مراقبون يستبعدون شن حرب أميركية على إيران رغم ارتفاع وتيرة تهديدات ترامب
 
 
مراقبون يستبعدون شن حرب أميركية على إيران رغم ارتفاع وتيرة تهديدات ترامب
 
 

واشنطن – “القدس” دوت كوم- سعيد عريقات- أثارت التهديدات المتصاعدة المتبادلة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والقادة الإيرانيين، أصداء في واشنطن، تذكر بالتهديدات النارية التي تبادلها الرئيس ترامب مع كوريا الشمالية في بداية العام الجاري، كما وأثارت مخاوف بشأن نشوب مواجهة عسكرية في الخليج العربي، الشريان الحيوي لإمدادات النفط العالمية، أو ربما صراعا أكبر من ذلك.

وحذر ترامب الرئيس الإيراني حسن روحاني في رسالة على تويتر من عواقب كارثية ستعود على بلاده إذا ما هددت الولايات المتحدة، ما رفع حدة التوترات إلى مستوى جديد.

ويرى العديد من المحللين المعنيين بالسياسة الإيرانية رسالة ترامب بأنها جزء من مناورة تخويف، وليست تهديدا حقيقيا، فيما توقع قلة منهم اندلاع حرب بين إيران والولايات المتحدة.

ويعود ذلك جزئياً إلى إدراك القيادة الإيرانية مدى تفوق القوات المسلحة الأميركية على قواتها، وأن الرئيس الأميركي يعتقد بأنه سيحقق الهيمنة الجوية والبحرية في أي نزاع مع طهران، وبالتالي فلا يستبعد أحد حدوث اشتباك مسلح أو اي شكل آخر من أشكال الرد الإيراني، كهجوم إلكتروني على سبيل المثال، لتحدي رسالة ترامب.

ونسبت صحيفة “نيويورك تايمز” لكليف كبتشان، وهو رئيس مجموعة أوراسيا، وهي مؤسسة استشارات سياسية في واشنطن، قوله “لا أعتقد أن أياً منهما يريد الحرب”، لكنه يرى أن شخصية ترامب الهجومية توحي بإمكانية الدخول في مرحلة تصعيدية محتملة، “وهذا سيمثل خطراً حقيقياً”.

ويقول منتقدو ترامب إنه (الرئيس ترامب ) أحاط نفسه بسياسيين يمينيين يتبنون وجهات نظر متشددة مثله، وأبرزهم مستشاره للأمن القومي جون بولتون، ووزير خارجيته مايك بومبيو الذي يرغب في تغيير النظام في إيران، وكان رحّب في أيار الماضي بقرار إلغاء المشاركة الأميركية في الاتفاق النووي مع إيران لعام 2015.

ويقول بعض المحللين السياسيين، إن ترامب يعتقد أن تهديداته الموجهة إلى إيران قد تجبر القادة الإيرانيين على إجراء مفاوضات معه لمعالجة ما يعتبره عيباً قاتلاً في الاتفاق النووي، الذي تعهدت إيران بموجبه بعدم امتلاك أسلحة نووية.

يشار إلى أن ترامب هنأ نفسه مراراً على نجاحه في تنفيذ إستراتيجية الضغط تلك على زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، ووصفها بأنها كانت حاسمة في قرار كيم بوقف اختبار القنابل والصواريخ النووية ولقاء ترامب في قمة الشهر الماضي في سنغافورة. لكن المحللين الذين درسوا إيران منذ فترة طويلة، يشككون بشدة في احتمال رضوخ قادتها للضغوط الأميركية، إذ يقول هوتشانغ حسن ياري، أستاذ العلوم السياسية بجامعة كوينز والكلية العسكرية الملكية في أونتاريو بكندا لنيويورك تايمز، إن “النظام الذي ظل لمدة 40 عاماً يهتف /الموت لأمريكا/ لا يمكنه أن يتراجع في وجه سياسات الرئيس ترامب العدوانية”.

ويعتقد آخرون ان إدارة ترامب ربما أساءت تقدير مدى صمود النظام الإيراني، الذي يمتلك أجهزة عديدة للسيطرة على الأوضاع الداخلية. ولا يوجد ما يشير إلى أن “المنشقين” في إيران يمكنهم فعل أكثر من مجرد القيام باحتجاجات متفرقة.

ويقول خبراء أن الولايات المتحدة ستنتصر بلا شك في أي حرب تقليدية مع إيران، فالقوات الأميركية التقليدية تتفوق على القوات الإيرانية بكل المجالات ، فهناك ما يقرب من 1.3 مليون جندي أميركي غير الاحتياط، أي ما يقارب ثلاثة أضعاف الجيش الإيراني، كما أن الإنفاق العسكري الأميركي السنوي تجاوز 600 مليار دولار خلال العام الماضي، مقابل حوالي 16 مليار دولار في إيران، ولدى الأميركيين ما يقرب من 6 آلاف دبابة بينما يقل مخزون إيران عن 1700 دبابة، وتضم القوات الجوية والبحرية الأميركية أكثر من 13 ألف طائرة وما يقرب من 300 سفينة حربية، ولكن هذا لا يعني بأن ترامب مستعد لدعم تهديداته بغزو إيران، فقد قال إنه يريد سحب الولايات المتحدة من التشابكات العسكرية الأجنبية، ولا يبدو أن الأميركيين لديهم شهية لخوض حرب أخرى.

من جهتها قالت باربرا سلافين، مديرة مبادرة مستقبل إيران في المجلس الأطلسي وهي مجموعة بحثية مقرها واشنطن “لا أتوقع نشوب حرب فعلية –فهذا ليس في مصلحة أحد، ولا يريد ترامب حتى أن يبقي الجنود الأميركيين على الأرض في سوريا”، فيما يعتقد تريتا بارسي، رئيسة المجلس الوطني الإيراني الأميركي في واشنطن أن “التصعيد دون سبل خروج ممكنة هو دائماً خطير للغاية، وقد يؤدي إلى الحرب، حتى لو لم يكن ذلك هو الهدف النهائي لترامب”.

 
 

أضف تعليقك