العراق: تحالف الصدر والعامري انتصار إيراني على أمريكا
 
 
العراق: تحالف الصدر والعامري انتصار إيراني على أمريكا
 
 

بغداد – أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الأسبوع الماضي عن تشكيل تحالف جديد بين ائتلاف «سائرون»، الذي يدعمه، وائتلاف «الفتح» الذي يقوده هادي العامري. وخلفت الانتخابات البرلمانية العراقية تداعيات كثيرة إلا أن دخول الصدر في هذا التحالف فاجأ الأوساط السياسية والشعبية داخل البلاد وكذلك مراقبين في الخارج. ووفق نتائج الانتخابات المعلنة في أيار الماضي، حل تحالف «سائرون»، المدعوم من الصدر، في المرتبة الأولى بـ54 مقعدًا من أصل 329، يليه تحالف «الفتح» بـ47 مقعدا.

وجاء الإعلان عن هذا التحالف مؤخرًا، رغم أن ظاهر الحال يوحي بأن الرجلين ينتميان لخطين سياسيين متباعدين، حيث يُصور الصدر نفسه على أنه «رجل قومي»، يعمل على تعزيز علاقات العراق مع الدول العربية؛ وخاصة دول الخليج العربي وعلى رأسها السعودية، وهو ما يحظى برضا الولايات المتحدة أيضًا.

في المقابل، تحظى كتلة العامري وهي تحالف مكون من أذرع سياسية لفصائل «الحشد الشعبي»، بدعم واضح من إيران المنافس الإقليمي للسعودية.

ويبدو أن هذا التحالف هو ثمرة تفوق إيران على الولايات المتحدة، وكأن جهود قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني والإرادة الايرانية قد تغلبت على الإرادة الأمريكية، حيث نجحت طهران في ممارسة ضغوط لأيام متتالية أفضت إلى تحالف العامري والصدر.

وجاء في الأنباء أن زيارة غير رسمية أجراها نجل خامنئي إلى العراق، الأحد قبل الماضي، اجتمع فيها على مائدة إفطار رمضانية، بكل من قاسم سليماني، وزعيم «ائتلاف دولة القانون»، نوري المالكي، فضلًا عن العامري، وقادة «الحشد الشعبي» في مقر السفارة الإيرانية ببغداد. وذهب مراقبون إلى الاعتقاد آنذاك، بأن إيران تعمل على رص صفوف السياسيين الشيعة المقربين منها، وعلى رأسهم المالكي، والعامري في مواجهة التحالف الذي يعمل الصدر على تشكيله، وذلك قبل أن يفجّر الأخير مفاجأته الأخيرة بالتحالف مع العامري.

ورغم أن أنصار طرفي تحالف الصدر-العامري، كانوا في خصومة واضحة على مدى سنوات، فإنهم باتوا يبررون التحالف بأنه يجنب البلاد حربًا شيعية- شيعية. إلا أن المراقب السياسي العراقي، نجم القصاب، يتصور أن ثمة هدفًا آخر لا يبتعد عن دائرة البيت الشيعي، يقف خلف هذا التحالف، وهو أن أغلب الشيعة باتوا على قناعة بضرورة سحب منصب رئيس الوزراء من حزب «الدعوة». ويتزعم العبادي ائتلاف «النصر» الذي حل ثالثًا بـ42 مقعدًا، وينتمي لحزب «الدعوة»، الذي يقود الحكومات العراقية المتعاقبة منذ تنظيم الانتخابات في العراق عام 2006، في أعقاب إسقاط النظام العراقي السابق على يد قوات دولية قادتها الولايات المتحدة.
عندما انضم تحالف المالكي لفترة وجيزة إلى تحالف العامري قُبيل الانتخابات، علق الصدر بالقول: «أعزي الشعب العراقي» بهذا التحالف، الذي وصفه حينها بأنه يخدم المحاصصة الطائفية. غير أن الصدر وضع نفسه في مرمى الاتهامات التي كان يلقيها بالأمس على الآخرين، فهذا التحالف سيجبر الأكراد والسنة على الاصطفاف داخل بيوت سنية وكردية من جديد، مع ان البرنامج الخاص به لم يطرح بعد.

في سياق آخر، أكد قيادي بالجماعة الاسلامية الكردستانية، أمس الاثنين أن الاحزاب الكردية الرافضة لنتائج الانتخابات لن تدخل في أي تحالف مع الحزبين الكرديين الرئيسيين للمشاركة في البرلمان والحكومة العراقية المقبلة، لافتا الى أن كل الخيارات مفتوحة امام تلك الاطراف منها تشكيل قائمة موحدة للمشاركة في البرلمان والحكومة العراقية.

وقال شوان رابر في حديث لـ السومرية نيوز، إن «الاحزاب الكردية الرافضة لنتائج الانتخابات لم تقررمشاركتها في الحكومة العراقية المقبلة»، مشيرا الى أن «هذه الاطراف حريصة على تنفيذ القرارات الصادرة من البرلمان العراقي والمحكمة الاتحادية بشأن العدوالفرز اليدوي». وأضاف رابر أن «الأحزاب الرافضة لنتائج الانتخابات لا تشارك في اي تحالف مع الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد والوطني الكردستاني للمشاركة في الحكومة العراقية المقبلة»، لافتا الى أن «كل الخيارات مفتوحة امامهم منها تشكيل قائمة موحدة للمشاركة في البرلمان والحكومة العراقية». (وكالات)

 
 

أضف تعليقك