الشعب المصري يُسقط نظام “الإخوان”
 
 
الشعب المصري يُسقط نظام “الإخوان”
 
 

الأيام 4-7-2013-1

الشعب المصري يُسقط نظام “الإخوان”

لقاهرة ـ وكالات: بثورته الجديدة التي انطلقت يوم الأحد الماضي ( 30 حزيران) اسقط الشعب المصري، أمس، نظام جماعة “الاخوان المسلمين ” وحكم الرئيس الاخواني محمد مرسي الذي تسلم منصبه قبل 368 يوما فقط فيما يشكل ضربة قاصمة للجماعة وللاسلام السياسي في مصر وفي الوطن العربي.
وفي ترتيب متقن اعد له على مدى ساعات خرج الفريق عبد الفتاح السيسي قائد الجيش ليتحدث الى الشعب وقد حرص ان يكون بجانبه شيخ الازهر وبابا الاقباط والدكتور محمد البرادعي ممثل المعارضة وممثلو حركة “تمرد” التي فجرت وقادت الثورة الجديدة وممثل حزب النور السلفي.
واعلن السيسي تولي رئيس المحكمة الدستورية العليا ادارة البلاد مؤقتا الى حين اجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ما اثار فرحة عارمة بين مئات الالاف من المصريين المحتشدين في الشوارع.
وفي ميدان التحرير، عاد المتظاهرون لترديد هتاف “ارفع رأسك فوق انت مصري” الذي سبق ان تعالى فور اسقاط حسني مبارك في 11 شباط 2011 واطلق الشباب الالعاب النارية وهم يهنئون بعضهم البعض بنجاحهم في تحقيق هدفهم.
وامتلأت شوارع القاهرة بسيارات يلوح راكبوها بالاعلام بينما اطلقوا العنان لابواق سياراتهم.
وكان المتظاهرون استقبلوا بحماس قوات الجيش التي انتشرت في شوارع القاهرة قبل ان يلقي وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بيانه معلنا انهاء حكم محمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها.
وقال مصور فرانس برس: ان العديد من المتظاهرين تبادلوا العناق مع الجنود، لا بل ان بعضهم حملوا على الاكتاف.
ولم يحدد الجيش موعدا لانتهاء الفترة الانتقالية او للانتخابات الرئاسية المبكرة ولكنه أكد انه سيتم خلالها تشكيل لجنة لتعديل الدستور وتشكيل حكومة كفاءات بصلاحيات كاملة.
وفي اول رد فعل بعد اطاحته، قال محمد مرسي في تغريدة على حسابه على تويتر ان “اجراءات الجيش انقلاب كامل يرفضها كل احرار الوطن”.
وكان السيسي ناقش “خارطة المستقبل” خلال اجتماع دام عدة ساعات الاربعاء بحضور رئيس حزب الدستور محمد البرادعي، الذي فوضته المعارضة المصرية للحوار مع الجيش، ورئيس حزب النور (اكبر الاحزاب السلفية) يونس مخيون وشيخ الازهر احمد الطيب، وبابا الاقباط تواضروس الثاني وممثلين لحركة تمرد.
وعقب هذا الاجتماع، اعلن الفريق اول السيسي في بيان تلاه بنفسه واذاعه التلفزيون الرسمي ان “القوات المسلحة استناداً على مسؤوليتها الوطنية والتاريخية قررت التشاور مع بعض رموز القوى الوطنية والسياسية والشباب ودون استبعاد أو إقصاء لأحد واتفق المجتمعون على خارطة مستقبل تتضمن خطوات أولية تحقق بناء مجتمع مصري قوي ومتماسك لا يقصي أحداً من أبنائه وتياراته وينهي حالة الصراع والانقسام”.
واوضح ان الخطة تشمل “تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت” و”إجراء انتخابات رئاسية مبكرة على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا عادلي منصور إدارة شؤون البلاد خلال المرحلة الانتقالية لحين انتخاب رئيس جديد” .
واكد انه سيكون “لرئيس المحكمة الدستورية العليا سلطة إصدار إعلانات دستورية خلال المرحلة الانتقالية”.
واوضح ان الخطة تقضي كذلك بأن يتم “تشكيل حكومة كفاءات وطنية قوية وقادرة تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية”.
واضاف انه سيتم “تشكيل لجنة تضم كافة الأطياف والخبرات لمراجعة التعديلات الدستورية المقترحة على الدستور الذي تم تعطيله مؤقتاً”.
وناشد السيسي ّرئيس المحكمة الدستورية العليا سرعة إقرار مشروع قانون انتخابات مجلس النواب والبدء فى إجراءات الإعداد للانتخابات البرلمانية”.
وقال ان الخطة ستتضمن “تشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية من شخصيات تتمتع بمصداقية وقبول لدى جميع النخب الوطنية وتمثل مختلف التوجهات”.
واعتبر البرادعي في كلمة القاها عقب بيان السيسي ان خارطة الطريق تضمن “تحقيق المطلب الرئيسي للشعب المصري” اي اطاحة مرسي وتعد استكمالا لثورة 25 كانون الثاني 2011. ومن جهة ثانية، اكد مصدر امني ان جهازا امنيا مصريا رفيعا قرر منع الرئيس محمد مرسي وعدة قيادات من جماعة الاخوان المسلمين من السفر.
وقبيل بيان السيسي، قال عصام الحداد مستشار الرئيس محمد مرسي للعلاقات الخارجية بعد انتهاء المهلة في بيان على فيسبوك “من اجل مصر ومن اجل الحقيقة التاريخية دعونا نسمي ما يحدث الان باسمه الحقيقي: انه انقلاب عسكري”.
واضاف الحداد “وفي اللحظة التي اكتب فيها هذه السطور فانني ادرك تماما انها قد تكون اخر مرة اتمكن فيها من الكتابة على هذه الصفحة”.
واكد السيسي صباح الاربعاء ان الجيش المصري مستعد للموت دفاعا عن الشعب ضد “الارهابيين” و”المتطرفين” و”الجهلة” غداة خطاب لمرسي اكد فيه تمسكه بموقعه “كرئيس سرعي منتخب” وحذر فيه من “سفك الدماء” اذا ما تمت اطاحته.
وقبل اعلان اطاحة مرسي، اكد مصدر امني ان جهازا امنيا مصريا رفيعا قرر منع الرئيس محمد مرسي وعدة قيادات من جماعة الاخوان المسلمين من السفر.
وقال المصدر ان “كل المتهمين في قضية الهروب من سجن وادي النطرون عام 2011 بمن فيهم الرئيس محمد مرسي وعدد من قيادات جماعة الاخوان المسلمين تم وضعهم على قوائم الممنوعين من السفر بقرار من جهاز امني رفيع”.
ومن بين الممنوعين من السفر المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين محمد بديع ونائبه خيرت الشطر والقياديان عصام العريان ومحمد البلتاجي، بحسب المصدر نفسه.

 
 

أضف تعليقك