أمريكا تدشّن سفارتها في القدس المحتلة اليوم
 
 
أمريكا تدشّن سفارتها في القدس المحتلة اليوم
 
 

 فلسطين المحتلة -  بدأت إسرائيل وسط إجراءات أمنية مشددة احتفالاتها بالذكرى الـ51 لاحتلال القدس وإعلانها «عاصمتها الموحدة»، حيث نظم مساء امس مهرجان رسمي بحضور الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على خط التماس مع القدس الشرقية المحتلة.

وستصل هذه الاحتفالات ذروتها اليوم الاثنين بافتتاح السفارة الأميركية في القدس بحضور وفد أميركي رفيع المستوى يضم وزير الخزانة ونائب وزير الخارجية وصهر الرئيس الأميركي ومستشاره جاريد كوشنر وعشرات من أعضاء الكونغرس.

كما وصلت نجلة الرئيس الامريكي دونالد ترامب، إيفانكا وزوجها جاريد كوشنير الى مدينة القدس المحتلة، للمشاركة في «احتفال» نقل سفارة بلادهم من تل ابيب الى المدينة

وعلّقت ايفانكا بالقول على زيارتها لمدينة القدس المحتلة، انها تشعر بالفخر بزيارتها للقدس مجددا، ولتثميل ترامب في هذه الاحتفالية المميزة، وتنتظر المشاركة باحتفال «اقامة دولة اسرائيل» الـ 70، وانها ستصلي للسلام ومن اجل التحالف مع اسرائيل.

من جانبهم يستعد الفلسطينيون في كل أماكن تواجدهم في الداخل والشتات اليوم  للتحرك بمسيرات مليونية صوب مواقع الاحتلال «الإسرائيلي» للتصدي للعدوان الأمريكي و»الإسرائيلي» بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة ولإحياء الذكرى الـ70 للنكبة الفلسطينية وسط تعزيزات كبيرة من جيش الاحتلال «الإسرائيلي» في مناطق الاشتباك المباشر.

ونشرت قوات الاحتلال 11 كتيبة من الجيش على امتداد الحدود مع قطاع غزة، أما في الضفة الغربية والقدس فتم تعزيز القوات بوحدات أخرى لقمع المسيرات المرتقبة اليوم وغدا والتي يتوقع خلالها جيش الاحتلال أن 100 ألف فلسطيني سيتجاوزون السياج الفاصل شرق قطاع غزة.

«الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار» دعت الشعب الفلسطيني إلى المشاركة في «مليونية العودة وكسر الحصار» التي تنظّم اليوم الاثنين في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة وأراضي الـ48 والمخيمات والشتات احتجاجاً على نقل السفارة الأمريكية.

وحضت الهيئة على «الاحتشاد الكبير في المناطق الشرقية لقطاع غزة ونقاط التماس في الضفة الغربية وفي ساحة باب العامود في القدس، بدءاً من الساعة العاشرة من اليوم».

وقال منسق «الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار» القيادي في حركة الجهاد الإسلامي» الشيخ خالد البطش: «إن شعبنا قرر أن يكون يوم غد 14 أيار يوماً تاريخياً في مسيرات العودة»، داعياً العالم إلى الإصغاء لمطالب شعبنا في التمسك بحق العودة ورفض نقل السفارة الأميركية إلى القدس ورفض صفقة القرن».  وطالب البطش خلال مؤتمر صحافي في مدينة غزة بوقت سابق، بضرورة التزام الإجراءات التي أعلنتها الهيئة المتمثلة في تعطيل المؤسسات العامة والجامعات ومرافق الحياة للتوجه للمشاركة في يوم الزحف الأكبر، عدا وسائل النقل التي ستنقل الجماهير».

وجدد التأكيد على أن «المسيرات ذات طابع سلمي»، داعياً «الفلسطينيين في القدس والداخل المحتل الى إسقاط مؤامرة نقل السفارة وصفقة القرن والاحتشاد في ساحات باب العامود وأقرب نقطة من السفارة الأميركية في القدس». كما طالب «برفع أصوات التكبير في مساجد فلسطين كافة، وقرع أجراس الكنائس».

أما في القدس المحتلة فقد دعا مفتي القدس والديار المقدسة الشيخ محمد حسين، الشعب الفلسطيني بكافة مكوناته السياسية والدينية إلى المشاركة الواسعة في مسيرات سلمية احتجاجاً على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس واحتجاجاً على الإجراءات الاحتلالية «الإسرائيلية» المتطرفة إضافة لإحياء الذكرى الـ70 للنكبة الفلسطينية.

في المقابل ذكرت صحيفة «هآرتس» العبرية، أن جيش الاحتلال وقوات الشرطة «الإسرائيلية»عززتا من قواتهما في القدس والضفة الغربية وعلى حدود قطاع غزة، وفي مدن الداخل المحتل بآلاف الجنود وأفراد الشرطة، وقوات حرس الحدود، لقمع المظاهرات التي ستندلع يوم إحياء النكبة ويوم نقل السفارة الأمريكية للقدس اليوم.  وعلى ضوء تلك التعزيزات قال ضابط «اسرائيلي» في ما يسمى «القيادة الجنوبية» في جيش الاحتلال، بأن الجيش يتوقع أن تكون المسيرة الكبرى لسكان قطاع غزة أكثر عنفاً من جميع المسيرات التي جرت خلال الاسابيع الماضية.  وقَدَر جيش الاحتلال أن قرابة 100 ألف فلسطيني سيحاولون اجتياز الحدود بين قطاع غزة و»إسرائيل»، حيث لا يستبعد أن يتخلل عملية الاجتياز عمليات مقاومة ضد الجنود «الإسرائيليين».  في سياق متصل ذكرت صحيفة «يديعوت أحرنوت» ، أن حكومة الاحتلال «الإسرائيلي» قررت البدء بالسيطرة على جميع أنحاء شرق القدس المحتلة، تزامناً مع نقل السفارة الأمريكية اليوم.

ووفقاً للصحيفة، فقد خصصت حكومة الاحتلال 50 مليون شيكل  لفرض المزيد من سيادتها على شرق القدس.

وبحسب «يديعوت»، فالقرار سيتيح لـ»إسرائيل» أن تصادر أراضي من أحياء بيت حنينا وصور باهر وجبل هتصوفيم.

وتابعت، أنه سيتم العمل وفق خطة التسجيل التابعة لما تسمى سلطة الأراضي وسيتم تسوية جزء من  قضية الأراضي حتي نهاية 2021،  وسيتم استكمال الخطة حتى 2025.  وحسب ما تسمى بوزارة القضاء «الإسرائيلية»، فإن الحديث يدور عن بدء فرض السيادة «الإسرائيلية» كلياً على أحياء شرق القدس المحتلة.  وقالت ما تسمى وزيرة القضاء «الإسرائيلية» ايليت شيكد:  سنعزز وجودنا في شرقي القدس فنحن بالفعل بدأنا بفرض السيادة «الإسرائيلية» على شرقي القدس .

وانتشرت قوات الاحتلال، في البلدة القديمة والشوارع المحيطة بها، لتأمين «مسيرة الأعلام السنوية -رقصة الأعلام» التي شارك فيها عشرات الآلاف من المستوطنين في ذكرى احتلال الشق الشرقي لمدينة القدس.
وانتشرت قوات الاحتلال بكثافة في الشوارع المحاذية للبلدة القديمة، باب الاسباط والساهرة وباب العمود وباب المغاربة، وتواجدت مركبات الاحتلال في الأحياء القريبة وبالتحديد الصوانة ووادي الجوز وبلدة سلوان.  وأفاد شهود عيان أن مجموعات متتالية من المستوطنين نظمت جولات لها من قرية الطور مرورا بحي الصوانة ثم باب المغاربة وصولا الى حائط البراق، ونظمت مسيرات في بلدة سلوان، إضافة الى مسيرات على أبواب المسجد الأقصى من الجهة الخارجية، ووصلت هذه المسيرات ذروتها حيث وصل عشرات الآلاف من المستوطنين من غرب القدس باتجاه الشرق، واخترقت المسيرة الشوارع العربية وسط استفزازات وتضييقات على المقدسيين.

وشرعت قوات الاحتلال بنصب السواتر الحديدية في الطرقات والشوارع المؤدية إلى البلدة القديمة.    من ناحية اخرى قالت صحيفة «هارتس» العبرية على موقعها الإلكتروني ان حكومة الاحتلال الاسرائيلي خصصت في جلستها الأسبوعية امس، مبلغ نصف مليار دولار لتهويد القدس، والمعروف بمشروع «أسرلة» القدس، أي فرض الطابع الإسرائيلي على الشطر الشرقي من مدينة القدس المحتلة. وسينفق هذا المبلغ على مدى خمس سنوات، وسيبدأ بفرض المنهاج الإسرائيلي على المدارس العربية التي تعتمد المنهاج الفلسطيني حتى الآن ابتداءً من العام الدراسي المقبل، ومنع خريجي الثانوية العامة من التقدم لامتحان انجاز (التوجيهي) الفلسطيني واستبداله بامتحان الثانوية الإسرائيلي (البغروت) خلال ثلاث سنوات حيث ان التحضير للبغروت يبدأ من الصف العاشر.

ومن المقرر في اطار مشروع «الاسرلة»، شق شوارع جديدة تربط شطري القدس وفتح المزيد من العيادات الصحية التابعة لصناديق المرضى الإسرائيلية وربط كافة المشافي في المدينة بالنظام الصحي الإسرائيلي.
من ناحية ميدانية اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي ستة عشر فلسطينيا من أنحاء مختلفة في الضفة الغربية المحتلة.

وقال نادي الاسير الفلسطيني في بيان له ان قوات الاحتلال الاسرائيلي اقتحمت مناطق متفرقة في مدن الخليل ورام الله والبيرة وقلقيلية وطولكرم واعتقلت المواطنين الستة عشر.وكالات

 
 

أضف تعليقك