كردستان تحت تهديد الحصار
 
 
كردستان تحت تهديد الحصار
 
 

عمان – الدستور

عواصم – كردستان (العراق) – ذكر المجلس الأعلى لاستفتاء كردستان العراق أن نسبة المشاركة في عملية التصويت حول مسألة استقلال الإقليم وصلت، حتى الساعة 16:00 بالتوقيت المحلي، إلى 65%.

وقال مسؤول من المجلس في حديث لوكالة «نوفوستي» الروسية، أمس الاثنين «حتى الساعة 16:00 أدلى 65% من الناخبين بأصواتهم». وشدد المسؤول على عدم تسجيل أي انتهاكات حتى الآن في التصويت، التي من المتوقع أن تستمر حتى الساعة 18:00، علما بأن هذه العملية قد يتم تمديدها، بحسب  المجلس الأعلى للاستفتاء، في بعض المناطق التي يصعب الوصول إليها وكذلك في مراكز الاقتراع المتنقلة، لعناصر قوات «البيشمركة» الكردية.

وأوضح المجلس أن حق التصويت في الاستفتاء على استقلال كردستان العراق يمتلكه حوالي 5.2 ملايين ناخب، مشيرا إلى أن 6846 مركزا للاقتراع تم فتحها للمشاركين ، فيما جرى تشكيل 1737 لجنة انتخابية لمراقبة التصويت. ويشمل الاستفتاء أراضي محافظات أربيل والسليمانية ودهوك، التي تعتبرها سلطات كردستان العراق أراضي الإقليم، فضلا عن مناطق متنازع عليها في محافظات كركوك ونينوى وصلاح الدين. ويجيب المشاركون في الاستفتاء بنعم أو لا عن سؤال «هل تريد إقليم كردستان والمناطق الكردية خارج إدارة الإقليم أن تصبح دولة مستقلة؟»، وستعلن النتائج الأولية بعد 24 ساعة من إجراء التصويت.

ويتوقع أن تصدر نتيجة الاستفتاء الذي تشارك فيه ايضا محافظة كركوك المتنازع عليها بين بغداد وكردستان بعد اربع وعشرين ساعة من إقفال مراكز الاقتراع. وكان رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، من أوائل المقترعين في الاستفتاء، حيث أدلى بصوته في أربيل بعيد قليل من فتح مراكز التصويت أبوابها في الساعة 08:00.

وقال المرصد العراقي لحقوق الإنسان، أمس، إن السلطات الأمنية التابعة لإقليم كردستان مارست ضغوطا كبيرة على العوائل النازحة إلى كركوك من أجل المشاركة في الاستفتاء. وأضاف المرصد أن: «الأسايش طلبت من العوائل الرافضة للمشاركة في الاستفتاء، الخروج من المحافظة». ووفقا لشهادات من المرحلين، فإن: «ضغوطا كبيرة مورست عليهم من قبل الأسايش للتصويت لصالح الاستفتاء أو مغادرة كركوك». وبحسب شبكة الرصد، فإن: «أكثر من 250 عائلة خرجت خلال اليومين الماضيين من محافظة كركوك بعد رفضها المشاركة في الاستفتاء، والخروج بتظاهرة مؤيدة لمحافظها نجم الدين كريم الذي صوت مجلس النواب العراقي في 14 أيلول على إقالته». وقال المرصد العراقي لحقوق الإنسان، إنه تواصل مع 5 عوائل نزحت باتجاء قضاء العظيم التابع لمحافظة ديالى، وتحدثت عن ضغوط مورست عليهم من قبل قوات الأسايش لرفضهم المشاركة في الاستفتاء.

وأعلن قائد قوات البيشمركة الكردية الجنرال سيروان برزاني أن كردستان العراق لم تتلق مساعدة عسكرية من إسرائيل، مؤكدا أن تل أبيب تقدم دعما سياسيا لأربيل. وقال برزاني في حديث أدلى به لوكالة «نوفوستي»: «نمر الآن بحالة معقدة للغاية، إذ نشاهد اليوم المرحلة الانتقالية في تاريخ الأكراد. ولن ننسى أولئك الذين قدموا لنا دعما جديا. ومن بينهم إسرائيل. لا حدود لنا مع هذه الدولة ولا مجال جويا مشتركا، لذلك لا تصل أية مساعدة عسكرية منها، إلا أن هناك دعما سياسيا ومعنويا. ونحن ممتنون لرئيس الوزراء الإسرائيلي على هذه المساعدة».

وتبنى مجلس النواب العراقي جملة من القرارات لعرضها على الحكومة الاتحادية. ونقلت وكالة كونا الكويتية عن مصدر في الدائرة الإعلامية للبرلمان العراقي، أن من بين القرارات التي صوت النواب عليها مطالبة رئيس الوزراء حيدر العبادي بإعادة نشر الجيش العراقي في المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، بما فيها محافظة كركوك. وبحسب المصدر فإن قرارات مجلس النواب تتضمن كذلك غلق المنافذ الحدودية الخارجية مع إقليم كردستان العراق من جميع الاتجاهات. وطالبت الحكومة العراقية حكومة إقليم كردستان بتسليم المواقع الحدودية الدولية والمطارات ودعت الدول الأجنبية إلى وقف استيراد النفط من كردستان.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أمس الاثنين انه سيغلق قريبا الحدود البرية مع كردستان وهدد بوقف صادراته النفطية عبر تركيا. وقال اردوغان خلال منتدى في اسطنبول «هذا الاسبوع سنتخذ اجراءات. سنوقف حركة الدخول والخروج» عند معبر خابور الحدودي، مضيفا ان صادرات النفط من كردستان العراق ستتوقف حين تقوم تركيا «باغلاق الانبوب».

وأفادت صحيفة «ملييت» التركية أمس، بأن تدريبات الجيش التركي على الحدود مع العراق تجري لليوم الثامن على التوالي. وأشارت الصحيفة إلى أن التدريبات التي بدأت في 18 أيلول، تجري قرب معبر خابور الحدودي بمنطقة سيلوبي في محافظة شرناق التركية.

من جانبه، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن بلاده ستتدخل عسكريا في إقليم كردستان العراق دون تردد في حال استهداف التركمان هناك. وذكر جاويش أوغلو في حديث لقناة  A Haber التركية، أن أنقرة سبق أن قدمت دعما ملموسا لرئيس الإقليم الكردي مسعود بارزاني وهو «مدين لها»، مضيفا أن السياسة التي ينتهجها بارزاني مهدت الطريق أمام تفعيل أنشطة «حزب العمال الكردستاني» الذي تعتبره تركيا منظمة إرهابية. وحذر عميد الدبلوماسية التركية، رئيس إقليم كردستان من وجود أطراف كردية تدعم «بي كا كا» وتتهيأ لشن هجوم عليه.

من جهة أخرى يواصل الحرس الثوري الإيراني، مناوراته البرية قرب الحدود مع كردستان العراق. وعشية هذا الاستفتاء بدأت كل من إيران وتركيا مناورات عسكرية قرب الحدود مع الإقليم، كما أغلقت إيران مجالها الجوي أمام كافة الرحلات من كردستان.

وأغلقت إيران أمس حدودها مع كردستان العراق. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي «بطلب من الحكومة العراقية، أغلقنا حدودنا البرية والجوية» مع الإقليم، واصفا الاستفتاء بأنه «غير قانوني وغير مشروع». وتثير هذه الضغوط التي يمكن ان تخنق اقليم كردستان اقتصاديا، قلق الناخبين الاكراد، رغم حماستهم لإجراء الاستفتاء.(وكالات).

 
 

أضف تعليقك