ثورة الهواتف الذكية متعثرة في فلسطين بسبب عدم سماح الاحتلال باستخدام الترددات اللازمة لشبكة الجيل الثالث
 
 
ثورة الهواتف الذكية متعثرة في فلسطين بسبب عدم سماح الاحتلال باستخدام الترددات اللازمة لشبكة الجيل الثالث
 
 

رام الله – ا ف ب: لم يتمكن أمير من الاحتفاظ بهاتفه الذكي الذي اشتراه بسعر مرتفع، بعيد إدراكه، على غرار غيره من الشباب، أن عدم وجود شبكة ثري جي (الجيل الثالث) في الضفة الغربية يعني أن معظم تطبيقات الجهاز غير فعالة.
ويقول أمير وهو اسم مستعار للشاب الذي يعمل في مقهى انترنت “بعت الاي فون الخاص بي لأنه لا يمكنني استخدامه طوال الوقت (…) شراء هاتف ذكي مكلف، لذا بدون كافة فوائده لا يوجد أي مغزى من امتلاكه”.
وأصبحت الهواتف الذكية من طراز سامسونغ غلاكسي أو ايفون وسيلة اتصال يومية للعديد من الناس الذين يسعون لاستخدامها مع التطبيقات المختلفة خاصة فيسبوك وتويتر.
وبينما تتحضر شركات الاتصالات في الشرق الأوسط لإطلاق الجيل المقبل من خدمات الإنترنت السريعة للهواتف النقالة، شبكة الفور جي (الجيل الرابع)، ما زالت الأراضي الفلسطينية تفتقد لخدمات الثري جي.
وترفض إسرائيل السماح لشركات الهواتف النقالة الفلسطينية بالحصول على الترددات اللازمة للحصول على خدمة الثري جي مما يضطر أهل الضفة الغربية الى الاشتراك بخدمات تقدمها شركات إسرائيلية بتكلفة عالية.
ويقول جريس (27 عاما) والذي يدير مكتبة في رام الله “لا استطيع الحصول على 3 جي مع مزود فلسطيني لذا يجب ان يكون لدي مزودان، احدهما فلسطيني والآخر اسرائيلي، وهذا امر مرهق ومكلف”.
وبحسب صبري صيدم مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس لشؤون الاتصالات فان اسرائيل رفضت مرارا الطلب الفلسطيني بالسماح لشركات الهاتف المحلية بالحصول على خدمة 3 جي “لأسباب أمنية”.
ويقول صيدم لوكالة فرانس برس “في السنوات الأخيرة تم تقديم العديد من الطلبات التي تم رفضها”.
ويضيف “هذا يحدث على الرغم من ان هنالك شركات اسرائيلية تعمل بشكل غير قانوني في الأراضي الفلسطينية وتوفر خدمة الجيل الثالث لزبائنها” في اشارة الى 500 الف مستوطن يقيمون في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين.
ويعتقد كثير من الفلسطينيين ان السبب الحقيقي هو على الأرجح سياسي.
وبالنسبة لعلاء القواسمي (27 عاما) وهو يعمل في محل لبيع الهواتف النقالة فان “السبب الرئيسي هو الاحتلال (…) على الرغم من ان التكنولوجيا التي يتمتع بها مستخدمو الهواتف الاسرائيلية افضل بكثير وهنالك العديد من الخدمات التي لا يمكننا استخدامها”.
ويمكن تجاوز هذه العقبة من خلال تكنولوجيا الواي فاي.
وبالنسبة لعمر الذي يعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات في المستشفيات “الأمر لا يؤثر علي كثيرا، يوجد واي فاي تقريبا في كل مكان”.
وبالنسبة لعمر، فان مستخدمي الهواتف الذكية يستطيعون الجلوس في المقاهي او في بيوتهم للحصول على كافة التطبيقات، ويؤكد “سيكون من الجيد الحصول على شبكة ثري جي ولكن لدينا مشاكل اهم هنا”.
واطلق خبير تكنولوجي في اذار الماضي حملة تزامنت مع زيارة الرئيس الأميركي باراك اوباما للتعريف بعدم وجود خدمة الجيل الثالث في الأراضي الفلسطينية والتي تعرضت للانتقاد لأنها طغت على قضايا سياسية اكثر أهمية.
وتؤكد ربى التي كانت في محل لبيع الهواتف أن الحصول على خدمة الإنترنت اهم بكثير مشيرة “ان كنت غير متصل بالإنترنت فهذا يعني انك نصف ميت” قبل أن تسأل عن ماهية شبكة الثري جي.
وأعقبت ذلك بالقول “سيكون من الجيد توفرها، ولكنها ليست مشكلة كبيرة فانا لم اسمع بها من قبل”.
وعلى الرغم من عدم وجود حل يلوح في الأفق لمشكلة شبكة الثري جي فان الفلسطينيين حققوا “انتصارات” في مجال التكنولوجيا والإنترنت في ايار الماضي حيث حلت كلمة فلسطين على محرك البحث غوغل على الإنترنت بدلا من مصطلح “الأراضي الفلسطينية” على صفحته الفلسطينية، وذلك بعد رفع تمثيل الفلسطينيين في الأمم المتحدة العام الماضي.

 
 

أضف تعليقك