الجيش السوري يوسع سيطرته على الغوطة الشرقية مع تجدد الحرب بين المسلحين
 
 
الجيش السوري يوسع سيطرته على الغوطة الشرقية مع تجدد الحرب بين المسلحين
 
 

عمان – الدستور

عواصم – لا يزال الوضع في غوطة دمشق الشرقية صعبا للغاية بالرغم من استمرار مفعول سريان مذكرة تخفيف التوتر في سوريا، وذلك بسبب تجدد المواجهات الدموية بين فصائل مسلحة تنشط في المنطقة.
وتتضارب معلومات صادرة عن أطراف النزاع المستمر في الغوطة الشرقية منذ نيسان المنصرم بين «هيئة تحرير الشام» («جبهة النصرة») و»حركة أحرار الشام الإسلامية» من جهة و»فيلق الرحمن» و»جيش الإسلام» من جهة أخرى. وأفاد «جيش الإسلام» الثلاثاء أن مسلحيه سيطروا على كتل واسعة من مزارع الأشعري، علاوة على مسجد ومدرسة في المنطقة، ويلاحقون فلول جبهة النصرة «لتخليص الغوطة الشرقية وأهلها من شر هذا التنظيم وخبثه».
في غضون ذلك، أعلن «فيلق الرحمن» عن شنه هجوما على مواقع لـ»هيئة تحرير الشام» وحركة «أحرار الشام» المتحالفة معها في بلدات كفربطنا وعربين ومديرا، وأكد نشطاء سوريون أن اشتباكات عنيفة تدور في محاور داخل مديرا، إذ تحاول «أحرار الشام» إحراز تقدم وتطالب «الفيلق» بتسليم المنشقين وإعادة أسلحتهم. ونقلت صحيفة «الوطن» عن مصادر محلية قولها إن جولة جديدة من الاقتتال في الغوطة بدأت مطلع الأسبوع الجاري بانشقاق نحو 250 عنصرا من «أحرار الشام» وانضمامهم إلى «فيلق الرحمن»، مما دفع «النصرة» إلى شن هجوم على مقرات «الفيلق» لإخراجه من كفربطنا.
وذكر النشطاء أن مسلحي «النصرة» أطلقوا من جانبهم النار على مئات المواطنين الذين خرجوا إلى شوارع في محيط مدينة عربين احتجاجا على تواجد «الهيئة» في المنطقة، دون ورود أنباء عن خسائر بشرية.
في الوقت نفسه، لا تزال الخلافات بين «الحليفين» قائمة إذ كذّب «فيلق الرحمن» تصريحات «جيش الإسلام» بشأن وجود تنسيق بينهما، متهما «الجيش» باستغلال مواجهاته مع «الهيئة» لبدء التقدم في منطقة الأشعري، خلافا لوعوده السابقة.

من جانبه، استفاد الجيش السوري من الوضع الذي يسود المنطقة لمتابعة تقدمه إلى مواقع لـ»النصرة» بحي جوبر ومنطقة عين ترما غير المشمولين باتفاق الهدنة، إذ استعاد سيطرته، بعد تمهيد صاروخي وجوي مكثف، على القطاع الأوسط والأبنية المرتفعة في عين ترما وعدة كتل موازية لطريق زملكا-جوبر، إضافة إلى عدد من الكتل على محور دوار المناشر وجحا في عمق حي جوبر، حسبما ذكرته صحيفة «الوطن».
أما بخصوص مناطق أخرى من البلاد، فنقلت مواقع معارضة عن «المجلس المحلي» في قرية أم باطنة شرق مدينة القنيطرة جنوب سوريا، أن 83 عائلة نازحة عادت إلى قراها، بعد تثبيت اتفاق وقف التصعيد في المنطقة. كما نقلت عن رئيس المجلس المدعو أبو علاء قوله: «إن قرابة 50 عائلة عادت إلى قرية الخالدية، و40 إلى قرية ممتنة، فيما عادت ثلاث عائلات فقط إلى أم باطنة، وذلك خلال شهر».
وفي هذه الأثناء، وعن مواقع المعارضة أيضا، نقلت «الوطن» أن انفجارا ضخما هز مستودعا مخصصا للمواد المتفجرة وتصنيع صواريخ «عمر» و»قذائف جهنم» يتبع للزمر المسلحة في حي درعا البلد في مدينة درعا جنوب البلاد، قتل على إثره سبعة مسلحين كحصيلة أولية، وأصيب العشرات بجروح خطيرة. في السياق، نشرت صفحات عديدة تابعة للمعارضة السورية في وسائل التواصل الاجتماعي، بيانا قالت إن وفدا مكلفا بالتفاوض عن ريف حمص الشمالي مع الجانب الروسي أصدره في أعقاب اجتماع مع عسكريين روس أمس الأول.
وأكد البيان «اتفاق الجانبين على صياغة مشروع اتفاق جديد لوقف التصعيد» شمال حمص. وذكرت صحيفة «الوطن» نقلا عن مصادر معارضة أن الاتفاق الجديد في ريف حمص الشمالي، جاء ليحل محل الاتفاق المعقود بوساطة مصرية نظرا لتقادم الأخير. وأشارت إلى أن البيان المتداول على مواقع المعارضة، أكد أن الوفد الذي تفاوض مع الروس ضم ستة أعضاء، وأن الجانبين اتفقا على «اعتبار اتفاق القاهرة قديما، وأجمعا على صياغة مشروع اتفاق جديد يحافظ على المبادئ الأساسية للثورة ويلغي أدوار كل الوكلاء الناشطين في الخارج، باستثناء المفوضين رسميا عن الهيئة العامة الممثلة للمنطقة المحررة». وأشار البيان إلى أن «الوفد المفاوض طرح فكرة دمج ملفات المناطق غير الخاضعة لسيطرة الجيش السوري في ملف تفاوضي واضح بداية بملف الغوطة الشرقية ودرعا وقد أبدى الوفد الروسي استعداده لذلك».
كما أشير في البيان إلى أن «الجانب الروسي أرسل قبل 3 ايام 12 سيارة محملة بالمواد الغذائية، التي رفضت «الهيئة» إدخالها نظرا لوجود أولويات أهم من عدة سيارات إغاثية، وأهمها الإفراج عن المعتقلين». بينما أعلن مركز حميميم الروسي للمصالحة في سوريا، أن عسكرييه أوصلوا أول دفعة من المساعدات الإنسانية إلى مدينة الرستن في ريف حمص الشمالي الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وأكد المركز أمس الأربعاء أن قافلة من الشاحنات المحملة بالسكر والطحين والحبوب والمعلبات، وصلت إلى المدينة المشمولة بمنطقة وقف التصعيد الثالثة في سوريا، مضيفا أن هذه المساعدات مخصصة لسكان المنطقة ومسلحي المعارضة وأهاليهم، وجرى توزيعها عند حاجز المدينة مباشرة.
وقتل 29 مدنياً بينهم 14 طفلاً على الاقل جراء غارات للتحالف الدولي بقيادة اميركية استهدفت مدينة الرقة السورية خلال الساعات الـ24 الاخيرة، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الثلاثاء.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس «تسببت الغارات التي نفذها التحالف الدولي منذ ليل الاثنين على مدينة الرقة بمقتل 29 مدنياً على الاقل، بينهم 14 طفلاً وتسع نساء». واشار الى ان بين القتلى «14 شخصا من عائلة واحدة» لافتاً الى ان حصيلة القتلى «مرشحة للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة».
ويدعم التحالف الدولي بغارات جوية ومستشارين على الارض الهجوم الذي تشنه قوات سوريا الديموقراطية التي تضم فصائل كردية وعربية داخل مدينة الرقة لطرد تنظيم داعش من معقله الابرز في سوريا. ودفعت المعارك منذ اندلاعها قبل شهرين عشرات الالاف من المدنيين الى الفرار من الرقة.
وينفي التحالف الدولي الذي ينفذ غارات ضد داعش في العراق وسوريا منذ صيف العام 2014 تعمده استهداف مدنيين في البلدين.
وفي تقريره الشهري الاخير الذي اصدره الجمعة، قدر التحالف ان «624 مدنيا على الأقل قتلوا بشكل غير متعمد في ضربات التحالف» منذ بدء عملياته العسكرية في البلدين. لكن المرصد السوري ومنظمات حقوقية تقدر ان العدد اكبر بكثير. ويكرر التحالف الاشارة الى انه «رغم اتخاذ كافة الاحتياطات والتزام قرار الضربات بقانون النزاعات المسلحة، تقع خسائر مدنية غير مقصودة للأسف».(وكالات).

 
 

أضف تعليقك