ترمب يفرض ضغطا كبيرا على كوريا الشمالية
 
 
ترمب يفرض ضغطا كبيرا على كوريا الشمالية
 
 

عمان – الدستور

كانت حكومة كوريا الجنوبية قد أعلنت مؤخرا عن تقدم دبلوماسي واضح مع كوريا الشمالية: اتفاقية وقعت من قبل حكومة الرئيس كيم جونغ أون لمناقشة تفكيك برنامجها النووي مع الولايات المتحدة، والعمل على تعليق إجراء اختبارات الصواريخ والرؤوس الحربية في الوقت الذي تستمر فيه المحادثات. وإذا تم التأكيد من قبل نظام بيونغ يانغ، فإن التغيير في الموقف سوف يسجل ناجحا لسياسة إدارة ترمب من فرض «أعلى درجات الضغط» على كوريا الشمالية وفتح باب الحاجة إلى تقليل التوتر على شبه الجزيرة الكورية. السؤال الآن هو هل الرئيس ترمب مستعد للاستفادة من الفرصة أم لا.

وكان السيد ترمب قد رحب بإعلان كوريا الجنوبية بشكل مناسب: بشكل إيجابي، لكن مع القليل من الحذر. فقد كان قد تحدث عن «التقدم المحتمل» في الوقت ذاته تحدث عن أن الولايات المتحدة «مستعدة لان تمضي قدما بشكل جيد في كل من الاتجاهين». الإعلان المفاجئ من قبل حكومة مون جي إن الكورية الجنوبية الحمائمية لايزال بحاجة أن يتم التحقق منه. فلم يكن نظام السيد كيم قد أكيد بشكل علني ماذا يمكن أن يتغير من رفضه لمناقشة برنامجه النووي، وهو موقف كان قد كرره مؤخرا.

إذا كانت كوريا الشمالية بالفعل مستعدة للمحادثة، على الأغلب وبشكل كبير إن أهدافها هي أهداف قصيرة الأمد وتكتيكية: فهي لربح تخفيف العقوبات الدولية وتجديد التنازلات الاقتصادية الممنوحة من كوريا الشمالية، أو أن يعمل على جلب المشاكل بين الحلفاء. في الجولات السابقة من المفاوضات، التي بدأت في عام 2005، كانت بوينغ يانغ قد وعدت باتخاذ خطوات نحو الأمام بشأن نزع الأسلحة النووية، ومن ثم تراجعت في الوقت الذي حصلت فيه على انفراجة اقتصادية. وبشكل ملاحظ، وكما قيل، كان السيد كيم قد قبل في محادثات مع وفد من كوريا الجنوبية في نهاية الاسبوع بأن التدريبات العسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية قد تتقدم. لكن معظم التحليلات تعتقد أن الهدف النهائي للنظام هو إجبار الولايات المتحدة على الانسحاب من كوريا الجنوبية.

مع ذلك فإن العرض الذي تم الحديث عنه يقدم بداية بأن على السيد ترمب أن يسعى إلى استغلال الأمر. فهذا الأمر يشير إلى أن العقوبات الجديدة الصارمة التي نجحت الإدارة في الدفع بها من خلال مجلس الامن التابع للأمم المتحدة، والتي تطبقه بنفسها، قد شكلت ضغطا حقيقيا على النظام. وحتى لو أن المحادثات قد قادت فقط إلى تعليق ثابت لما كان بمثابة سلسلة لم يسبق لها مثيل من اختبارات الصواريخ النووية لكوريا الشمالية – التي أوصلت النظام إلى حافة نشر صواريخ بالستية عابرة للقارات برؤوس نووية قادرة على ضرب الولايات المتحدة- التي قد تحرز المزيد من التقدم. بالنسبة للولايات المتحدة، فإن التحدي يكون بتحقيق وضع راهن أكثر استقرارا دون تخفيف سابق لأونه للضغط على النظام.

ليس من الواضح سواء كانت إدارة ترمب مستعدة لهذا التحدي الدبلوماسي أم لا. إن توقعاتها بشأن المحادثات، على الأقل كما تعبر عنها بشكل عام، غير حقيقية: إنه من غير المحتمل أن يوافق نظام السيد كيم أبدا أن ينزع السلاح النووي بشكل كامل، أو حتى اتخاذ الخطوات الممكنة تجاه نزع السلاح النووي الذي كانت الإدارة قد طالبت به. و الامر الذي لا يجدي نفعا أن لا يكون للسيد ترمب فريق كوري متواجد: فليس هناك سفير لدى كوريا الجنوبية، وليس هناك وزيرا مساعدا مؤكدا لوزارة الخارجية في المنطقة، وليس هناك أيضا مبعوثا خاصا. الإجراء الأول الجيد كردة فعل على التطورات التي حدثت مؤخرا بالنسبة للسيد ترمب هو ملئ الشواغر في تلك الوظائف بخبراء محنكين. ومن ثم أن يجعلهم يعملون لابتكار استراتيجية جدية واقعية لمشاركة نظام كيم – دون التضحية، الآن، «بالضغط بأعلى مستوياته».

 
 

أضف تعليقك