أمريكا تنفذ خطة حرب عالمية
 
 
أمريكا تنفذ خطة حرب عالمية
 
 

عمان – الدستور

فنيان كنينغهام- «انفورميشن كليرنغ هاوس»

تتجه واشنطن حتما نحو تنفيذ خطة حرب عالمية. هذه هي النتيجة القاتمة التي لا بد للمرء ان يستنتجها من سيناريوهات الحرب التي تتكشف. المسالة تتمحور حول الامبريالية الاميركية التي تحاول تاكيد هيمنتها على النظام العالمي لمصلحة الراسمالية الاميركية. وتعد الصين وروسيا اهدافا اساسية لهذا الهجوم العالمي.

ترى هذه السيناريوهات في سوريا وكوريا الشمالية وايران. ليست هذه صراعات منفصلة متباينة. انها تعابير متداخلة عن خطط الحرب الاميركية. خطط الحرب التي تضم تحريك قوة عسكرية استراتيجية الى مواقع محددة.

فيما يخص كوريا الشمالية، تقوم واشنطن على نحو علني وقح بتخريب المساعي الدبلوماسية التي تجري حاليا بين القيادتين الكوريتين في بيونغ يانغ وسيؤول. في حين اكتسب هذا الحوار الكوري الداخلي زخما ايجابيا، لم تتوقف الولايات المتحدة طيلة الفترة عن نصب قاذفات صواريخ بي 52 وبي 2 القادرة على حمل رؤوس نووية في المنطقة، الى جانب ثلاث حاملات طائرات على الاقل. وقد ذكرت التقارير ان صواريخ بي 2 مسلحة كذلك بقنابل مدمرة للتحصينات- التي تعد اكبر رؤوس حربية غير نووية في الترسانة الاميركية، جرى تصميمها من اجل تدمير تحصينات الصواريخ تحت الارض في كوريا الشمالية والاطاحة براس قيادة كيم جونغ اون في بيونغ يانغ.

خلال حضوره الالعاب الاولمبية الشتوية التي تم افتتاحها قبل فترة وجيزة في كوريا الجنوبية، قام نائب الرئيس الاميركي مايك بينس بتوجيه رسالة حرب فظة. لقد قال ان الانفراج الذي حدث في الفترة الاخيرة بين كوريا الشمالية والحليفة الاميركية كوريا الجنوبية سيصل الى نهايته «بمجرد ان تنطفئ شعلة الاولمبياد»- عندما تختتم الالعاب في وقت لاحق من هذا الشهر. ان هذه السياسة الاميركية التي تستند الى العدوانية تعرقل تماما مساعي الصين وروسيا في تسهيل المحاولات الدبلوماسية لاقامة السلام بين الكوريتين.

من جهة اخرى، يبدو الوضع في شرق اوكرانيا محبطا من غير شك نتيجة غزو وشيك تقوده الولايات المتحدة لمنطقة دونباس الانفصالية. وقد اشارت التقارير ان مفتشي البنتاغون العسكريين قد وصلوا قبل فترة وجيزة بمحاذاة خط التماس التي تفصل قوات نظام كييف التي تدعمها الولايات المتحدة والانفصاليين الذين يناصرون روسيا في جمهوريتي دونتسك ولوغانسك. لقد حذر القائد العسكري في دونتسك ادوارد باسورين من ان مجيء البنتاغون ومستشارين عسكريين اخرين للناتو من بريطانيا وكندا يشير الى ان قوات كييف التي تسلحها اميركا تستعد لشن هجوم متجدد على السكان من الناطقين بالروسية في دونباس.

بل حتى المراقبين الراضين عن الوضع القائم عادة في منظمة الامن والتعاون في اوروبا الذين يتولون مسؤولية الاشراف على وقف اطلاق النار الاسمي على حدود خط التماس، قد بدؤوا في الاونة الاخيرة بالابلاغ عن احراز تقدم خطير في الاسلحة الثقيلة تقوم به قوات كييف- وذلك في انتهاك صارخ لاتفاقية مينسك للسلام التي وقعت في عام 2015.

اذا قامت قوات كييف المدعومة من الولايات المتحدة بشن الهجوم المتوقع في الشهر المقبل في منطقة دونباس، هناك مخاوف حقيقية من وقوع ضحايا مدنيين باعداد كبيرة. ان مثل هذا التطهير العرقي للسكان الروس من قبل قوات نظام كييف الذي يتبنى على نحو صريح مذهبية نازية جديدة سوف يحرض على الارجح تدخلا من قبل موسكو باعتبار المسالة دفاعا عن الانسانية. ربما يكون هذا هو ما يراهن عليه واضعو الخطة الاميركيون، والذي يمكن بالتالي ان يصور من خلال وسائل الاعلام الغربي المطيعة على انه تعد روسي جديد.

 
 

أضف تعليقك