مفتتحا معرض فلسطين للعلوم والتكنولوجيا 2013 …فياض: الطريق للنهوض بنوعية التعليم ما زال طويلاً لكنه رحب وواعد
 
 
مفتتحا معرض فلسطين للعلوم والتكنولوجيا 2013 …فياض: الطريق للنهوض بنوعية التعليم ما زال طويلاً لكنه رحب وواعد
 
 

الأيام 12-3-2013-16

مفتتحا معرض فلسطين للعلوم والتكنولوجيا 2013

فياض: الطريق للنهوض بنوعية التعليم ما زال طويلاً لكنه رحب وواعد

رام الله – “الأيام”: اعتبر رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض أن معرض فلسطين للعلوم والتكنولوجيا 2013، والذي تنظمه وزارة التربية والتعليم يكتسبُ أهميةً مُتزايدةً، مشيراً إلى أن النهوض بالعملية التعليمية والارتقاء بواقعها وأدواتها واحتياجاتها يُشكلان أولويةً لإستراتيجية عمل مؤسسات دولة فلسطين وتطوير قدرتها على تقديم أفضل الخدمات لأبناء شعبنا.
وفي هذا السياق، ثمّن رئيس الوزراء الجهود المهمة التي تبذلها وزارة التربية والتعليم في رعاية الابداع والتميز، وخاصةً في مجال الاهتمام بتطوير قدرات الطلبة في التفكير النقديّ والإبداعيّ، وكذلك في تطوير قدرتهم على التواصل وحل المشكلات والتعلم الذاتيّ، وقال: “مع أنَ الطريق أمامَنا على هذا الصعيد ما زال طويلاً، إلاّ أنه رحب وواعد”.
جاء ذلك في كلمة رئيس الوزراء خلال حفل افتتاح المعرض بحضور وزيرة التربية والتعليم لميس العلمي، ومسؤولي الوزارة ومدير عام دائرة التسويق وتطوير الأعمال في الوطنية موبايل معتصم عتيلي، وغيرهم من ممثلي المديريات ووكالة الغوث والمؤسسات الشريكة والاهالي وأسرة الوزارة، وبمشاركةٍ واسعة من الطلبة المتميزين، حيث بارك فياض لهم تميزهم وإبداعهم، بما يضعهم على طريق المعرفة التي تمكنهم من الإسهام الفاعل والجديّ في بناء مجتمعنا والتصدي للتحديات التي يمرُ بها شعبُنا وقضيته الوطنية، ونقل لهم تحيات الرئيس أبو مازن ومساندته لجهودهم.
وأشاد فياض بإبداعات الطلبة والطالبات المتفوقين، الذين تميزوا بأعمالهم رغم الصعوبات والتحديات التي اعترضتهم، ليقدموا لمعرض فلسطين للعلوم والتكنولوجيا مشاريعَ مهمة ونوعية تم ترشيحها من بين مئات المشاريع المُقدمة من طلاب المدارس الحكومية والخاصة، إضافة إلى مدارس الوكالة.
وأكد رئيس الوزراء أن هذا المعرض الذي تنفذه وزارةُ التربية والتعليم سنوياً، يهدفُ إلى تطوير مهارات الإبداع ومناهج البحث العلميّ لدى الطلبة من أجل إعدادهم وتهيئتهم للمراحل الدراسية العليا وضمان انخراطهم في مجتمع المعرفة، ويعتبرُ حدثاً وطنياً بامتياز، فهو يعد أهم وأضخم حدث علميّ تكنولوجيّ على مستوى الوطن، ويعتمدُ معاييرَ وتعليماتٍ مُعتمدة في المسابقات والمعايير العالمية.
وتطرق فياض إلى النجاحات التي سبق وأن حققها المشاركون، وتمكنهم من حصد العديد من الجوائز المهمة والمراتب المتقدمة في المنافسات الإقليمية والدولية وقال: “لقد سبق وأن حقق المشاركونَ في هذا المعرض، نجاحات عديدة، وحصدوا العديد من الجوائز المهمة والمراتب المُتقدمة في المنافسات الوطنية والإقليمية والدولية. ففوز طالباتنا من مدرسة “وداد ناصر الدين” العام الماضي بمركز مُتقدم من خلال مشروعهم المُميز “النبتة الباكية”، وكذلك فوز طالباتنا في العام الذي سبقه بمشروع “العصا المُبصرة”، يُشكلان حافزاً إضافياً لنا لمراكمة المزيد من الخطى للارتقاء بنوعية التعليم والخدمات التعليمية والتربوية”.
وأضاف: “هذا التميز يحملُ، أيها الأخوات والأخوة، الأملَ في تعظيم القدرة على الإسهام الفاعل في تغيير الواقع نحو الأفضل، كما أنه يحملُ رسالة مهمة تحثنا جميعاً على تسخير جميع إمكانياتنا للنهوض بالتعليم ومخرجاته وتقديم المزيد من الدعم والرعاية للمواهب والتميز”.
كما أكد رئيس الوزراء أن الحكومة، ومن خلال وزارة التربية، وضعت ركائزَ ومعاييرَ أساسية لضمان إحداث انطلاقةٍ نوعية في قطاع التعليم، وتطوير مخرجاته القادرة على تلبية احتياجات ومتطلبات المجتمع الفلسطينيّ من خلال التصدي لمهمة إصلاح نظام التعليم وتطوير جودته ونوعيته، وربطه بحاجات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتهيئة الإنسان الفلسطينيّ القادر على الانخراط بكفاءة ٍفي مجال الإبداع والتنمية والمعرفة، وتطوير قدرته على المنافسة في المجالات العلمية، وعلى التفاعل بإيجابية مع التطور العلميّ والتكنولوجيّ.
واشار إلى ما بذلته الوزارة بشأن توفير “التعليم للجميع” في ظل بيئةٍ تربويةٍ وتعليميةٍ تتميزُ بجودتها العالية لتكون مُحفزة وداعمة بكل عناصرها. هذا بالإضافة إلى مواصلة تطوير البنية التحتية لقطاع التعليم، خاصةً في القدس وقطاع غزة، وفي المناطق الريفية والنائية وعموم المناطق المُسماة (ج)، وكذلك الارتقاء بالمناهج ومعايير ووسائل التقييم، وتعزيز البحث العلمي واستخدام تكنولوجيا المعلومات، وتطوير قدرات وكفاءة العاملين في قطاع التعليم.
وتوقف فياض أمام التقدم الذي تمكنت الأسرة التربوية من إحرازه لتحقيق هذه الأهداف، وقال: “لقد تمكنت الأسرةُ التربوية من التقدم بخطواتٍ مُتدرجةٍ لتحقيق هذه الأهداف، وبما يجعلُها قادرةً على الانتقال إلى مرحلة النهوض المطلوب بالعملية التربوية والارتقاء بالأداء المؤسسيّ. إلاّ أنه، ورُغم هذه الخطوات المهمة، لا يزالُ أمامنا الكثير من العمل الجاد للوصول إلى ما نصبو إليه من متطلبات تطوير نوعية نظام التعليم وإثراء المناهج التعليمية والتعليم اللامنهجيّ والارتقاء بواقع الكادر التربويّ، وتحقيق المزيد من متطلبات تأهيل المعلمين وتدريبهم وتنمية قُدراتهم، ومواكبة مُعطيات عصر التكنولوجيا والمعلوماتية”.
وشدد رئيس الوزراء على إصرار مؤسسات دولة فلسطين على حشد كل ما لديها من إمكانياتٍ وطاقاتٍ للنهوض بواقع الكادر التربويّ وتحسين ظروف عملهم، وبما يتناسبُ مع التضحيات والعطاء المُتواصل الذي يقدمونه، مؤكداً على الاستمرار في بذل كل جُهد مُمكن لاستنهاض طاقات شعبنا وتمكينه من تحقيق أهدافه الوطنية، وفي مقدمتها الخلاص التام من الاحتلال وطغيانه وإرهاب مستوطنيه، وتجسيد سيادتنا الوطنية في دولة فلسطين المُستقلة.
وختم فياض كلمته بالشكر والتقدير إلى أسرة التربية والتعليم كافة على الرسالة النبيلة التي يحملونها وهم يُعدّون جيلاً يرسُم معنا ملامحَ فلسطين المستقبل، ويتحدى الصعاب والمعيقات مُتسلحاً بإرادة الأمل والتغيير، وعلى الجهد الحيويّ والمهم الذي يبذلونه للنهوض بمجمل العملية التربوية، وبنوعية التعليم وجودته، باعتبار ذلك أساس نهضة مجتمعنا وتقدمه، والأداة الأساسية للتنمية، وتعزيز القدرة على الصمود، ونحن نتقدم يومياً نحو انتزاع حقنا في الحرية كباقي شعوب الأرض. وخاطب الطلبة المتميزين قائلاً: “رهاننا كان ولا يزال عليكم، فأنتم شمسُ فلسطين التي بها نزهو، وبكم ومعكم سيكون لنا مع الحرية موعد قريب بإذن الله”.
بدورها، أكدت العلمي أن تفعيل توظيف التكنولوجيا في التعليم عبر خطط الوزارة المتلاحقة يبرهن على القناعة الراسخة لما له من أثر كبير في تحسين نوعيّة التعليم وتهيئة النظام التعليمي؛ ليكون قادراً على مواكبة روح العصر، والحرص على تنمية مهارات الإبداع والتميز لدى طلبة فلسطين، موضحةً أن هذا المعرض يأتي ليسلط الضوء على ما ينجزه الطلبة من مشاريع إبداعية في مجالي العلوم والتكنولوجيا، وما يجسدونه من اهتمام بالبناء المعرفي الذي لا ينفصل عن تعزيز المهارات وتطور الشخصية.
وأعربت العلمي عن أملها في أن تكون هذه الأنشطة وسيلة لإعداد الطلبة للحياة الجامعية؛ بهدف العبور نحو المحطة التعليمية التالية واستلهام روح استحضار منهج البحث العلمي في إنتاج المشاريع، الامر الذي يتطلب توفير المتطلبات اللازمة لأخذ التعليم دوره في تهيئة الظروف للتنمية المستدامة المرتبطة بممارسة تربويّة تستثير ما لدى الطلبة من إبداع كامن وفكر خلاّق.
وأردفت العلمي قائلة: “هذا المعرض يتلو العديد من المعارض السابقة، لكنّ له هذا العام خصوصية نابعة من أنه يأتي في ظلّ دولة فلسطين، فهو الأول في عهد الدولة، لذا حرصنا على أن يستند إلى معايير عالميّة، بإشراف كوادر مؤهلة ومتخصصة من وزارة التربية والتعليم والجامعات، فالشراكة في رعاية الإبداع مسؤولية الجميع، وقد خضعت المشاريع للتحكيم بناء على قوانين معتمدة عالمياً مثل تلك المطبقة في معرض انتل الدولي للعلوم والهندسة، وتخلّلت كل ذلك آلية ضامنة للشفافية وللنزاهة وللدقة في اختيار المشاريع الفائزة”.
وشددت على ضرورة تعزيز الشراكة الفاعلة بين المدارس والمجتمع المحلي من جهة، والقطاع الخاص من جهة أخرى، معربةً عن شكرها لشركة الوطنيّة موبايل راعية المعرض، داعيةً في الوقت ذاته، شركات القطاع الخاص توجيه جهودها لرعاية الإبداع الطلابي في قطاعي التعليم العام والعالي.
من جهته، رحب معتصم عتيلي بالحضور قائلاً: “نحن في الوطنية موبايل نؤمن بأهمية المشاريع الخلاقة والتي تتميز في الإبداع، لأن الإبداع هو من قيمنا الأساسية في الوطنية موبايل، ونقدم دعمنا لكافة الأنشطة المجتمعية والتعليمية، كما اننا نهتم بفئة الطلاب كونهم عماد المستقبل الواعد، فقدمنا برنامجاً خاصاً بهم بأقل سعر دقيقة اتصال، كما أطلقنا حملة الساعات المعتمدة للطلاب للعام التالي على التوالي لتيسير انضمامهم واستكمال تعليمهم في الجامعات والكليات الفلسطينية أو إعادة التحاقهم بها، وها نحن اليوم نحتفل بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم في دعم ورعاية معرض فلسطين للعلوم والتكنولوجيا 2013″.
واختتم حديثه: ” كلنا سعادة بهذه الشراكة مع وزارة التربية ونتطلع سوياً لتحقيق الأفضل لطلبة فلسطين”.
من جهته، أشار مدير دائرة تكنولوجيا المعلومات في الوزارة امجد المصري الى أن هذا المعرض يعد بمثابة أداة لتطوير مهارات الطلبة في نهج البحث العلمي وإعدادهم للمرحلة الجامعية وتطوير مهاراتهم؛ بهدف التعرف على آليات حل المشكلات وإجراء التجارب وتفسير النتائج وتنمية مهارات الاتصال والتواصل باعتبارها وسيلة لاكتشاف المبدعين من الطلبة.
وفي ختام الحفل، الذي تولى عرافته مدير دائرة الإعلام التربوي عبد الحكيم أبو جاموس، تم الإعلان عن المشاريع العشرة الفائزة، وهي: مشروع المصرف الإلكتروني للطالبة هديل صلاح الدين ياسين من مدرسة طلائع الامل الثانوية، في مديرية نابلس، بإشراف المعلمة ليلى عمر، مشروع كيفية استغلال ضوء الشمس والحرارة لفتح الأباجور وإغلاقه، للطالبة شروق عياد، من مدرسة بنات العودة الأساسية، في مديرية بيت لحم، بإشراف المعلمة شذى جبران، ومشروع البيت الآمن، للطالبة رغدة أسامة اشتية، من مدرسة سالم الثانوية للبنات، في مديرية نابلس، بإشراف المعلمة حنين سماعنة، ومشروع فتح الإغلاق المركزي للسيارة بالجوال (البلوتوث)، للطالب احمد مخامرة، من مدرسة ذكور المأمون الأساسية في مديرية جنوب الخليل، بإشراف المعلم أيمن المقوسي، ومشروع الباص الصديق، للطالبة إسراء معالي، من مدرسة سيلة الظهر الثانوية الصناعية، في مديرية قباطية، بإشراف المعلمة آلاء صبيح، ومشروع جهاز قياس ومراقبة وتنبيه درجة حرارة الاطفال، للطالبة غادة العسود، من مدرسة بنات اذنا الثانوية، في مديرية جنوب الخليل، بإشراف المعلمة عبير العسود، ومشروع جهاز إنقاذ الغريق، للطالبة تماضر الزغاري، من مدرسة الدهيشة الأساسية الأولى من مدارس الوكالة، بإشراف المعلمة أماني غياظة، مشرع العصا الالكترونية الناطقة، للطالبين احمد الجعبة ومصطفى شحادة، من مدرسة الحسين بن علي الثانوية للبنين، في مديرية الخليل، بإشراف المعلم ابراهيم شتات، ومشروع لمستي، للطالبين حمدي نصر واحمد موسى، من مدرسة ذكور اتحاد صفا الثانوية، في مديرية رام الله، بإشراف المعلم خالد مصطفى، ومشروع طاقة متجددة (توليد كهرباء)، للطالبين حمزة مسالمة وعلي مسالمة، من مدرسة ذكور سنجل الثانوية، في مديرية رام الله، بإشراف المعلم كفاح عوض الله.
وأعلنت الوزارة أن المشاريع الثلاثة المتميزة من بين العشرة الفائزة سيتمكن أصحابها من المشاركة في معرض انتل الدولي الذي يعقد في الولايات المتحدة الأميركية في شهر أيار المقبل، والمشاريع الفائزة المتميزة هي مشروع المصرف الإلكتروني الذي احتل المرتبة الأولى للطالبة هديل صلاح الدين ياسين والذي يهدف إلى تخفيف أضرار انسداد المصارف وتهيئتها للعمل ارتباطاً مع معدلات الرطوبة ووزن الأوساخ والأتربة بالإضافة إلى مشروع كيفية استغلال ضوء الشمس والحرارة لفتح الأباجور وإغلاقه، الذي حصل على المرتبة الثانية، للطالبة شروق ربحي عياد والذي يهدف إلى تحقيق الاستغلال الأمثل للطاقة الشمسية لترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى مشروع البيت الآمن، الفائز بالمرتبة الثالثة، للطالبة رغدة أسامة اشتية، والذي يسهم بالحد من الإصابة بالاختناق والتفحم نتيجة استخدام الحطب ومشتقات البترول عبر تمكن المشروع من استشعار الحد الأدنى من كمية أول أكسيد الكربون المسبب للاختناق فيسمح للشفاط الكهربائي بسحب كميته من الغرفة مباشرة.

 
 

أضف تعليقك