمدة التي قضاها في الحجز.

من جهة أخرى، أفادت الهيئة الفلسطينية لشؤون الأسرى والمحررين بأن النيابة العامة الإسرائيلية في القدس، طلبت الحكم على طفلين فلسطينيين بالسجن الفعلي لمدة 25 عاما، وفقا لاتهامهما بتنفيذ عملية طعن في القدس. وقالت الهيئة، في بيان إن الطفلين هما محمد عبيدات، ومحمد هلسة. وأضافت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن القضاء الإسرائيلي أصدر حكما على رفيق الطفلين المذكورين، محمد مشاهرة، بالسجن الفعلي 5 أعوام، علما أنهم معتقلون منذ تاريخ 20 أيار 2016. وستصدر النيابة الإسرائيلية قرار الحكم النهائي بحق الأطفال الثلاثة في 19 أيلول  القادم. وأدانت الهيئة الأحكام الإسرائيلية بحق الأسرى بشكل عام، وتحديدا بحق الأطفال، الذين يتعرضون لجرائم حقيقية من قبل القضاء الإسرائيلي الموجه والملتزم بأوامر الشاباك الإسرائيلي، مؤكدة أن هذه الأحكام الرادعة لن تثني الشعب الفلسطيني والأطفال عن مواصلة النضال حتى الحرية والاستقلال.

سياسيا، ذكر نص حوار جرى بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن نتنياهو أبدى شكوكه بشأن جهود الولايات المتحدة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. وحصلت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية على نص لجزء من الحوار الذي أجراه نتنياهو مع ماكرون خلال لقائهما لأول مرة في باريس يوم الأحد.

وعندما قال ماكرون إن فرنسا تدعم جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الهادفة لإعادة الإسرائيليين والفلسطينيين مرة أخرى إلى المفاوضات رد نتنياهو قائلا: «سيكون من الصعب دفع المبادرة الأمريكية بسرعة. لست متأكدا هل سيستطيع أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) الوفاء بالتزاماته وذلك لأسباب سياسية داخلية». وأكد مسؤولون إسرائيليون فحوى النص المكتوب بالفرنسية لكن لم يدل مسؤولون فرنسيون بتعليق حتى الآن.

وقال نتنياهو إن إسرائيل لديها كل النية للعمل مع الأمريكيين لكنها تفضل نهجا مختلفا. وقال «أفضل عملية موازية مع الدول العربية في نفس الوقت مع العملية مع الفلسطينيين» في إشارة إلى فكرة إبرام اتفاق مع الدول العربية يتماشى مع المبادرة العربية.(وكالات).

 
 

أضف تعليقك