الحريري: سأعود إلى لبنان قريباً
 
 
الحريري: سأعود إلى لبنان قريباً
 
 
تهديدات أمنية على شخصي دفعتني إلى الخروج من لبنان

عمان – الدستور – قال رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري إنه فخور بالتسوية التي تمت خلال تسلمه لمدة عام مضى لرئاسة الوزراء اللبنانية، وأنه ليس ضد حزب الله سياسياً ولكن ضد إرتباطاته الخارجية.

ونفى الحريري، في لقاء تلفزيوني عبر شاشة المستقبل مساء الأحد، استقالته تحت ضغوط سعودية وما تداوله خصومه السياسيين وإعلامهم عن أسره، بقوله:”الجميع يعلم  علاقتي التاريخية مع السعودية وخاصة الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد”، مشيراً الى اكتشافه معطيات جديدة في آخر زيارة له للسعودية.

وأضاف:”لا يهم أن أموت أو أقتل المهم أن يبقى لبنان بخير وأن أحافظ عليه من العقوبات القادمة” ملمحاً إلى القمة العربية  العاجلة التي ستعقد في القاهرة، حيث “وجود فريق في لبنان يحاول ضرب الاستقرار السياسي لدول الخليج يجبرها على اتخاذ قرارات حياله”.

وأكد على أنه قدم استقالته رغم أنها ليست بالطريقة المعتادة التي يستقيل بها رئيس وزراء لبنان وأنه هو من كتب الاستقالة، واصفاً أسلوب الاستقالة بالصدمة الإيجابية التي أراد أن يحدثها، ليستشعر اللبنانيون حجم الخطر، وحتى لا ينجر لبنان في علاقات مع النظام السوري.

واستعرض تجربته السياسية على مدار عامين، بقوله:”عملت كل ما بجهدي ولربما كان من الأفضل أن استقيل من لبنان ولكن أردت عمل صدمة إيجابية”، مضيفاً: “فالنظام السوري لا يريدني في لبنان وعملت ضد داعش والنصرة والقاعدة ” وأن اجراءاتي جاءت للحفاظ على أمني الشخصي لأتأكد من أنني غير مخترق، موضحاً أنه لا يريد أن تتكرر تجربة أولاده مع ما عايشه مع والده بعد استشهاده.

وزاد بالقول : “من واجبي حماية اللبنانيين كافة سواء المسلم الشيعي أو السني منهم  أم المسيحي ولا أستطيع القيام بذلك في ظل عدم مقدرتي حماية نفسي”.

وفي سياق رده على سؤال التحول في السياسة السعودية : “إنه لن يسمح لأي كان أن يعتدي على لبنان” ، داعياً إلى التعقل في التعاطي مع هذا الموضوع فالسعودية أكثر دولة ساعدت لبنان بعد حرب تموز 2006.

وأوضح أن التدخلات الإيرانية في الدول العربية وعدم استعداد ايران لمحاورة السعودية، ومحاولتها وضع لبنان في مواجهة العرب أمر غير مرضٍ بالنسبة له.

ولفت إلى أنه عائد  قريباً إلى لبنان، ” فمن غير المعقول أن يبقى سعد الحريري لوحده يعمل تسويات وغيره لا يتحرك” رغم خسارته شعبياً، وأن مفهوم النأي بالنفس غير متحقق في لبنان فما زال حزب الله يتدخل في سوريا، متسائلاً :هل يدرك حزب الله المصلحة العليا مع لبنان؟ وهل يريد تخريب علاقاته مع دول العالم؟.

ودعا اللبنانيين إلى المحافظة على اجماعهم لأن ” لبنان أولاً”؛ ناقلاً مشاهداته عند زيارة بعض الدول “أنهم يغارون على مصلحة لبنان أكثر من بعض اللبنانيين”.

وحول استمرار علاقته الدستورية بالرئيس ميشيل عون قال: “هناك أمور دستورية يجب القيام بها، ومن حق الرئيس قبول الاستقالة من عدمها ومن حقه أن أذهب إلى بيروت وأقدم له الإستقالة ولكنني أتطلع إلى العودة لبيروت وبحث سبل استكمال التسوية”، لافتاً إلى أن عدم القبول بسياسة “النأي بالنفس” من قبل الفرقاء السياسيين لم تطبق خلال الأشهر العشرة الماضية.

وعول الحريري على الرئيس عون لفتح حوار لتقييم التجربة التي مضت لتسلمه لرئاسة الحكومة.

كما نفى وجود ضغوط سعودية على لبنان في أي وقتٍ من تسلمه لرئاسة الحكومة بينما  هناك تدخل إيراني يعبر عنه ما يجري في العراق وسوريا.

وحول لقاءه مسؤولين إيرانيين مؤخراً، وقبل الاستقالة،  أشار الحريري إلى أنه أكد خلاله  عدم قبول أي تدخل إيراني في المنطقة وموضحاً أن دور السعودية في لبنان هو مساعدته إقتصادياً وخدماتياً وتنموياً على غير التدخلات الإيرانية التي تأخذ طابعاً عسكرياً.

وأعاد الحريري التأكيد على “النأي بالنفس” كسياسة لم يلتزم بها حزب الله، “وأن الحاجة دفعته إلى استقالته بهذا الأسلوب وإحداث الصدمة الإيجابية”.

وحول خططه المستقبلية، يقول:”إنه سيتراجع عن استقالته في حال تم الإلتزام بسياسة النأي بالنفس، وأنه سيعود لاستكمال إجراءات الاستقالة والتفاوض لصيغة من أجل لبنان”.

 
 

أضف تعليقك