استقـالــة مفـاجئــة للحـريــري
 
 
استقـالــة مفـاجئــة للحـريــري
 
 

بيروت – أعلن رئيس الحكومة سعد الحريري أمس السبت بشكل مفاجئ من السعودية استقالته من منصبه حاملاً على إيران وحزب الله بشكل أساس.

وأتى خطاب الحريري وسط حالة من التوتر الشديد بين السعودية وإيران وبعد عام على توليه منصبه.

وقال الحريري في خطاب بثته قناة «العربية» السعودية «أعلن استقالتي من رئاسة الحكومة اللبنانية»، واصفا ما يعيشه لبنان حالياً بما كان سائدا ما قبل اغتيال والده رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، وتحدث عن أجواء «في الخفاء لاستهداف حياتي». وكان الحريري، الذي ذهب إلى السعودية الجمعة في زيارة ثانية خلال أيام، التقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وبدأ الحريري خطابه بتصريحات هاجم فيها كلاً من إيران وحزب الله اللبناني، حليف طهران البارز في المنطقة. وقال إن إيران «ما تحل في مكان إلا وتزرع فيه الفتن والدمار والخراب، ويشهد على ذلك تدخلاتها في الشؤون الداخلية للبلدان العربية في لبنان وسوريا والعراق واليمن». واعتبر الحريري أن إيران «زرعت بين أبناء البلد الواحد الفتن وتطاولت على سلطة الدولة وأنشأت دولة داخل الدولة وانتهى بها الامر ان سيطرت على مفاصلها واصبح لها الكلمة العليا والقول الفصل في شؤون لبنان واللبنانيين».

ووصف الحريري حزب الله، المشارك في الحكومة، بـ»الذراع الايراني ليس في لبنان فحسب بل في البلدان العربية». وأضاف «خلال العقود الماضية استطاع حزب الله للأسف فرض أمر واقع في لبنان بقوة سلاحه الذي يزعم أنه سلاح مقاومة وهو الموجه إلى صدور اخواننا السوريين واليمنيين فضلاً عن اللبنانيين».

وتوجه الحريري في خطابه لطهران بالقول «أريد أن اقول لإيران واتباعها أنهم خاسرون في تدخلاتهم في شؤون الأمة العربية وسوف تنهض أمتنا كما فعلت في السابق وستقطع الأيادي التي تمتد إليها في السوء».
وقال الحريري في خطابه «اننا نعيش أجواء شبيهة بالاجواء التي سادت قبيل اغتيال الشهيد رفيق الحريري»، مضيفاً في تصريح مفاجئ آخر «لمست ما يُحاك في الخفاء لاستهداف حياتي».
وسارعت رئاسة الجمهورية اللبنانية إلى اصدار بيان قالت فيه أن الحريري اتصل هاتفياً بعون لإعلامه بالاستقالة. وأضافت الرئاسة أن «الرئيس عون ينتظر عودة الرئيس الحريري الى بيروت للاطلاع منه على ظروف الاستقالة ليُبنى على الشيء مقتضاه».

وكتب النائب وليد جنبلاط، المقرب من الحريري، في تغريدة على تويتر «بصراحة فان لبنان أكثر من صغير وضعيف كي يتحمل الأعباء الاقتصادية والسياسية لهذه الاستقالة». وفي إشارة واضحة إلى العلاقة بين استقالة الحريري والتوتر السعودي الإيراني، كتب جنبلاط «كنت وسابقى من دعاة الحوار بين السعودية وايران».

وفي أول تعليق من التيار الوطني الحر، الذي كان يرأسه عون ويعد من أبرز حلفاء حزب الله، قال وزير العدل سليم جريصاتي في تغريدة «ان استقالة الحريري ملتبسة ومرتبكة ومشبوهة في أربعة: التوقيت والمكان والوسيلة والمضمون».

 
 

أضف تعليقك