مقتل الــرئيس اليمني السابق علي عبداللـه صالح
 
 
مقتل الــرئيس اليمني السابق علي عبداللـه صالح
 
 

عمان – الدستور

صنعاء – أعلن المتمردون الحوثيون أمس الاثنين مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في خضم معارك متواصلة منذ ايام بينهم وبين انصاره وإثر انهيار تحالف بين الطرفين استمر ثلاث سنوات ضد القوات اليمنية الحكومية المدعومة من السعودية.

ولم يتسن التأكد من الظروف التي قتل فيها صالح من مصادر مستقلة فيما تشهد الحرب في اليمن منعطفا جديدا يصعب التكهن بما سيؤول اليه.
وأظهر شريط فيديو حصل عليه مراسل لفرانس برس من مسؤولين حوثيين جثة يبدو أنها تعود لصالح، مصابة بالراس، ويحملها مسلحون على بطانية حمراء. كما ظهرت آثار دماء على قميص القتيل.

ووصف بيان صادر عن وزارة الداخلية التابعة للحوثيين علي عبدالله صالح ب»زعيم الخيانة». وتحدث البيان الذي نشره موقع وكالة «سبأ» المتحدثة باسم الحوثيين، عن «انتهاء أزمة ميليشيا الخيانة (…) وبسط الأمن في ربوع العاصمة صنعاء وضواحيها وجميع المحافظات الأخرى ومقتل زعيم الخيانة وعدد من عناصره».

وتمكن مصور وكالة فرانس برس من الاقتراب من مكان إقامة الرئيس السابق في حي حدة في جنوب صنعاء، إلا أنه لم يتمكن من الدخول، وأفاد أن المنزل أصيب بأضرار نتيجة المعارك. وحكم صالح اليمن طيلة 33 عاما أحكم خلالها قبضته على السلطة وناصب الحوثيين العداء، وشن حروبا ضدهم، قبل تنحيه في شباط 2012 بعد 11 شهرا من الاحتجاجات ضد نظامه.

إلى ذلك، قالت تقارير إعلامية يمنية، إن طيران التحالف بقيادة السعودية نفذ عمليات إنزال جوي بالعاصمة صنعاء، فجر أمس الاثنين.

وقالت وسائل إعلام محلية إن الإنزال الجوي من طيران التحالف يتكون من شبكات اتصالات لاسلكية لقوات حزب «المؤتمر الشعبي العام» جنوب العاصمة صنعاء، وذلك بعد اختراق الحوثيين شيفرات الاتصالات القديمة.وكانت وسائل إعلام محلية تحدثت في وقت سابق أن السبب الرئيس في تأخر قوات ومناصري صالح، يعود إلى أن أجهزة الاتصالات اللاسلكية العسكرية كانت مرتبطة بأجهزة الحوثيين، وأنه تم تغيير أجهزة قوات صالح بأجهزة جديدة لا ترتبط بأجهزة الحوثيين. كذلك تحدثت التقارير الإعلامية اليمنية أن طائرات التحالف شنت غارات جوية على مواقع الحوثيين، تبدو دعما لقوات صالح.

كما ذكرت وسائل إعلام محلية أيضا أن عملية الإنزال تمت في ضواحي العاصمة اليمنية صنعاء، وتضمنت تزويدا لهذه القوات بالسلاح،  لكن مصادر أخرى قالت إنه تم نقل جنود من مأرب إلى صنعاء للمشاركة إلى جانب قوات صالح.

كما كشفت مصادر يمنية عن صدور أوامر من قيادة الجيش الوطني اليمني بتحريك سبعة ألوية من مأرب لفتح جبهة خولان والتحرك نحو صنعاء. وأضافت المصادر، بحسب قناة «العربية» السعودية، بأن قيادة الجيش الوطني أصدرت أوامر عاجلة للقوات المتواجدة في جبهة نهم بتكثيف عملياتها العسكرية والزحف نحو صنعاء. وكان قائد عسكري كبير في الجيش اليمني أعلن عن استكمال قوات الجيش الوطني المرحلة الأولى من العمليات العسكرية الجارية في جبهة نهم شرق العاصمة صنعاء.

واستهدفت غارات مواقع بالقرب من مطار صنعاء الدولي ووزارة الداخلية اللذين يسيطر عليهما عناصر حركة انصار الله المدعومة من ايران، كما ذكر سكان ومصدر داخل المطار. وقال سكان يقيمون بالقرب من المطار ان عددا من الغارات الجوية هز منازلهم ليل الاحد الاثنين وفي الساعات الاولى من صباح الاثنين. وذكر مصدر في المطار ان الغارات استهدفت قواعد للحوثيين بالقرب من المطار لكن المطار بحد ذاته لم يقصف.

ونقلت وكالة نوفوستي عن قناتي «العربية» و»سكاي نيوز عربية» أن حصيلة ضحايا المعارك بين الحوثيين وأنصار صالح في صنعاء ارتفعت إلى 245 شخصا.

وأفادت «سكاي نيوز عربية» أن «حصيلة ضحايا المعارك في صنعاء ارتفعت إلى 245 شخصا»، مضيفة أن المعارك العنيفة بين الجانبين تستمر باستخدام الدبابات. من جهتها قالت قناة «العربية» إن مبنى السفارة الإيرانية في صنعاء تضرر أثناء هذه المعارك. فأدى سقوط قذيفة عليه إلى اشتعال النار بداخله. وأشارت القناة إلى أنه ليس من الواضح حاليا فيما إذا كان القصف متعمدا أم لا، وإذا كان موظفو السفارة داخل المبنى لحظة الحادث.
من جانبه، يعلن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قريبا عن «عفو عام وشامل» عن كل من تعاون مع الحوثيين ويتراجع عن ذلك، بحسب ما أعلن رئيس الوزراء اليمني احمد بن دغر.
وقال بن دغر في خطاب ألقاه في عدن، العاصمة المؤقتة للسلطة المعترف بها، إن «الرئيس (عبد ربه منصور هادي) سيعلن قريباً عن عفو عام وشامل عن كل من تعاون مع الحوثيين في الشهور الماضية وأعلن تراجعه». ومن الواضح أن الاعلان يهدف الى إضعاف الحوثيين.

من جانبه، دعا الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأطراف المتحاربة في اليمن إلى وقف جميع الهجمات البرية والجوية. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن»ملايين الأطفال والنساء والرجال يواجهون خطر المجاعة والمرض والموت بأعداد كبيرة»، داعيا إلى استئناف جميع الواردات التجارية إلى البلاد.

إلى ذلك، نقلت صحيفة «الرأي» الكويتية عن قيادي في جماعة الحوثيين تأكيده أن الجماعة مستعدة «للحوار من أجل التوصل لحل سياسي ينهي الأزمة». وصرّح محمد البخيتي، عضو المكتب السياسي في الجماعة للصحيفة قائلا :»نعم نحن مستعدون للحوار وطالبنا الحكومة السعودية بالحوار المباشر من أجل إتاحة المجال للعودة لطاولة الحوار، لإيجاد حل لسد الفراغ في السلطة التنفيذية في اليمن، واختيار رئيس جديد وحكومة وحدة وطنية تستوعب كل المكونات السياسية».

وقال البخيتي في هذا الصدد إن «ما يحدث في اليمن هو نتيجة غياب الحل السياسي، فلا يمكن التوصل لوقف إطلاق النار إلا في حالة الاتفاق على حكومة واحدة وليس حكومتين إحداهما في صنعاء والأخرى في عدن»، لافتا إلى ضرورة «أن تكون هناك عملية سياسية توافقية تستوعب الجميع».

 
 

أضف تعليقك