سوريا تستنفر وأمريكا تدرس ردًا عسكريًا جماعيًا
 
 
سوريا تستنفر وأمريكا تدرس ردًا عسكريًا جماعيًا
 
 

عمان – الدستور

عواصم – تشهد قواعد الجيش السوري حالة استنفار لدى كافة وحداتها غداة تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب برد قوي وقريب ملوحاً بالخيار العسكري بعد تقارير حول هجوم كيميائي وتوجيه اصابع الاتهام الى دمشق.

وتتوعد دول غربية منذ يومين بـ»رد قوي»، وتحدث ترامب عن قرار مهم في «وقت قصير جداً» فيما أكدت فرنسا انها سترد في حال تخطت دمشق «الخط الأحمر»، بعد أن تحدث مسعفون عن سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى في هجوم كيميائي مساء السبت في مدينة دوما.

وحذرت موسكو، حليفة دمشق، من «خطورة» الاتهامات، وأعلنت انها ستقدم مشروع قرار دولي للتحقيق في الأمر رداً على مشروع آخر قدمته واشنطن، فيما دعت سوريا أمس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية للدخول الى دوما والتحقيق «حول ادعاءات استخدام السلاح الكيميائي».

وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس أن «قوات الجيش تواصل استنفارها منذ مساء الاثنين تحسباً لضربات محتملة» تهدد بها الدول الغربية. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس «عممت قيادة أركان الجيش منذ منتصف الليل تنفيذ استنفار لمدة 72 ساعة على كافة القطاعات العسكرية، المطارات والقواعد» في كافة المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية، وبينها دمشق. وأضاف «هذا الشيء لا يحصل الا رداً على التهديدات الخارجية (…) هناك تحصينات وتدريبات للانتشار السريع».

وأعلن البيت الأبيض، أمس الثلاثاء، أن رئيس أميركا وفرنسا، دونالد ترامب وإيمانويل ماكرون، ناقشا هاتفيا للمرة الثانية خلال يوم واحد كيفية الرد على الهجوم الكيميائي السوري المزعوم في مدينة دوما.

وأبلغ مسؤولون أمريكيون رويترز أن الولايات المتحدة تدرس ردا عسكريا جماعيا على الهجوم بغاز سام بسورية، بينما أدرج خبراء بضع منشآت رئيسة كأهداف محتملة. وساق خبراء بشأن الحرب السورية فرنسا وربما بريطانيا وحلفاء في الشرق الأوسط كشركاء محتملين في أي عملية عسكرية أمريكية، والتي ستستهدف منع أي استخدام للأسلحة الكيماوية مستقبلا في النزاع السوري.

ولم يكشف المسؤولون الأمريكيون، الذين تحدثوا لـ»رويترز» شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، عن أي خطط، لكنهم أقروا بأن الخيارات العسكرية قيد التطوير، ورفض البيت الأبيض ووزارتا الدفاع «البنتاغون» والخارجية الأمريكيتان التعليق على خيارات محددة أو ما إذا كان العمل العسكري محتملا.

وأعرب نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف عن أمل موسكو في ألا تصل الأمور في سوريا إلى مستوى التهديد باندلاع مواجهة عسكرية بين روسيا والولايات المتحدة. وأكد بوغدانوف أمس، أثناء مؤتمر صحفي، أن موسكو لا تزال تجري اتصالات عملية مع واشنطن بخصوص سوريا، مؤكدا أن الطرف الروسي يأمل في أن تنتصر العقلانية في هذا البلد.  وعبر مسؤولون بأجهزة المخابرات الأميركية عن اعتقادهم بوقوع هجوم كيميائي بالفعل، لكنهم قالوا إن واشنطن لا تزال تجمع معلومات. وذكر ترامب دون الخوض في التفاصيل أنه يستجلي حقيقة من يقف تحديدا وراء الهجوم.

وتوقع الخبراء أن تركز الضربات الانتقامية، إذا وقعت، على منشآت مرتبطة بما ورد في تقارير سابقة عن هجمات بالأسلحة الكيماوية في سورية. وأشاروا إلى ضربات محتملة لقواعد تشمل قاعدة الضمير الجوية، التي توجد بها الطائرات الهليكوبتر السورية من طراز مي-8 والتي ربطتها وسائل التواصل الاجتماعي بالضربة في دوما.

وقال مسؤول أميركي، بأنه لا علم له بأي قرار بتنفيذ ضربة انتقامية، لكنه ذكر أن أي خطط لهجوم محتمل قد تركز على أهداف مرتبطة ببرنامج الأسلحة الكيماوية السوري بينما سيسعى لتفادي أي شيء قد يؤدي إلى انتشار غازات سامة في مناطق مدنية.

إلى ذلك، أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» بأن مدمرة أميركية ثانية قد تدخل البحر المتوسط في الأيام القريبة القادمة، وذلك بالإضافة إلى المدمرة «USS Donald Cook» الموجودة حاليا في المتوسط.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين في مجال الدفاع: «توجد شرق البحر المتوسط مدمرة «USS Donald Cook» الصاروخية، ويمكنها المشاركة في أي ضربة على سوريا. ومن المفروض أن تصل مدمرة «USS Porter» إلى هذه المنطقة بعد عدة أيام».

من جهتها نقلت الصحيفة عن مصدر في البنتاغون أن المدمرة «USS Donald Cook» غادرت الاثنين ميناء قبرص وأبحرت في اتجاه سورية، مشيرة إلى أن السفينة مزودة بـ60 صاروخ مجنح من طراز «توماهوك».

هذا وأفادت صحيفة «حرييت» التركية بأن طائرات حربية روسية قامت بالتحليق فوق مدمرة «USS Donald Cook» الأميركية 4 مرات على الأقل، غير أن البنتاغون فيما بعد نفى هذه الأنباء.

في موضوع آخر، أعلنت أنقرة مجددا أن بلادها تحترم وحدة أراضي سوريا ولا تخطط لاحتلال أجزاء منها، مؤكدة أن القوات التركية ستغادر منطقة عفرين مع التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية.

وصرح نائب الرئيس التركي، بكر بوزداغ «لم نأت إلى هناك كمحتلين ولا نخطط للبقاء هناك، إننا نحترم وحدة أراضي سوريا». وأضاف: «طهرنا عفرين من الإرهابيين ونواصل عمليات إزالة الألغام. تشهد سوريا الآن فراغا في السلطة وهناك قوى مختلفة ومعارضة، سنسلم السلطة في عفرين للسكان المحليين لكي يديروا أمور حياتهم بأنفسهم». وشدد بوزداغ على أن «الشيء الأهم الآن هو إيجاد مخرج سياسي للأزمة وبمجرد إيجاده سننسحب من هناك». وأشار إلى أن الأزمة السورية لا يمكن حلها عسكريا. (وكالات)

 
 

أضف تعليقك