ترامب يتوعد دمشق ويحذر بوتين
 
 
ترامب يتوعد دمشق ويحذر بوتين
 
 

دمشق – اتهمت دمشق وموسكو أمس الاثنين إسرائيل باستهداف قاعدة عسكرية تابعة للجيش السوري في وسط البلاد موقعة عددا من القتلى، في وقت تتصاعد فيه نبرة التهديد من قبل الدول الغربية ازاء تقارير تتهم القوات الحكومية بشن هجوم كيميائي.

وتعهدت باريس وواشنطن برد قوي ومشترك بعد التقارير حول الهجوم الكيميائي في مدينة دوما، التي بدأت تشهد أمس الاثنين على آخر عملية إجلاء للمسلحين من الغوطة الشرقية قرب دمشق.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن طائرتين حربيتين اسرائيليتين قصفتا المطار بثمانية صواريخ موجهة، مشيرة إلى أن الدفاع الجوي السوري دمر خمس صواريخ من أصل الثمانية. وأفاد المرصد السوري بدوره عن 14 قتيلاً من الجيش والقوات الموالية في الضربة الجوية، «بينهم ثلاث ضباط سوريين ومقاتلون إيرانيون».

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن العسكريين الروس في سوريا حذروا مرارا وتكرارا من وجود تحضيرات للقيام باستفزازات هدفها اتهام دمشق باستخدام مواد كيميائية سامة ضد المدنيين. وأشار لافروف في مؤتمر صحفي، أمس الاثنين، إلى أن «ما شاهدناه في الصور التي تظهر المصابين، وكيفية علاجهم من قبل أشخاص غير محميين، ولم يصابوا، يذكرنا بلقطات سابقة بثها ما يعرف بأصحاب القبعات البيض». وأضاف «إن ما وقع هدفه القيام بحملة شاملة تستهدف الحكومة السورية، وكذلك موسكو وإيران، نظرا لأننا ندعمها».

واستغرب وزير الخارجية الروسي كيف استطاع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بهذه السرعة، تبادل الأدلة على استخدام الرئيس السوري بشار الأسد للأسلحة الكيميائية! وقال لافروف إن الخبراء الروس وممثلي الهلال الأحمر السوري لم يجدوا هناك أي أثر لاستخدام الكلور وأي غازات أخرى.

وفيما يتعلق بتهديدات ترامب بأن واشنطن لا تستثني توجيه ضربة ضد سوريا، قال وزير الخارجية لافروف «إن عسكريينا ردوا على هذه التهديدات بالفعل بأنه لدينا التزامات مع الحكومة السورية الشرعية، ونحن موجودون في هذا البلد بطلب من دولة عضو في منظمة الأمم المتحدة».

وفي ظل التطورات التي شهدتها سوريا أمس والمتمثلة في قصف إسرائيل القاعدة العسكرية السورية «تيفور»، اعتبر لافروف أن «هذه التطورات خطرة في ظل وجود لاعبين لم يدعوهم أحد إلى سوريا، ولديهم أهداف معلنة وغير معلنة». وتعليقا على العملية العسكرية التي ينفذها الجيش التركي شمال سوريا قال لافروف: «إن موسكو تأمل بأن تعيد السلطات التركية سيطرة منطقة عفرين للحكومة السورية. وأضاف لافروف: «لم يعلن الرئيس أردوغان أن تركيا تريد احتلال عفرين، ونحن ننطلق دائما من حقيقة أن أسهل طريقة لتطبيع الوضع في عفرين، عندما يعلن الممثلون الأتراك أن الأهداف الرئيسية التي وضعوها أمامهم هناك، تحققت، وسوف نعيد الأرض لسيطرة الحكومة السورية. «لم نسترشد أبدا بموقف آخر».

وأكد وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، أن الولايات المتحدة لا تستبعد تنفيذ عمليات عسكرية ضد قوات الجيش السوري ردا على ما تصفها بالهجوم الكيميائي في مدينة دوما. وقال ماتيس أمس في واشنطن «في الوقت الحالي لا أستبعد أي شيء». وأضاف ماتيس مشددا: «النقطة الأولى التي يجب لفت الانتباه إليها هي لماذا لا يزال استخدام الأسلحة الكيميائية مستمرا في سوريا في الوقت الذي كانت فيه روسيا الجهة الضامنة لإتلاف كل السلاح الكيميائي هناك».

وفي وقت توشك فيه عملية خروج مسلحي المعارضة وعوائلهم من مدينة دوما في غوطة دمشق الشرقية على الانتهاء، أكدت مصادر سورية أن القوات الحكومية تستعد لشن عملية عسكرية واسعة جنوب العاصمة.

ويحشد الجيش السوري على مدى الأيام الأخيرة قواته بمحيط مخيم اليرموك، تمهيدا لاستعادة المنطقة التي يسيطر تنظيم «داعش» الإرهابي على القسم الأكبر منها. وسجل نشطاء استقدام القوات السورية وحلفائها تعزيزات ملموسة إلى المنطقة، بما في ذلك آليات وعربات مدرعة ومعدات وكميات كبيرة من الذخيرة، بينما تشهد الأحياء الخاضعة لـ»داعش» حالة من الاستنفار، حيث يستعد المسلحون للمعركة التي من المرجح أن تبدأ عقب استكمال خروج مسلحي «جيش الإسلام» المعارض وعوائلهم من بلدة دوما إلى شمال سوريا، ما سيتيح للقوات الحكومية إحكام سيطرتها على كامل الغوطة الشرقية وتأمين العاصمة من هذا الاتجاه.

وأفاد نشطاء، في وقت سابق من الشهر الجاري، بأنه بالتزامن مع الاستعدادات لعملية عسكرية ضد «داعش» في مخيم اليرموك فإن المفاوضات جارية بين الحكومة السورية والطرف الروسي من جانب، وممثلي الفصائل المعارضة المسيطرة على عدة مناطق وبلدات في ريف دمشق الجنوبي الغربي من جانب آخر، حيث من المتوقع أن يتم التوصل إلى اتفاق بشأن خروج المسلحين، غير الراغبين في تسوية أوضاعهم، من بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم.(وكالات)

 
 

أضف تعليقك