ترامب قد يعلن عن “صفقة القرن” خلال زيارة ولي العهد السعودي لواشنطن
 
 
ترامب قد يعلن عن “صفقة القرن” خلال زيارة ولي العهد السعودي لواشنطن
 
 

واشنطن- “القدس” دوت كوم- سعيد عريقات – علمت “القدس” أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تقترب من الكشف عن خطة سلام الشرق الأوسط التي طال انتظارها، وأن فريق الرئيس الأميركي المكون من صهره جاريد كوشنر، ومبعوثه للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات، وسفيره في إسرائيل ديفيد فريدمان يضعون اللمسات الأخيرة على خطة السلام المعروفة بـ”صفقة القرن”، وأنه من المرجح أن يعلن عنها الرئيس ترامب قريباً، رغم المخاطرة بأنها ستلقى رفضاً من جانب الفلسطينيين.

كما علمت “القدس” من مصدر المطلع أن “الرئيس ترامب الذي يستعد للقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في واشنطن اليوم الثلاثاء، قد يتخذ من هذا الاجتماع المهم جداً الذي سيحضره كوشنر مناسبة لإعلان الخطة، أو إعلان “مبادئ الخطة” أو ” إعلان جدول وزمان ومكان الكشف عن الخطة”.

وحول كيفية الاعلان عن “صفقة القرن” يؤكد المصدر أن “الفريق الرئيسي (كوشنر، غرينبلات وفريدمان) يعمل مع الفريق المساند المكون من مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي إش.آر.مكماستر (الذي على ما يبدو تم إلحاقه بفريق كوشنر بشكل رسمي الأسبوع الماضي بعد زيارة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو) وسفيرته في الأمم المتحدى نيكي هايلي ينكبون على ابتكار الآلية الأفضل لذلك، وبما يليق بأهميتها”.

وبشأن هذه النقطة، أفادت صحيفة نيويورك تايمز أمس، نقلا عن مسؤولين اميركيين أنه “بينما لم يتم تحديد التوقيت الدقيق لإطلاق (صفقة القرن)، فإن التحدي الاكبر للبيت الأبيض هو كيفية إطلاقها، حتى لا يعلن عنها ميتة، كون الفلسطينيين لا يزالون غاضبين من قرار الرئيس ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقد رفضوا طلبات البيت الأبيض بالعودة إلى طاولة المفاوضات”. وتضيف الصحيفة “أن الإدارة تدرس ببساطة كيفية الكشف عن الوثيقة (الخطة)، على أمل أن تضغط على الفلسطينيين للعودة إلى طاولة المفاوضات”.

يشار إلى أن وسائل إعلام إسرائيلية (القناة العاشرة) كشفت امس، أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو، أطلع مجلس وزرائه الاحد، على نتائج زيارته للولايات المتحدة، واجتماعه مع الرئيس ترامب في البيت الأبيض، وأنه كشف “عدم وجود خطة سلام أميركية ملموسة مطروحة على الطاولة في الوقت الحالي. موضحا: “لا أقول انه لا يمكن أن يكون هناك واحدة في المستقبل، ولكن في الوقت الحالي، لا يوجد شيء” بحسب الصحفي الإسرائيلي باراك رفيد.

وكان نتنياهو قال في لقاء مع الصحفيين الإسرائيليين الأسبوع الماضي، بعد اجتماعه مع ترامب، “إن الرئيس الاميركي لم يطلعه على مسودة الخطة الأميركية للسلام مع الفلسطينين، أو جدول زمني لإطلاقها”.

وكان فريق ترامب للسلام (كوشنر وجرينبلات فريدمان)، عملوا عدة اشهر على وضع خطة لإعادة إطلاق محادثات السلام، ولكنها اصطدمت بحائط إعلان ترامب عن القدس عاصمة لإسرائيل يوم 6 كانون الأول 2017، ومنذ ذلك الحين يرفض الفلسطينيون الدخول في أي اتصالات مع مستشاري ترامب.

ويشير المصدر الى عامل تعقيد آخر، هو الوضع السياسي الإسرائيلي المرتبك بسبب ما يواجه نتنياهو من اتهامات بالفساد والتزوير، “وإن متاعبه القانونية هذه ستجعله اقل استعدادا لتقديم تنازلات للفلسطينيين”.

من جهتها تقول صحيفة نيويورك تايمز في تقريرها إن “تسارع وتيرة النشاط داخل البيت الأبيض يوحي بأنه وبغض النظر عن الرياح السياسية المعاكسة، فإن ترامب سيكشف قريبا عن مخطط تفصيلي. قال أحد مساعديه الكبار عنه إنه يهدف الى مساعدة الإسرائيليين والفلسطينيين على الالتفاف حول الفخاخ والعقبات التي تواجه التوصل إلى اتفاق”. وشبهه المساعد ذلك ببرنامج الملاحة “Waze” الذي طوره الإسرائيليون، والذي يساعد السائقين على تجاوز اختناقات المرور”.

وفي حين رفض المسؤولون مناقشة مضمون الخطة صفقة القرن، تماشيا مع “السرية” الذي احتفظوا بها منذ تولي ترامب السلطة، قالوا إنهم لن يكون لديهم مجموعة من “المبادئ التوجيهية”، مثل “مبادرة السلام العربية”، التي أقرتها في البداية جامعة الدول العربية في عام 2002، والتي وضعت الخطوط العريضة للاتفاق فيما تركت التفاصيل للطرفين لمناقشتها.

وتؤكد نيويورك تايمز “ان الخطة لن تدعو إلى تنفيذ حل الدولتين كأحد أهدافها، ولكنها ستشير إلى سبل من شأنها أن تساهم في إقامة دولتين، كما أنها لن تدعو إلى “حل عادل ومنصف” للاجئين الفلسطينيين، ولكنها ستقدم خطوات للتعامل مع قضية اللاجئين”.

وبحسب الصحيفة “فقد وصف مساعدو ترامب وثيقة (خطة القرن) بأنها متعددة الصفحات، وتضم مرفقات، تقترح حلولا لجميع النزاعات الرئيسية، الحدود والأمن واللاجئين ومركز القدس. لقد توقعوا أن يجد كل من الإسرائيليين والفلسطينيين أشياء في الخطة لتبنيها وأخرى لمعارضتها”.

وتضيف: “في الخوض في التفاصيل الدقيقة، يقوم البيت الأبيض بتحويل الصيغة التقليدية لصنع السلام وقلبها رأساً على عقب، لقد تجنب الرؤساء السابقون، من بيل كلنتون إلى جورج دبليو بوش، تجاوز حدود الصعقات الدماغية، خوفاً من أن يمنح ذلك كلا الجانبين المزيد من الاعتراض، ولكن المسؤولين في إدارة ترامب قالوا إن ذلك لم يعد كافيا”.

وتشير الصحيفة إلى أن “المسؤولين الذين وضعوا الخطة، جاريد كوشنر، وجيسون غرينبلات وديفيد مفريدمان، لم يكن لديهم أي خبرة في الامور الدبلوماسية عندما تولوا مهامهم، فكوشنر هو صهر ترامب وكبير مستشاريه؛ وغرينبلات كبير الموظفين القانونيين في منظمة ترامب، وفريدمان هو رجل قانون يتعامل مع قضايا الإفلاس لا أكثر”.

وتكشف الصحيفة “إن أي شخص خارج الإدارة لم يرَ الوثيقة، على حد قول المسؤولين، على الرغم من أن كوشنر وغرينبلات وفريدمان التقوا لعدة ساعات مع نتنياهو في بيت بلير يوم الأحد الماضي، قبل يوم واحد من لقائه مع ترامب”.

وتضيف: “من جانبه، لا يزال ترامب يبدو ملتزمًا، حين رحب برئيس الوزراء الإسرائيلي في البيت الأبيض، أصر على أنه لا يزال لديه فرصة جيدة جدا للتوسط في التوصل إلى اتفاق، وأنه يعتقد أن الفلسطينيين يريدون العودة إلى طاولة المفاوضات بتلهف، علما بأن هناك القليل من الأدلة لدعم ذلك، حيث يصر الفلسطينيون أنه بالاعتراف الاميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتسريع خطط نقل السفارة الأميركية من تل أبيب، خسرت الولايات المتحدة دورها كوسيط نزيه”. وقد وظّف الفلسطينييون كل طاقاتهم في محاولة تجنيد بلدان أخرى لتحل محل الأمريكيين.

وتنسب الصحيفة لدبلوماسيين من الدول العربية قولهم إن “قرار ترامب بشأن القدس جعل من غير الممكن سياسياً بالنسبة لهم الضغط على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للعودة إلى الطاولة بسبب الاستنكار الذي قد يسببه ذلك عن شعوبهم”.

وقد استثمر ترامب و كوشنر الكثير في تطوير العلاقات مع دول الخليج. لكن البيت الأبيض لا يعتمد على أصدقائه العرب في الترويج لمبادرة السلام.

كما واجه مساعدو ترامب نكسات أخرى. حيث تم تجريد كوشنر مؤخراً من تصريحه الأمني ​​السري للغاية، مما أثار تساؤلات حول وضعه كمستشار أعلى. وقال المسؤولون إن ذلك لن يعيق قدرته على التفاوض، لكنه قد يحد من وصوله إلى المعلومات الحساسة.

ومن أجل وضع أساس ما لطرح “صفقة القرن”، يعقد البيت الأبيض اليوم مؤتمراً تقاطعه السلطة الفلسطينية، لمناقشة سبل تخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، سيقوده كوشنر وغرينبلات، وكلاهما مصممان على “إعطاء زخم للجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في قطاع غزة، التي عانت من نقص في الأدوية والمياه بعد سنوات من الحصار الذي تفرضه إسرائيل ومصر” بحسب المصدر.

وأوضح بشأن مؤتمره “سيركز مؤتمرنا بشأن غزة في واشنطن على أفكار حول كيفية تطوير اقتصاد قابل للحياة في غزة مع مرور الوقت. وبالطبع، يجب أن تأخذ أي من هذه المبادرات بعين الاعتبار مخاوف مصر وإسرائيل الأمنية. الولايات المتحدة على أهبة الاستعداد لدعم هذه الجهود، إلى جانب دول أخرى تتوق إلى تقديم المساعدة، وأن الرئيس ترامب يدرك أنّ تحسين حياة الفلسطينيين في غزة سيكون بمثابة بناء اقتصاد مزدهر يمكن أن يصبح مستداماً ذاتياً. لن يخدم ذلك مصالح الفلسطينيين (بما في ذلك السلطة الفلسطينية) والولايات المتحدة فحسب، بل سيكون أيضاً في مصلحة حليفينا إسرائيل ومصر. وفيما نحاول بناء غزة، علينا أن نتذكر فشل حماس الكامل في الوفاء بأي من المهام الأساسية للحكم قد أوصل غزة إلى حافة الانهيار، مما استلزم استجابة المجتمع الدولي. تنشر الجهات الفاعلة السيئة مثل إيران الغضب وتشجّع على العنف في الخارج، ولا سيما تمويل تدريب حماس العسكري وتكديسها للأسلحة، بدلاً من تركيز جهودها على الاقتصاد المتعثر في الداخل” مؤكداً أنه “لا يجوز السماح لحماس بالمشاركة في أي حكومة مقبلة قبل أن تلتزم بشروط اللجنة الرباعية للشرق الأوسط، بما في ذلك الالتزام الصريح بالتخلي عن العنف والاعتراف بدولة إسرائيل وقبول الاتفاقات والالتزامات السابقة بين الطرفين. كما يجب عليها نزع السلاح والالتزام بالمفاوضات السلمية. ويجب أن تعالج حماس أيضاً قضية إنسانية أخرى وإعادة الجنود الإسرائيليين المفقودين الذين خطفتهم حماس، وكذلك المدنيين الإسرائيليين. ثمة طريقة لخلاص غزة إذا تحلّت حماس بشجاعة الاعتراف بالفشل ورسم مسار جديد”.

 

 
 

أضف تعليقك