تصاعد الغضب الفلسطيني ضد قرار ترمب
 
 
تصاعد الغضب الفلسطيني ضد قرار ترمب
 
 

عمان – الدستور

فلسطين المحتلة – قال الجيش الإسرائيلي، إن اشتباكات وقعت أمس السبت في 20 نقطة احتكاك في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأضاف في تصريح مكتوب أن قرابة 600 فلسطيني أضرموا النيران في إطارات السيارات، ورشقوا القوات الإسرائيلية بالحجارة والزجاجات الحارقة في الضفة الغربية. وتابع «المراكز الرئيسية للاشتباكات هي مدخل مدينة بيت لحم (جنوبي الضفة) ومدينة طولكرم (شمالي الضفة)».

وذكر أن 450 فلسطينيا أضرموا النيران في الإطارات، وألقوا الحجارة على القوات الإسرائيلية في 8 مواقع على طول السياج المحيط بقطاع غزة.وتشهد الأراضي الفلسطينية منذ الأربعاء احتجاجات فلسطينية واسعة، ردا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والشروع بإجراءات نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى المدينة.

وقد اندلعت مواجهات متفرقة طوال أمس، بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في مناطق مختلفة بالضفة الغربية، فيما اشتدت المواجهات في منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل عقب اقتحام جنود الاحتلال للمدينة. وأعلن الهلال الأحمر وقوع 60 إصابة في الضفة الغربية و20 في غزة بينها حالات اختناق وإصابات بالرصاص الحي والمطاطي.

وأفادت مصادر محلية بإطلاق قوّات الاحتلال القنابل الغازية والصوتية والرصاص المطاطي في المنطقة. كما رشقّ الشبّان الحاجز العسكري المؤدّي إلى شارع الشّهداء بالحجارة. وتستمر الفعاليات الجماهيرية في مناطق التماس في القدس والضفة المحتلتين وقطاع غزة، بالتزامن مع تواصل الفعاليات التضامنية في عواصم عربية وغربية، رفضًا لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاعتراف بمدينة القدس المحتلة «عاصمة لإسرائيل» ونقله السفارة إليها.

وتجدد المواجهات مع قوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 بعد جمعة الغضب التي أسفرت عن أربعة شهداء ومئات الجرحى، كما تستمر المظاهرات ضد قرار ترمب اعتبار القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.

إلى ذلك، دعت منظمة التحرير الفلسطينية شباب فلسطين وشباب الأمتين العربية والاسلامية إلى الذود عن القدس والأقصى وتحمل مسؤولياتهم في هذا الصدد، بعد قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقال أمين عام دائرة الشباب والرياضة في منظمة التحرير الفلسطينية حسام عرفات في بيان «إن اعتراف رئيس الولايات المتحدة الأميركية بالقدس عاصمة لإسرائيل هو تجاوز لكل الخطوط الحمراء واستفزاز لكل المشاعر العربية والإسلامية والمسيحية».

ودعا عرفات إلى التصدي الشامل لهذه الخطوة الخطيرة وفق برنامج منظم واضح المعالم يلعب فيه الشباب الفلسطيني والعربي الدور الرئيسي في احباط المخططات الاسرائيلية والأميركية الهادفة إلى تهويد القدس وسلب الحق الفلسطيني التاريخي فيها.

من جانبه، أكد مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس السبت ان الأخير لن يلتقي نائب الرئيس الاميركي مايك بنس الذي سيزور المنطقة في النصف الثاني من كانون الاول الجاري عقب التحول في سياسة واشنطن حيال القدس، فيما خرجت تظاهرات في الأراضي الفلسطينية لليوم الثالث على التوالي. وقال مستشار الرئيس الفلسطيني مجدي الخالدي «لن يكون هناك اجتماع مع نائب الرئيس الاميركي في فلسطين». وأضاف أن «الولايات المتحدة الأميركية تخطت الخطوط الحمر بقرارها المتعلق بالقدس».

وفي غزة، وسط هتافات الغضب ودعوات للانتقام من اسرائيل واطلاق النار في الهواء، شيع الفلسطينيون شخصين استشهدا في مواجهات قرب الحدود الجمعة وعنصرين من كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، استشهدا في غارات أمس السبت. وأصيبت سيدة فلسطينية برصاص الجيش الاسرائيلي اثر تجدد المواجهات على الحدود بعد جنازة شارك فيها الآلاف في خان يونس بقطاع غزة.

وأعلن جيش الاحتلال صباح أمس السبت أن الطيران الحربي الاسرائيلي استهدف منشآت لحركة حماس في قطاع غزة، «ردا على صواريخ اطلقت على جنوب اسرائيل طوال يوم الجمعة».

وتبنت «ألوية الناصر صلاح الدين- لواء التوحيد» وهي جماعة غير معروفة يرجح انها سلفية، مسؤوليتها عن اطلاق الصاروخ في بيان أفادت فيه ان الهجوم «رد على الاعلان الامريكي ان القدس عاصمة دولة اليهود». إلا أن الجيش الاسرائيلي حمل حماس المسؤولية. وأفاد أن «الصواريخ التي تستهدف المدنيين الاسرائيليين تعد عدوانا شديدا»، مضيفا أن «حماس مسؤولة عن هذه الهجمات التي تستهدف حياة المدنيين وجميع الأفعال الصادرة من قطاع غزة».

وتجمع آلاف المتظاهرين مساء الجمعة في ميدان التايمز بمدينة نيويورك، تنديدا بقرار الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة واشنطن إليها. وشارك في التظاهرة فلسطينيون ومسلمون مقيمون في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي انطلقت عند تقاطع الجادة السابعة مع الشارع 42 في ميدان التايمز. وردد المتظاهرون شعارات من قبيل «القدس خط أحمر»، و»المقاومة حق لكل إنسان تحت الاحتلال»، و»القدس أرض إسلامية، لا يمكن لأحد أن يغير هذه الحقيقة». ولوح المتظاهرون بالأعلام الفلسطينية والتركية والكوبية.

كما شارك في التظاهرة رجال دين يهود مناهضون للحركة الصهيونية ولدولة إسرائيل، حيث رفعوا لافتة كتب عليها «يجب إعادة كافة الأراضي الفلسطينية للفلسطينيين». كما خرجت تظاهرات في عدد من الدول الإسلامية والأوروبية.

وانتقدت المجموعة الأوروبية في مجلس الأمن الدولي إضافة إلى ألمانيا قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمة لإسرائيل، وأكدت أن القدس الشرقية هي «أراضٍ فلسطينية محتلة». جاء ذلك في بيان مشترك ألقاه سفراء دول الاتحاد الأوروبي في مجلس الأمن (بريطانيا وفرنسا وإيطاليا والسويد) إضافة إلى ألمانيا، أمام قاعة المجلس في نيويورك، ردًا على إعلان ترامب، الأربعاء الماضي، المباشرة بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس الشرقية المحتلة.

وقال السفراء الأوروبيون إن القرار الأمريكي «لا يتفق مع قرارات مجلس الأمن، ولا يفيد آفاق السلام في المنطقة». وتابعوا «يجب تحديد وضع القدس من خلال مفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين تؤدي إلى اتفاق الوضع النهائي، وهذا هو الموقف الثابت للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي».

ودعوا إلى «أن تكون القدس في نهاية المطاف عاصمة مشتركة لإسرائيل وفلسطين، وحتى ذلك الحين، لا نعترف بسيادة أي دولة على القدس».

وشدد السفراء الخمسة على أنه «تمشيا مع القانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ولا سيما القرارات 476 و478 و2334، نعتبر القدس الشرقية جزءًا من الأراضي الفلسطينية المحتلة». وأضافوا أن «حدود الدولتين تقوم على أساس خطوط 4 حزيران 1967، أو بمقايضات مماثلة للأراضي يمكن الاتفاق عليها بين الطرفين». وقالوا إن «الاتحاد الأوروبي لن يعترف بأي تغييرات على حدود ما قبل عام 1967، بما في ذلك ما يتعلق بالقدس، باستثناء تلك التي يتفق عليها الطرفان».

واختتم سفراء الدول الخمس بيانهم بدعوة «جميع الأطراف، وجميع أصحاب المصلحة الإقليميين، إلى العمل معا للحفاظ على الهدوء».(وكالات)

 
 

أضف تعليقك