ثلاثة أسباب لفوضى أسعار الدواجن اللاحمة
 
 
ثلاثة أسباب لفوضى أسعار الدواجن اللاحمة
 
 

الحدث- علاء صبيحات

فوضى سعرية تشهدها سوق تربية الدجاج اللاحم في فلسطين، ترجع لسنوات عدة ولم تضبط حتى اليوم، بسبب ظروف متعددة، منها ما تتحمل الحكومة المسؤلية عنها، وأخرى تعود لأسباب صناعية تقنية لها علاقة مباشرة بظروف التغيير المناخي، ولعل الظروف السياسية التي نعيشها لاعب أساسي في وضعنا الفلسطيني لابد لها وأن تدخل في كل صغيرة وكبيرة.

وبحسب ما يرى خبراء في تربية الدجاج اللاحم، فإن تنوع طرق تربية الدجاج في مزارع مغلقة حديثة، واخرى تقليدية، هي أبرز الأسباب التي أدت إلى عدم ثبات أسعار الدجاج اللاحم قبل وصوله إلى المسالخ.

ما هي المزارع المغلقة؟

الطبيب البيطري المختص في تربية الدواجن حسين أبو بكر أوضح أن المزارع المغلقة لتربية الدجاج اللاحم هي “بركسات” ضخمة تصل مساحتها لثلاثة دونمات (الدونم= 1000 متر مربع)، تكون مغلقة بشكل كامل، ويتم التحكم بها عن طريق الحاسوب.

وأضاف أبو بكر في حوار مع “الحدث”، يتم عبر الحاسوب التحكم بجميع العوامل الجوية داخل المزرعة ، كذلك إبعاد الدواجن عن الأمراض التي تسببها تلك العوامل، أو الفيروسات،  بحيث يتم مراقبة الرطوبة ودرجة الحرارة داخل المزرعة.

عملية ري الدواجن وعملية التغذية يتم التحكم بها من خلال الحاسوب أيضا، مما يجعل نمو الدواجن أسرع فلا تحتاج دورة الدواجن إلى أكثر من 25-30 يوماً في المزرعة.

ومن أبرز سمات المزارع المغلقة إذا ما قورنت بالمزارع التقليدية بحسب أبو بكر،  فإن نفس مساحة المزرعة المغلقة تتسع لعدد أكبر من الدواجن مقارنة بالتقليدية، والمزرعة المغلقة أمراضها أقل والسيطرة عليها أسرع.

كل هذا دفع أبو بكر للتأكيد على أن تربية الدجاج اللاحم باتت أشبه بصناعة حديثة.

المزارع التقليدية

المزارع التقليدية هي المزارع التي لا يتم السيطرة عليها إلا يدويا وبطريقة بدائية، ويتم العناية بها بشكل كامل من قبل المزارع والعاملين.

ومن سلبيات هذه المزارع، كما ذكر أبو بكر، أن نسبة المخاطرة فيها عالية جداً لأنها أكثر عرضة للأمراض والرياح والرطوبة والحرارة والبرد، وبالتالي فإن أعداد كبيرة من الطيور تكون باستمرار مهددة بالموت.

ومن السلبيات أيضاً التي تطرق إليها الطبيب البيطري حسين أبو بكر،  أن السيطرة على المزارع التقليدية أو “المزارع العشوائية” مستحيل، سواء من ناحية العوامل الجوية أو من ناحية الفيروسات والأمراض.

وأوضح أبو بكر لـ”الحدث”، أن هناك مرضين تسببهما الفيروسات إذا ما أصابت المزرعة، أخطرهما المسمى “نيوكاسل” ويقضي على المزرعة كاملة، أما المرض الثاني وهو مرض “الشعب الهوائية”، وقد تصل نسبة الوفيات نتيجته لأكثر من 50% من الطيور في المزرعة.

كذلك فالرطوبة لها دور كبير كما قال الطبيب البيطري، فهي تسبب أمراض ليست بالسهلة، بالإضافة لأنه لا يمكن السيطرة على درجة حرارة الفرخ، فكلما انخفضت درجة الحرارة احتاج الفرخ لأيام أكثر من أجل إتمام عملية النمو.

نتيجة لكل ما سبق فإن المخاطرة في تربية الدجاج اللاحم داخل المزارع التقليدية هي الأعلى مقارنة بالطريقة الحديثة كما يقول أبو بكر، والمتضرر منها هو المزارع الذي لا يمتلك رأس مال لبناء مزرعة مغلقة لتربية الدجاج اللاحم.

في المحصلة فإن تفاوت الإمكانيات بين المزارع التقليدية والحديثة “المغلقة” تعتبر السبب الأول في اختلاف أسعار الداوجن اللاحمة في السوق من يوم لاخر.

الحكومة وتحديد الأسعار

السبب الثاني لتفاوت أسعار الدجاج اللاحم بشكل مستمر كما قال الطبيب المختص في تربية الدواجن حسين أبو بكر، إن الحكومة غير فاعلة في تحديد سعر الفرخ، أو حتى الدجاج اللاحم، أو التحكم في كوتة إنتاج الفراخ، كحد أدنى وأعلى للمفاقس.

ومن أجل الرد على ذلك حاولت “الحدث” التواصل مع أكثر من مصدر رسمي ولكنها لم تحصل على توضيح حتى توقيت إعداد التقرير، يوم الاثنين (17:00).

التهريب من المستوطنات

السبب الثالث في إنهيار سوق الدجاج اللاحم في أسواق الضفة الغربية كما يقول الطبيب أبو بكر هو تهريب الدواجن من داخل المستوطنات، عندما يكون سعر الدواجن هناك أرخص بكثير، ثم يتم بيعه في السوق الفلسطينية بأسعار منافسة مما يجعل الخسارة كبيرة على المزارعين.

في سياق ذلك يقول مسؤول العلاقات العامة والاعلام في الضابطة الجمركية الرائد لؤي بني عودة، إن التهريب من المستوطنات أمر وارد الحدوث لكن مهمات الضابطة الجمركية تعمل بشكل مكثّف لتحول دونها، دون أن يكشف مدى انتشار هذه الظاهرة والأرقام المتعلقة بكميات الضبط.

وأكد بني عودة أن التهريب من المستوطنات مخالف للقانون رقم 4 لسنة 2010 أياً كانت المواد المهرّبة، وتشمل الدجاج اللاحم الحي أو حتى المذبوح أو “المسحب”.

وبالتالي فإن أي بضاعة يقبض عليها يتم تحويل القائمين عليها إلى القضاء بالإضافة لإتلاف البضاعة بحسب ما أوضح بني عودة.

وأضاف بني عودة، أن الدجاج بأنواعه يجب أن يحمل تصريحاً بيطريا وتصريح نقل زراعي وذلك ضمن التعليمات الصادرة من وزارة الزراعة، والتي تتوفر لديها المعلومات الأوضح بالنسبة لحاجة السوق من الدواجن.

 
 

أضف تعليقك